أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي أن اليمن فقد برحيل الشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رمزاً من رموزه الوطنية، وعلماً من أعلام بناء الدولة اليمنية الحديثة وأحد مؤسسي الاقتصاد الوطني الحديث على مدى أربعين عاماً. وقال الدكتور العليمي في مقال نشرته أمس صحيفة 26 سبتمبر الأسبوعية: “إن الشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني أعطى من جهده ووقته ما حقق الكثير من المنجزات خلال توليه للمسؤوليات التنفيذية وإن كل من عمل معه يشهد على قدراته في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية، التي انعكست على أدائه السياسي والاقتصادي والإداري”. وأضاف: “إن الشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني مثّل طوال حياته قيماً ومبادىء وطنية نفتقدها اليوم، قيم التسامح والحب والوئام، قيم المساواة والعدالة وإعلاء سيادة القانون”.. مؤكداً أن هذه القيم تجسدت في تفكيره وسلوكه، فكان ملاذاً ومرجعاً لكل اليمنيين بكل فئاتهم ومشاربهم. وأشار إلى أن الشهيد كان طوال حياته يتطلع إلى أن نرتقي - كيمنيين- إلى مستوى تفكيره وقيمه، وحاول طوال حياته أن يجسد روح الوطن اليمني الكبير.. وقال: “إننا اليوم نفتقد الشهيد في الوقت الذي يحتاج الوطن إلى أمثاله خاصة في هذه الظروف التي تعيشها بلادنا، والتي تشهد انحساراً وتفككاً للقيم الدينية والأخلاقية، ونمو ظواهر غريبة على مجتمعنا المسلم”. ولفت الدكتور العليمي إلى أن الأيادي الآثمة التي غيبت عنا الشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني بعملها هذا دمرت القيم الدينية والأخلاقية المشرقة في حياتنا قبل النفوس، وأفرزت سلوكاً لا يمتّ بصلة إلى كل القيم ووضعت نفسها في مربع العنف والتعصب والكراهية بدوافع ذاتية وأنانية مريضة. داعياً كافة اليمنيين إلى تمثل مدرسة الشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني في نبذ التعصب والحقد والكراهية من أجل يمن مشرق يسوده السلام والتنمية والوفاق. وأضاف في مقاله الذي كتبه إلى روح الوطن الشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني:”أكتب هذه الكلمات والحزن يملأ جوانحي، وأنا في غرفة أتلقى فيها العلاج في الرياض يتضاعف حزني لفقدانك وعدم قدرتي على رؤيتك ووداعك قبل أن توارى الثرى، ولكن عزائي في فقدانك ذلك الحزن الكبير الذي عمّ أرجاء الوطن والذي يؤكد أن القيم التي دعيت إليها طوال حياتك تتعمق اليوم لدى هذه الجموع الحزينة التي كانت في وداعك، والحزن الذي عمّ كل أبناء الوطن”. وتابع: “إنني على المستوى الشخصي قد فقدت أخاً، ومعلماً، وصديقاً صدوقاً، فخلال الأعوام التي لازمت فيها الشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني تعلمت منه كل معاني الصدق والوفاء وحب الناس واحترامهم، ولعل أعظم قيمة تعلمتها منه أنه لا يذكر شخصاً قريباً أو بعيداً، صديقاً أو عدواً إلا بالخير، فكان رحمة الله عليه نموذجاً لقيم الخير والحب والأخلاق الفاضلة”. واختتم مقاله: “لقد فقدنا وفقدت اليمن بسهولها وجبالها، أبناءها وبناتها، رمزاً من رموزنا الوطنية، وعلماً من أعلام بناء الدولة اليمنية الحديثة، وأحد مؤسسي الاقتصاد الوطني الحديث على مدى أربعين عاماً، وقبلها كان معلماً لأجيال قدمت للوطن الحبيب الكثير من العلم والمعرفة والعمل التنموي، فهنيئاً للشهيد نيله للشهادة، وسيظل رمزاً من رموز النضال الوطني، ونموذجاً تقتدي به الأجيال”.