في رمضان يكثر المحسنون بأموالهم ، المنقبون عن الفقراء في كهوفهم ، ودهاليز آلامهم ، يطعمونهم في الشهر الكريم ، فيرفع الفقراء كفوفهم نحو السماء داعين لأصحاب الأيادي البيضاء ، شهر واحد ، ثلاثون يوماً ، هاهي خواتم الشهر تبدأ والفقراء يتمنون أن يطول الشهر لشهرين وثلاثة وأربعة علهم يودعون الجوع والألم الناتج عن خواء بطونهم في بقية الشهور . محسن ومحتاج ، غني وفقير ، ترف وعوز ، ثنائية متكررة ، لا تجدي معها الصدقات شيئاً، كم عدد المليارات التي أنفقت من الأغنياء على الفقراء في السنوات العشر الماضية ؟ وبالمقابل كم عدد الفقراء الذين يموتون كل يوم نتيجة سوء التغذية ، وحاجتهم إلى المأكل والمشرب والصحة و......؟ لماذا لا يسأل الأغنياء أنفسهم عن عدم تنظيم صدقاتهم وكيفية صرف أموالهم على الفقراء؟كل سنة تنفقون فيها الملايين على الفقراء في شهر واحد لماذا؟ لأن رمضان هو الشهر الوحيد الذي يجب أن تزكوا فيه عن أموالكم وتخرجوا صدقاتكم ، أم لأن من فطّر صائماً فله مثل أجره دون أن ينقص من أجركم ؟ لذلك فأنتم تبحثون عن زيادة أجركم وليس عن تكافل دائم في المجتمع. لماذا أيها الأغنياء لا تضعون استراتيجية تقتلون فيها الفقر في اليمن؟ ، فأنتم تمتلكون كل ما تحتاجونه من موظفين ومخططين وعمال ، كل في محافظته ، في عزلته ، في قريته . الفقير يحتاج إلى مصدر دخل دائم ، وليس صدقة لشهر واحد.. حولوا صدقاتكم إلى مشاريع تشغلون فيها البطالة من الفقراء الذين لا يجدون ما يأكلون لعدم وجود العمل ، للفقراء الذين لم يذهبوا للمدارس، للذين لا يستطيعون ممارسة الأعمال الثقيلة. يا أغنياء اليمن لاتعطوا الفقراء كل يوم سمكة ولكن علموهم كيف يصطادون السمك،كونوا وجهاً رحيماً يقتل الفقر وينتشل الفقراء من براثن الجوع، ولا تكونوا مصدر نعمتهم في شهر واحد ، ووجهة لعناتهم ودعائهم عليكم في بقية الشهور .