سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نبيل الخامري: على قادة البلد أن يبدأوا في غرس الثقة وفق سياسة تعتمد "الوضوح والشفافية".. وعدم إبقاء المجال مفتوحا للتحليلات وصف ثورة التغيير ب"الذگية"... وأن شبابها أصبحوا رقماً صعباً لايمگن تجاوزه..
لايجد رئيس المركز العربي لحقوق الإنسان ومناهضة الإرهاب رئيس اللجنة الوطنية لدعم تنفيذ المبادرة الخليجية بأن هناك مخاوف على المشهد اليمني.. ويؤكد أن الوضع في اليمن في تحسن مستمر، ولديه تفاؤل بأن القادم سيكون أفضل وفي هذا ينصح الشيخ نبيل الخامري القائمين على قيادة اليمن في ظل المرحلة الانتقالية بأن عليهم غرس الثقة بين الحاكم والمحكوم ويجب أن يعرف السياسيون بأن ما وصلوا إليه من مناصب في ظل هذه المرحلة كان بسبب الفعل الثوري وعليهم أن يقابلوا الجميل بالجميل. مهام وتوجهات .. في البداية كونكم ترأسون اللجنة الوطنية لدعم تنفيذ المبادرة الخليجية، ماهي توجهات ونشاط هذه الجنة؟ توجهات اللجنة متابعة وإشراف جميع الأطراف السياسية على تنفيذ كافة البنود التي جاءت في المبادرة الخليجية وآلياتها والتواصل مع جميع المشرفين على التسوية السياسية وكذلك إقامة فعاليات وندوات مع جميع شرائح المجتمع من منظمات مجتمع مدني محلية ودولية وغيرها لتبني وجهات النظر لمختلف شرائح المجتمع حول أهمية تطبيق جميع الأطراف لبنود المبادرة الخليجية. .. هل بقراءتك للمشهد اليمني بأن الوضع في تحسن أمام هذه التحديات والمتغيرات التي يواجهها في الظرف الراهن؟ الوضع اليمني في تحسن مستمر مقارنة بما عاشته اليمن خلال الفترة الماضية، فاليمن عاشت أسوأ أيامها خلال الفترة الماضية وشهدت أحداثا انعكست سلباً على واقع ومعيشة الناس، وهذا طبيعي لأناس طلبوا الحرية والكرامة ودولة النظام والقانون، ومن الطبيعي أن تكون هناك عقبات وثمن يدفع للتغيير فالنظام الذي كان في اليمن لاشك بأن اليمن سيدفع ثمن تضحياته لإزالته، واليمن دفعت ثمناً باهظاً من أجل ولادة اليمن الحديث من الجوانب الاقتصادية والسياسية وحتى الاجتماعية، ونحن متفائلون جداً بأن القادم سيكون أفضل لليمن لما نلمسه من إجماع للمجتمع الدولي والخليجي لإخراج اليمن مما هي عليه، وهذا مؤشر طيب ولايحتاج منا إلا بذل المزيد من الإرادة والعزم والصبر لكي يساعدنا الآخرون. التباين والتوحد في الفعل الثوري .. التباين والتوحد بين الفعل الثوري السلمي والفعل السياسي.. ما ثمار هذا التوحد بالنسبة للشباب في الساحات؟ الثورة السلمية هي فعل سياسي، وهناك توحد بينهما وكل منهما يكمل الآخر، لكن على الجميع أن يعلموا بأن الوطن وبناء الإنسان هو القاسم المشترك بينهما، ويجب أن يعرف السياسيون بأن ماوصلوا إليه من مناصب كان بسبب الفعل الثوري، وعليهم أيضاً أن يراعوا أولئك الذين قاموا بالثورة في الساحات ويهتموا بمطالبهم فهم سبب في تلك المناصب التي منحت لهم ويجب أن يقابلوا الجميل بالجميل وأن لا ينسيهم التمسك بالشرعية الدستورية التمسك بالشرعية الثورية فالشرعية الثورية هي الأهم. وأود الإشارة هنا إلى أن الشباب بحاجة إلى لمّ كلمتهم وشملهم وكيانهم عبر حزب سياسي يعمل من أجل تحقيق مطالبهم ويعبر عن تطلعاتهم. المرحلة الانتقالية والتحديات ..