رمضان شهر المحبة والتآلف، شهر الروحانية تتلاشى فيه جبال من الأحقاد، وتتراءى للبشر فيه جنان الخلد وهم يقتربون من خالقهم الكريم بالعبادة والصدقات ويشعر فيه الغني بالفقير.. الصبر والقوة لصيام شهر رمضان في ظل أوضاع وينظر الفقير إلى الله راجياً أن يرزقه صعبة تعيشها اليمن. ليس هو ذلك الذي لايملك إلا قوت يومه.. الفقير في بلادي هو ذلك الذي لم يستطع أن يدخل مدرسة فافتقر إلى العلم، الفقير الذي يتمنى أن يذهب للعلاج في مستشفى محيط بقريته أو قريب منها فلم يجده فافتقر للعلاج ومن ثم للصحة الفقير في بلادي هو ذلك الذي يفتقر في منطقته إلى كل مقومات التنمية من تعليم وصحة وعدالة ومواطنة متساوية وعيش كريم مازالت في بلادنا مناطق بعيدة من الخطوط الرئيسية أكثر من 20كيلومترا وتفتقر إلى المدارس والمستشفيات ويفتقر أبناؤها إلى أهم المقومات التي تساعدهم على بناء منطقتهم تنموياً. حوالي في قرية الأزوام عزلة الزهاري مديرية المخا التي تبعد عن الخط الرئيسي مازال الطفل حتى الرابعة عشرة لايعرف طريق المدرسة لأنه بعيد جدا ولايوجد لديهم معلمون ومن أين توجد مدرسة لديهم وإن وجدت فهي بعيدة جداً عنهم سيجدون معلمين وأبناء المنطقة فيها لايعرفون التعليم حتى يعلموا أبناء منطقتهم؟ المنطقة ليست بعيدة عن الخط الدولي الساحلي الحديدة – عدن ولكن أطفال المنطقة رجالات المستقبل الذين يفترض أن يكونوا في مقاعد الدراسة هم الآن في الشعاب يجمعون الحطب.. ويقومون بأعمال أخرى بعيدة كل البعد عن التعليم والتنوير، وفي الوقت نفسه يذر رماد الجهل عيني كل قادم إلى الحياة هل سيظلون هكذا ياترى؟ هل سيكتفي الأغنياء بتوزيع صدقاتهم في رمضان على مثل هذه الأماكن كعادتهم وسيسعدونهم بلقمة تسد رمق جوعهم لشهر واحد فقط، ويظلون بعدها فقراء في كل شيء أم سيبنون لهم المدارس والمستشفيات لتمحو فقرهم للعلم والصحة، هل سيقدمون لهم السمك الذي اصطادوه أم سيعلمونهم كيف يصطادون؟ أتمنى أن تكون للصدقات والزكاة وجهة أخرى غير التي اعتدناها.. أتمنى أن أرى الأغنياء يخصصون من زكاتهم وصدقاتهم جزءا لإزالة الجهل، ولمعالجة المرضى في اليمن، خاصة تلك التي لاتراها عيون الحكومة، ولا تصل إليها سيارات الوزراء