سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشعب يَنتَخب.. «هادي» بتصويتنا «لعبد ربه..» نكون قد أكدنا حضورنا كشعب ساهم لأول مرة في إحداث تغيير فعلي لرأس السلطة.. وأثبتنا قوتنا كسند مُهم يؤبه له..ويُعمل لأجله..
أغلبية «مع..» قله «ضد..» أقل «لا مبالون..» هكذا يتوزع الناس وتنقسم رؤاهم حول خيار الانتخابات الرئاسية القادمة.. مع التأكيد أن خيار «الضد» السلبي هو الأخطر.. بإمكان هؤلاء سواء «باسم الثورة أو الحوثيين أو الحراك أو أنصار الشريعة..؟!!» أن يمارسوا حماقاتهم..ب«التأثير وشراء الذمم» وإعادتنا إلى المربع الأول.. وطالما تجمعنا حول الانتخابات ك«خيار مُنقذ» ضيقنا الخناق على تحالفاتهم المشبوهة.. ثارات الحسين في جلسة مقيل اعتيادية وجدت نفسي ولأول مرة مُتعصب لهذا الخيار.. بعد أن استفزتني ظاهرة صوتية غريبة برزت مع تجليات تلك الساعة السليمانية، كان صاحب ذلك الصوت المُستفز يتهمني وامثالي المُحفزيين لبلوغ ذلك الهدف بالدخلاء المأجورين.. إلى أن وصل أن ثورتهم لن يكتب لها النجاح إلا ب«القضاء علينا أولاً..». لم أستغرب من تلك اللغة الفجة التي بدأت تغذيها أطراف «فوضوية» لا يهمها خير اليمن.. وبعيدة عن الدين الحنيف، بدليل أن ذلك المتحدث يستحضر طول الوقت «ثارات الحسين» بمبالغة مفرطة.. فيما صوت الأذان لا يسكته، ولا يحفز جوارحه على أداء الصلاة؟!!، ويتناسى أن داعميه يذبحون الشعب السوري الشقيق من الوريد إلى الوريد، ويسعون جاهدين لتقسيم اليمن بدعم طاغٍ ومخجل لقادة الانفصال بعد أن لفظتهم الأمم.. وملّهم التاريخ والواقع في آن. أجواء الحروب مثل هؤلاء لا يجيدون قراءة الواقع.. اعتادوا العيش في أجواء الحروب.. تُسيّرهم طموحات غيبية اتكالية ذات طابع كابوسي لا وزن لهم في الشارع السياسي وقيمتهم في ميزان الديمقراطية صفر كبير.. يتذمرون من كل شيء.. يعانون من فراغ عقدي فظيع، هم على حق وما دونهم على باطل، لا فرق بينهم هنا وبين غلاة الجانب الآخر «الفرقة الناجية..!!» والأغرب أنهم يرددون طول الوقت بأنهم سيعملون جاهدين على إفشال تلك الانتخابات العبثية..؟!!، هكذا يصفونها لأنها ستقضي على أحلامهم وتطلعاتهم، خاصة وأن حديث رسولنا الكريم «لا تجتمع أمتي على ضلالة» لا مكان له في كتبهم الملغومة بالحقد والتحريف.. كان ذلك المقيل حافزي الأول للنزول إلى الشارع والولوج إلى نفسيات العوام ومعرفة آرائهم.. صحيح أن بوادر الإجماع قوية جداً وهذا ما تأكد لي إلا أن ثمة ما يدعو إلى الخوف «فمعظم النار من مستصغر الشرر» وهناك كائنات طفيلية تقتات على آلام الناس وأوجاعهم.. وبإمكان هؤلاء سواء «باسم الثورة أو الحراك أو أنصار الشريعة؟!!» أن يمارسوا حماقاتهم ب«التأثير وشراء الذمم» وبالتالي يعيدونا إلى المربع الأول لا قدر الله. «دار سلم» إنها لحظات فاصلة تؤرخ لبداية حقيقية للنهوض.. ينتظرها أغلب الناس بشغف.. يتأملون فيها الخلاص لوطن مُنهك.. ويستشرفون من خلالها مستقبلاً خالياً من الأزمات والمحن.. عبدالله قائد الشامي أحد هؤلاء في عقده السادس واسع الثقافة.. يتحدث بلكنة دارجة قوية التعابير..هو أمي لكنه أبلغ من أولئك المرجفين، كُتبت له حياة جديدة بعد أن شارك بحماسة في مسيرة الحياة الذائعة الصيت.. شاهد الموت في «دار سلم» وتمنى لحظتها أن يؤخره ملك الموت إلى ما بعد «21» فبراير القادم يوم التغيير والسلام المنشود الذي طالما انتظره كثيراً.. أدهشتني نظرته الثاقبة في قراءة الأمور، يتحدث كسياسي حصيف واصفاً المبادرة الخليجية بالحل الأمثل والوحيد، وخطوة أولى ومهمة ستوحد اليمن من جديد، وإذا ما تجاوزناها بحذر وبعيداً عن المآرب الضيقة عبرنا باليمن إلى الضفة الأخرى حيث الرقي والتقدم والدولة المدنية الحديثة.. مشيراً إلى أن بعض الأطراف وهي معروفة تريد إعطاء نفسها حجماً أكبر من حقيقته من خلال عدم المشاركة في الانتخابات وربما عرقلتها، إلا أنها