حين فتح النافذة للفضاء لقتل الوقت ربما كان الليل يجيل بصره في الغرفة , كالمعتاد أطلق زفرة عميقة وازداد شعوره بالقرف لأن محتويات الغرفة أخذت حالة من الفوضى. جرائد ,جذاذات,أطباق وصراصير ميتة ويابسة, وانتبه .كانت السيجارة قد أحرقت أصبعيه. وهناك على حافة السرير المترهل وجد نفسه وحيدا ينظر إلى فردتي صباطه المغبرتين من فعل سباقهما مع المسافات اليومية إلى الفرعية المنتصبة على هامش تركيبة من البيوت الطينية . أحس بعنف في دماغه .أشعل سيجارة,تنفس دخانها بعصبية .امتدت يده النحيلة إلى كوب شاي. رشف منه دكه. شعر ببرودة تسري في قفصه الصدري.ثم انقدف إلى الخارج في اتجاه مخدع للهاتف...مازال معطلا ككل الأشياء هنا... تفو يا لطيف وقفل راجعا إلى غرفته ليتمدد على سريره الذي يتآخى معه. أخذته سهوه عابرة ...ورأى جسده المتآكل...ينتظر حافلة أو عربة قد تأتي أو لاتأتي... يقتني جريدته المفضلة التي يعرفها من بهوها الأحمر. يجلس في المقهى ..يطلب قهوته...يلوك لغة الطباشير..يدردش..ويتذكر أيام الجنوب وسفوح الأطلس الصغير... كل الصور كانت حية... وأيقظته دقات المنبه . يفرك عينيه..يحملق في الساعة . كانت السابعة صباحا... عندما أصبح الصباح. تأبط محفظته الجلدية المحشوة بالجذاذات والتوازيع السنوية و الشهرية...وانسحب من غرفته ليسابق المسافات..كما يسابقها من سنوات..ودخل الفصل .. وقبل التمهيد .تذكر أنه ترك باب غرفته مفتوحا على مصراعيه.