برأيكم كيف تنظرون إلى المرحلة الانتقالية الراهنة؟ أنا أنصح الأخ الرئيس والأخ رئيس حكومة الوفاق وجميع الوزراء أن يدركوا أولاً بأنهم في فترة انتقالية وهذه الفترة أفرزت معايير سياسية محلية تفرض عليهم أن يتعاملوا وفقاً لهذه المتغيرات، وأن يستمروا.. إنهم حكومة تسيير أعمال حيث إن المجتمع الدولي الإقليمي سيستمر بالرقابة على هذه الحكومة، وهناك أيضاً رقابة الشعب والشباب الذين هم العين الساهرة لإيجاد التغيير المنشود والذي ضحينا من أجله بدماء زكية ومن هذا المنطلق على القائمين على قيادة البلد عليهم أن يبدأوا في غرس الثقة بين الحاكم والمحكوم وتدشين المرحلة القادمة التي أنتجتها أحداث العام الماضي وعليهم أن يدركوا بأن الشعب اليمني أصبح الآن أكثر تحرراً وشغفاً لبناء دولة النظام والقانون التي لن توجد إلا بوجود قيادة لديها الإيمان العميق بأن بلدنا موقعه الاستراتيجي بجانب دول مجاورة لنا تفرض على قيادة البلد خلق متغيرات حقيقية تنعكس نتائجها على الشعب في تقليص نسبة البطالة وتشجيع تطبيق القانون للخروج من الانفلات الأمني الذي نعيشه نتيجة استمرار ماتبقى من انقسام في الجيش والأمن فمعالجة الملف الأمني ستعطي الطمأنينة والثقة لجميع المستثمرين للدخول في استثمارات في اليمن وستساعد في دوران عجلة التنمية. والتعيينات التي تمت خلال الفترة التي مضت من الفترة الانتقالية أعتقد بأنها جيدة إذا أخذناها من باب تحريك المياه الراكدة، ولكن إن أتينا للمفترض التقييمي لما سيتم إنجازه من أعمال على صعيد الواقع اليومي لحياة الناس فأعتقد أن الأعمال والمنجزات هي التي ستخلد نجاح مسار القيادة في مسألة اختيار الأشخاص ونتمنى ألا يتم تجاهل القيادات الجديدة والمؤهلة لدخول معترك بناء مؤسسات الوطن فدخول هذه القيادات الجديدة تعتمد على مدى جدية حكومة الوفاق والرئيس عبدربه منصور هادي في المضي قدماً في بناء اليمن الجديد الذي ينشده الجميع ونتحول من الشعارات إلى الأفعال والتعامل وفقاً للنتائج والتطور الحاصل لكل مرفق نتيجة لهذه الإدارة حيث تطور بناء الإنسان يعتمد على مدى إدارة الإنسان لمقدرات نفسه وما حوله. موقف القوى التقليدية .. ما موقف القوى التقليدية من المبادرة الخليجية؟ حقيقة طبيعة الإنسان دائماً لا تجتمع على رأي وهناك من يؤيدون المبادرة الخليجية وآلياتها الخليجية هي المخرج الآمن لليمن مما ستؤول إليه من منزلق لا قدر الله ولكن هناك فئات أخرى تنظر للمبادرة بوجهة نظر مخالفة وهذا شيء طبيعي، ولكن ما سينتج عنه في الأخير من تطبيقات لبنود المبادرة وتطبيقاتها هي من ستعطي الصورة الواضحة والكبيرة لكل الناس بأن خروج اليمن وشعبه مما كان يرسم له بدأ في الظهور وبدأت النتائج في التطبيق. .. ذكرتم خلال الاجتماع الذي جمعكم مع وجهاء ومشائخ تعز يوم الاثنين الفائت بأنكم في المركز العربي لحقوق الإنسان ومناهضة الإرهاب ستتبنون قضايا الانتهاكات خصوصاً محرقة ساحة الحرية بتعز إلى ماذا يرمي المركز؟ وما هي توجهاته؟ تماشياً مع مهام وأعمال المركز العربي فإن المركز يسعى للقضاء على مسببات زرع الإرهاب واستغلال حاجات الناس من الناحية المادية لتسييرهم وفق مخططات تضر بمصالح اليمن ومصالح بقية أصدقاء اليمن، فإن المركز ممثلاً بالقانونيين التابعين له قد بدأ بمتابعة وإنهاء المظاهر المسيئة والتي تصنع الشرخ وتبث الكراهية وتوجد الثأر بين شرائح المجتمع فمن هذا المنطلق بدأوا بمتابعة كل الانتهاكات التي حدثت خلال الثورة وتقدم بها كثير من الضحايا للمركز.. ويهدف المركز إلى نشر قيم التسامح والتعايش بين الأمم وبين الأجناس البشرية بمختلف فئاتهم فهي الطريقة المثلى لتجنب العنف والكراهية وجعل المركز تعامله مع كافة فئات المجتمع اليمني الواحد ووضع أمامه اليمن واليمنيين وكرامتهم.. لقد ركز المركز جل اهتمامه على شباب وشابات اليمن الذين قاموا بأروع ثورة عرفها التاريخ، وصنعوا أروع الأمثلة وإن تركيز المركز على هذه الفئة تقديراً لدورهم المحوري وتضحياتهم في التغيير والنضال السلمي مع تواجد الآلاف من الأسلحة التي ورثها اليمنيون كابراً عن كابر.. ويدرك المركز بأن من أكبر المهام الصعبة التي يوليها اهتماماته، أن يوفر فرص العيش الكريم للمواطن اليمني وللشباب ليستطيعوا بناء بلدهم جميعاً من خلال البعد عن الفتن والصراعات المذهبية أو الطائفية أو غيرها؛ ولذا فإن المركز وضع في سلم أولوياته تنفيذ عدد من الأنشطة الهامة في مقدمتها مكافحة جميع الأسباب التي تؤدي إلى الإرهاب وتعرقل تنمية الاقتصاد الوطني. الانتهاكات أمام المركز .. ماهو دور المركز العربي لحقوق الإنسان ومناهضة الإرهاب فيما حدث في عدد من المحافظات اليمنية؟ إن الملف الأمني ضرورة ملحة وعلى الأخ الرئيس وحكومة الوفاق أن يصنعوا صورة جديدة أمام المواطنين تعتمد الوضوح والشفافية وعدم إبقاء المجال مفتوحاً للتحليلات التي أوصلت قناعة لدى كافة المواطنين بوجود متاجرة واستغلال للملف الأمني لتحقيق مصالح ومكاسب شخصية من هذا الملف والخاسر الوحيد هو اليمن وسمعة اليمن الأمنية فعلى الأجهزة الأمنية الأخذ بعين الاعتبار أننا أمام منعطف تاريخي جديد يتوجب عليهم رسم سياسات واستراتيجيات أمنية جديدة من مهمتها القضاء ومعالجة جميع الاختلالات الأمنية بما ينعكس إيجاباً على إيجاد وضع جديد في اليمن يتماشى مع تطلعات وطموح أبناء اليمن للخروج من دوامة العنف والمتاجرة بالملف الأمني. مؤتمر المانحين .. ما رأيكم بنتائج مؤتمر المانحين في الرياض؟ بالنسبة لمؤتمر المانحين وأصدقاء اليمن في الرياض أعتقد أن نتائجه ممتازة بما هو متوافر على أرض الواقع فلم تقدم الحكومة أثناء مؤتمر المانحين في الرياض دراسات اقتصادية للمشاريع الأساسية للبنية التحتية لاستغلال المبالغ التي تم منحها في بناء المشاريع الأساسية للتنمية التي لم يتم الاستعانة بمراكز دراسات اقتصادية لتتقدم بعدها الحكومة بملفات دقيقة ومتخصصة تعطي للدولة الأولوية الملحة للبدء في معالجة المشاكل الإنسانية الحاصلة نتيجة سوء الوضع الاقتصادي والبدء في بناء البنية الأساسية التي تستوعب نسبة كبيرة من البطالة. الحوار الوطني .. متى برأيكم سيتم البدء في الحوار الوطني؟ وكيف تنظرون إليه؟ وهل هناك استجابة لأطراف دون أخرى وهل ستكون هيكلة الجيش معوقا رئيسيا في البدء بالحوار؟ أولاً يجب تهيئة المناخ بما يتلاءم مع المرحلة الجديدة التي على ضوئها سيتم دعوة جميع الأطراف إلى الحوار الوطني وفي اعتقادي أن الحوار الوطني هو الأساس لمعالجة كل مشاكل اليمن المتراكمة والتي كانت بسبب سوء المعالجة في السابق وإن الحوار الوطني الذي من المفترض أن يقام خلال الفترة القادمة، إن لم يكن للشباب دور أساسي فيه ويشاركوو فيه لاشك أنه لن يكون موفقاً، وأنا أدعو من هنا الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة محمد سالم باسندوة بأن ينفذوا مطالب الشباب خصوصاً فيما يخص هيكلة الجيش، وأود أن أنبههم جميعاً بأن الشباب ليسوا أداة تعبئة ومظاهرات ومقادون، بل إننا منهم نستمد الحرية والكرامة وننقاد وراءهم فلقد أصبحوا أكثر قوة وذكاء وهمة منا وسيحددون معالم اليمن الجديد وسنكون جميعنا معهم.. كما أن الحوار يجب أن يتطرق إلى قضية الجنوب وتصحيح مسار الوحدة وقضية صعدة فهذه القضايا كانت أهم المشاكل التي خلفت لنا بسبب سوء معالجتها سابقاً ويجب أن تعالج المعالجة الصحيحة. الثورة السلمية .. ماذا حققت ثورة الشباب السلمية حتى الآن؟ على الجميع أن يعرف ويؤمن ويتيقن بأن بداية ثورات الربيع العربي أولاً بدأت بثورة الياسمين في تونس وهي بمشيئة الله جاءت لصنع التغيير في الوطن العربي وعلى من يتهمون ويشككون في نتائج الثورات أن يعلموا بأن هذه الثورات أطاحت بأربعة زعماء من الديكتاتوريات من تونس ومصر وليبيا واليمن ولولا إصرار شباب هذه الشعوب لنيل حريتهم من هذه الأنظمة لما سقطت هذه الأنظمة ووصلنا إلى هذه النتائج، وعلى الشباب أن يواصلوا ثورتهم لتحقيق بقية الأهداف من بينها تصفيات مؤسسات الدولة من الفاسدين ويجب على الأحزاب أن تدرك بأنها ليست وصية على الشباب في الساحات فالثورة ثورة شعب وليست ثورة أحزاب أو جماعات. ذكرى المحرقة .. الأهمية والدلالة التي تحملها مشاركتهم في إحياء الذكرى الأولى لمحرقة ساحة الحرية؟ إيماني العميق بأن المشاركة في ذكرى المجزرة والمحرقة البشعة التي حدثت في 29/5/2011م في حق أبناء هذه المحافظة التي رفع شبابها رؤوسنا عالياً ومن وهبت هذا الشعب القوة والإرادة والتصميم في صناعة الحرية بواسطة النضال السلمي يعد فخرا واعتزازا يتمنى كل يمني وعربي أن يكون هنا معهم. فأنا فخور جداً بأن أكون في هذه المحافظة دون غيرها لأنها هي من صنعت الكرامة ومن علمتنا جميعاً كيف نقول للظلم والاستبداد لا وهذا ما جعلني أشارك وبنفسي أحرار هذه المحافظة هذه الذكرى المؤلمة التي لن يمر مرتكبوها دون محاسبة وسيقدمون للمحاكمة قريباً فالقتلة الآن أصبحوا يرسمون مستقبلهم بأيديهم بإصرارهم على هدم الجدار الذي حين يسقط سيسقط عليهم فالشعب قد غير مساره نحو يمن أفضل ومستقبل خال من الاستبداد والديكتاتورية. إنني أسمي ثورة اليمن بالثورة الذكية، وإن شبابها أصبحوا رقماً صعباً لا يجب تجاوزهم أو تهميشهم لقد أذهلوا العالم، وجعلت الدول الكبرى تضع الشباب في سلم أولوياتها، بل وحثت حكومة الوفاق والرئيس هادي على أن يعيروا الشباب النصيب الأكبر من الاهتمام حتى لا تتفجر ثورة أخرى فالإرادة التي خرج من أجلها اليمنيون لن ترضخ إلا بتحقيق كل ما خرجوا من أجله، يجب على جميع شباب اليمن أن يتجردوا من العصبيات المذهبية والقبلية وأن نبدأ ببناء دولة النظام المؤسسي التي تبدأ بصياغة دستور يرفع من قيمة الوطن والمواطنين ومحاسبة جميع القتلة والفاسدين.