إن أساسيات المنطق كانت تفرض علينا أن لانتفاءل كثيراً بالمنتخب الأولمبي في لقائه مع نظيره الأسترالي، ليس ذلك تقليلاً من شأن لاعبي منتخبنا الوطني، بل لأن عوامل الفوز والخسارة في كرة القدم تخضع لحسابات تتجاوز مهارات اللاعبين وإراداتهم العامة.. لذلك يقال: إن كرة القدم تعطي من يعطيها، وتحرم من يبخل عليها، وفي لقائي منتخبنا الأولمبي مع نظيره الأسترالي كان الفارق واضحاً جداً حتى قبل بدء المباراة. عوامل عدة تضافرت لحسم نتيجة المباراتين لصالح الأولمبي الأسترالي، وكان أبرز هذه العوامل الإمكانات، فالإمكانات المادية والتأهيلية التي امتلكها المنتخب الأسترالي فاقت بأضعاف مضاعفة ما توافر لمنتخبنا الأولمبي من إمكانات مادية وتأهيلية، ولهذا ظهرت نتائجه الإيجابية والسلبية على تناسق أداء المنتخبين لعباً ونتيجة، ولايوجد وجه للمقارنة. والعامل الثاني من حيث الأهمية والتأثير هو عامل الإعداد ففي الوقت الذي لم يخض فيه منتخبنا الأولمبي أية مباراة ودية في فترة الإعداد للقائه مع نظيره الأسترالي، نجد أن الأخير قد خاض14 مباراة ودية التقى فيها مع اليابان وهولندا وسنغافورا المنتخب الذي خرج من التصفيات ومع ذلك ظل يلعب مباريات ودية، وهو آخر منتخب التقاه المنتخب الأسترالي، الذي كان يعلم أن المنتخب السنغافوري هو آخر منتخب التقاه منتخبنا الأولمبي، فكان إلى جانب إعداده لهذه اللقاءات الودية يدرس طريقة لعب منتخبنا الأولمبي الذي ظلت خبرته حبيسة مباراته الأخيرة مع سنغافورا.. بل إن عدم خوضنا لمباريات ودية زاد من حماس الأستراليين خوفاً من ظهور منتخبنا بظهور مغاير يقلب طاولة الأستراليين. أما العامل الثالث فكان عامل الأرض والجمهور، وتضافرت معه تغيرات المناخ الذي لم يعهدها منتخبنا الأولمبي في بلادنا أو البلدان التي لعب فيها مبارياته السابقة. أضف إلى كل هذه العوامل العامل النفسي للاعبي منتخبنا الأولمبي الذين غادروا الوطن وهو يئن تحت وطأة الأزمات، وانعكاساتها السلبية على الجميع، وهذا أيضاً ليس تبريراً بل لايمكن تجاهله. هذه العوامل التي كنا نعيشها جميعاً كانت تحتم علينا أن لانعلق آمالاً كبيرة على نتيجة مباراة منتخبنا الأولمبي مع نظيره الأسترالي، ولكن هذا لم يمنعنا من الإعجاب بأداء منتخبنا الأولمبي رغم خسارته للمباراتين، ولم يمنعنا أيضاً من احتساب مكاسبنا التي خرجنا بها والمتمثلة بمدرب كبير يمتلك مؤهلات واعدة، وتبشر بنجاحات مستقبلية في ظل توافر الإمكانات لو بصورة مقبولة، وأيضاً نخبة من اللاعبين الذين يعدون بحق نواة منتخب وطني قادر على المنافسة وتحقيق نتائج مذهلة، لو تم إيلاء الرعاية والإهتمام لهم، فهناك لاعبون سيكونون نجوماً في المستقبل القريب، ومع ذلك تظل هذه المكاسب رهناً بقدرة وحرص القائمين على كرة القدم اليمنية، على تنميتها والاهتمام بها حتى لايكون مصيرها مصير مكاسب سابقة أضاعها الإهمال واللامبالاة من أيدينا..فهل سينجح القائمون في تجاوز خسارة الأولمبي أمام الأسترالي ويصبون هتمامهم على المكاسب.. هذا ما نتمناه فعلاً..!! مدرب كبير.. من الإجحاف أن نتجاهل إمكانية وكفاءة مدرب منتخبنا الأولمبي الإثيوبي إبراهام...هذا المدرب الذي أثبت كفاءته وقدرته على إيجاد لاعبين سيكونون في المستقبل القريب نواة لرفد المنتخب الأول...ومن الإجحاف أيضاً أن نحمله نتائج المنتخب خاصة ونحن نعلم الظروف التي مر بها وبالأخص برنامجه الذي لم يستطع تنفيذه الاتحاد بسبب الأوضاع وقلة الإمكانات والدليل أننا ذهبنا إلى استراليا دون خوض أية مباراة ودية ولا أي معسكر خارجي.. بعكس المنتخب الأسترالي الذي استعد وبشكل مبالغ لملاقاة المنتخب اليمني وأهم ذلك هو خوضه 14مباراة ودية آخرها مع اليابان وهولندا وسنغافورة وكأنه بذلك يستعد لملاقاة المنتخب البرازيلي وليس اليمني. في الأخير.. على قيادة اتحاد كرة القدم أن لاتألوا جهداً في الحفاظ على هذا المنتخب وأن لاتيأس من نتيجته أمام استراليا التي تعد بكل الأحوال نتيجة منطقية مقارنة بوضعنا وإمكاناتنا..الأمر متروك على طاولة رئيس اتحاد كرة القدم...فهو وحده قادر على إنصاف لاعبي الأولمبي....واعطاءهم أمل على التواصل والتألق في المشاركات القادمة.