لن تفلح في تحقيق ذلك. استجداء مؤثر الشامي كمتابع نابه لمجريات الأحداث أفاد أنه استمع إلى خطاب «عبد ربه» التدشيني.. أعجب به، وكانت عبارة «ألله لا يساعد من لا يساعد نفسه» هي الأقوى حسب توصيفه، قد تكون مكررة إلا أنها هذه المرة خرجت بصدق.. وفيها استجداء مؤثر للجماهير.. يحث الخطى والمضي قدماً صوب صناديق الاقتراع، والعمل على إفشال رهانات مرضى النفوس.. و«عبد ربه» باعتقاده سيدير مرحلة انتقالية ستؤسس ليمن جديد قائم على أسس ديمقراطية صحيحة.. وهو كما شارك الحاضرون في ذلك الحفل «دفء التصفيق» من بعيد.. سيعمل عن قرب على إنجاح يوم الاقتراع بكل ما أوتي من طاقه وجهد. «ما فيهاش بيس..» في المقابل ثمة أناس لا يعنيهم أمر الانتخابات «لا من قريب ولا من بعيد» ليس عن قصد..ولكن كسجية فرضتها ظروف تنشئتهم الاجتماعية المحصورة في إطار ضيق من «اللامبالاة» وعدم الاكتراث.. منهم أميون «مخضرمون» عايشوا رؤساء وملوكاً سابقين.. ومنهم محدودو «الدخل والمعرفة» ومعدومو الضمير.. وهؤلاء يسمعون ولا يعترضون.. وتملى عليهم التعليمات ولا يخالفون.. ويكونون تابعين لا متبوعين. يعتقد عبده سيف وهو عجوز مُسن أن من «غلق بابه عاش آمناً..» صارخاً في وجهي.. «مليش دخل.. ومو عملنا أحمد يقصد الإمام وإلا علي..»، كاشفاً أن همه الأبرز ينحصر في «كيس القمح وبس».. لديه في رصيده عديد مشاركات في انتخابات سابقة، صوّت فيها دون تردد لمن «دفع أكثر..»، وطالما أن بطاقته الانتخابية المهترئة تُدر عليه مالاً..!! فهو يحتفظ بها ضمن «بصائره» المهمة.. لن يشارك في الانتخابات المقبلة لأن «ما فيهاش بيس.. وما «احدش أجاء يدوره..؟!!». الطبع يغلب مثل هؤلاء نكسة «أيام التنافس» ولا ضرر منهم أو خوف «أيام الوفاق»، وهو ما يدعم التوجه القائل بأن الديمقراطية مع «الفقر والجهل والتعصب» غلطة كبرى تصنع ما هو أسوأ من الاستبداد، بل إن ابن خلدون عالم الاجتماع الشهير ذكر في مقدمته ما يشبه ذلك.. صحيح أن تلك الثقافة القاصرة بدأت تُطمر الآن بفعل هذا الجيل الرائع الذي تنبه لتلك الاختلالات بردة فعل راقية تنسجم وروح الديمقراطية المنتشرة في بلدان الله، إلا أن للشعوب طبائع لا تتفق أحياناً وتلك الروح.. «والطبع كما قيل يغلب التطبع». «شعب عرطه» على مدى التاريخ والآخرون يلعبون بنا ك«شعب عرطه».. عندما عجز الرومان عن ترويضنا سلمونا للأحباش كفريسة سهلة.. ليأتي من أبناء جلدتنا من يسلمنا للفرس كغنيمة.. جاء الإسلام فاستحوذ علينا «تارة بسهولة وأخرى بصعوبة» لنتلقف بعد ذاك كافة مذاهبه وتناقضات فقهائه.. حتى «الاشتراكية العلمية وهرطقات مُعمر القذافي» وجدت لها بيننا مكاناً.. كما أن خلافات «الأتراك والانجليز» و«عبدالناصر وآل سعود» دفعنا ثمنها غالياً.. «ذات الصورة» من «الصراع الغبي أو الصراع بالوكالة» بدأت تتشكل الآن مع اختلاف بسيط في مسميات المُتصارعين. رياح السموم حقائق صعبة ولافتة وجب التنبيه إليها.. كي نتعظ ولا نعطي فرصة للخطأ أن يتكرر..ونثبت للجميع أن بإمكاننا أن نتغلب على أحزاننا.. وأن نذيب خلافاتنا ب«المنطق والعقل»، والانتخابات في ظل تلك القراءة الفاحصة ضرورة توحدنا.. وأكبر عملية جراحية لوطن مُنهك..ستنهي «حرب أهلية» محتملة.. وستضع حداً فاصلاً للاستمرار المطلق للحاكم.. كما ستسهم في إعادة الأمن والاستقرار. يمكن أن يتحول يوم 21 فبراير إلى يوم تاريخي فارق في حياتنا السياسية وفي مسيرة ثورة الشباب.. من خلال خروج كل الجماهير للمشاركة في هذا الاستفتاء، ليتمكن فيه من لم يشارك في الثورة بالإسهام بجهد ما من خلال هذه المشاركة.. والمطلوب منا بذل خلاصة جهودنا في كل شبر نتواجد فيه.. وطالما تجمعنا حول الانتخابات ك«خيار مُنقذ»، نكون قد أغلقنا الأبواب والنوافذ أمام رياح السموم الوافدة.. وضيقنا الخناق على كافة التحالفات المشبوهة التي لا تريد الخير لهذا الوطن المُثقل أصلاً بجراحات غائرة.