(1) كان نائماً حين نشبت في تمارينه نبوة الخمسين كان نائماً، هل كان يذكر أولئك الأصدقاء الذين مضوا قبل أن يكملوا أعمارهم. كم صديقاً غادر، وصديقاً مضى. وصديقاً تمرغ بالخيانة أو بالخوف. هي ذي الخمسون تفاجئه، لكنه، نائماً ظل في محض أنثى وغير عابئ بالذي فرّ من سنيّ عمره. نائماً، رغماً عن الأصدقاء السميكين والثرثرات فمن سيوقظ حشمته وبلاغة نيرانه. يطلق إبراته كان في البهاء ويشعل أجراسه، لم ينتبه إلى الخمسين وهي تخطو صوب فضائه وما كان يعبأ بالأيام التي جرت من أيامه كان نائماً. (2) اقتياد لكأنه وهم . وأنت تقودهم نحو احتكام باهظ. لا وقت تحكمه يداك فهل تنام على سدى وهم وتتركهم على أحلافهم ويتراشقون بسرد خيبتهم وتمضي في ترادف حكمة عمياء، تمضي في سراديب السراب الفخم. هل أحصيت ما ينهار من أحلامهم لتكف عنهم. أم ستمضي في مفاخرة مؤجلة ،وتنسى آخر القتلى بلا حرج وتقتاد القطيع. هذي هنا أشلاء من عادوا وما عادوا. وأنت توزع الرايات للذكرى وترشوهم ببعض شهادة وتعدهم لنصاعة الصور الفخيمة أو صناعة ما يسمى مجدهم وخلودهم. وهُم سيحترفون صيغته ويقتسمونه كالخبز. ها أشلاؤهم تعدو إلى غيابةٍ قفرٍ ومحرقة. ويكتظ الهواء الرخو. لا أسماء ثمة غير ما ينداح من عري النجيع.