العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرآن خطاب معرفي 4-2
نشر في الجمهورية يوم 26 - 07 - 2012


الذكر
- المعنى الجذري:
- المعنى الأساس: من الفعل تَذَكُّر والاسم الذِّكْرُ والذِّكْرى، بالكسر: نقيض النسيان
- المعنى(علاقي) في المكي:
- حقل ومعنى الذكر في القرآن المكي:
{قد يكون التساوي هو العلاقة بين: “وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ [الأنبياء/50] أي أن “هذا كتاب أنزلناه إليك” = “هذا ذكرٌ” }
من أجل الإعراض عن الآيات-(القرآنية)في الغالب- والتكذيب بالرسول جاءت هذه الآيات:
(وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ) [القمر/4]
(وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر/15]
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر/17]
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر/22]
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر/40] (ذكر قوم نوح ..،قوم عاد، ثمود.. قوم لوط.. آل فرعون.
وقبل ذلك الوعيد بالدينونة في الآخرة؛ وبعد كل ذلك تأكيد جزاء المتقين بالجنة..
- الذكر هو: إعادة إظهارِ لبعض محتوى (في)الكتاب ؛ أو تلاوة مختارات من الكتاب التي هي فيه.
- سورة مريم هي ذكر:
(كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)( [مريم/1، 2]
ولكنه ذكر في كتاب أو الكتاب؛ لقوله تعالى، في السورة نفسها:
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا)
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا)
( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا)
ولكن قد خٌتمت السورة ب : ] فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا [ ولذلك يمكن وصف سورة مريم بأنها (ذِكْر)،تم تيسيره بلسان الرسول(ص) ، على أساس ان هذا الجزء من القرآن بذلك التيسير إنما هو “الذكر” أومنه ويسمى ب(الذكر).
الذكر هو الدعوة، الملزمة للأميين، إلى التقوى والإيمان؛ في قوله:
{أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ} [الزخرف : 5]
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} [فصلت : 41]
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}[فصلت : 44]
- (كتاب تم تفصيل آياته قرآناً عربياً؛
- الذكر(اسم لنصوص سبق للأميين تلقيها) هو كتاب؛
- “ لو جعلناه “ = (الذكر) قرآناً أعجمياً.. (انظر الآيات الآنفة ).
- في قوله تعالى : {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45)} [يوسف : 45]
يمكن وصف مضمون “ وادَّكر” بأنها حلة مركبة من عنصرين :ألأول: عملية عقلية هي التذكر -الذي تم بغير قصد- بمناسبة؛ الثانية : عملية قلبية ، وجدانية (انفعال وعاطفة) إيجابية تجاه الموضوع المُتذكَّر ؛ ف(الإدّكار) هو فعل وانفعال؛ تمّا أو يتمان في وقت واحد تقريباً ، فعل عقلي واستجابة قلبية (انفعال) ناجم عن عملية عقلية أو يبرره العقل [ تلقي مجرد خبر (نباء)،وتحققه في الواقع ، ثم نسيانهما معاً ، ثم التذكر بع سنوات كخبرة ثم خوضها ] +الحاجة الى استدعائها (مناسبة التذكر).
وكل ذلك عقبه أو لازمه تعلق وجداني إيجابي في نفس المتذكر تجاه ذلك الذي تلقى منه النبأ أو النبوءة (يوسف)؛ لكأن غائية التذكر هو حصول الاستجابة.
الذكر: التبصيرات (نصوص التزكية والشرائع):
(وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ) [الصافات/167-169]
- المعنى(علاقي) في المدني: لم ترد كلمة (الذّكر) في القرآن المدني. مما يشير إلى أن الذكر يقتصر على الأميين مشركين وكفاراً؛ ودليل ذلك أن كل سور القيامة (دمار العالم، البعث، والأبدية) كلها مكية.
- حقل ومعنى الذكر في القرآن المدني: لا وجود له بالطبع.
والحصيلة هي:
الذّكْر هو: (موضوع: كل سور القيامة/دمار العالم/البعث/والأبدية) وخاصية يتميز بها القرآن؛ يظهر كموضوع أسلوبي لتأكيد عقائد، مفاهيم، أفكار أساسية:
- أسلوب: ( آيات، القصص، الأنباء، الأمثال )
- لتأكيد ( القيامة، دمار العالم، البعث، الحياة الأبدية، التوحيد، النبوة، القرآن ).
خلاصة والمقاربات
- صحف: مدونات مقدسة، سُطرت على ورق أو رِق مكتملة وجاهزة للقراءة.
- كتب/كتاب: محتوى الصحف وما سُطِرَ عليها كموضوعات مصنّفة
- سورة: هي كفصل في كتاب، وقد تكون كتاباً.
- يمكن أن نسمي التذكرة – إذا ما دُوّنت – صحيفة؛ وربما لا ينطبق الأمر مع السورة لأنها تسمية متأخرة جداً جاءت مع القرآن المدني.
فمعروف أن أوائل السور المكية لم تكن تدون أولاً بأول، وإلى أن تم تدوينها كان يتم تناولها وتداولها شفاهاً من الرسول إلى المتلقين وربما كان هذا هو السبب فيما أعلنه القرآن من احتجاج أوائل المتلقين بأنهم يريدون صحفاً منشورة أو كتاباً مسطوراً في قرطاس من قبل الله مباشرةً:
{وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ}[الأنعام : 7]
{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا}[الإسراء : 93]
وهو مافعله أهل الكتاب من بعد الأميين:
{يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا} [النساء : 153]
فكان الرد على الجميع بعد كتابة وتدوين الجزء الأعظم من نصوص القرآن على هذا النحو:
] لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ [ [البينة : 1 - 3]
ومن خلال الآيتين(2و3) يمكن لنا أن نتصور تصميم أو مخطط نصوص القرآن بأنه يتكون من صحف وهذه الصحف ،بدورها، تتكون من كتب، وقد يتوزع الكتاب منها على عدة سُوَر أو قد تشكل السورة كتاباً (موضوعاً واحدا)، وتعد الآية أصغر النصوص في القرآن أو هي تشكل ،كما سبق أن قلنا، الوحدة الأساس للنص القرآني.
- الزَّبور
{أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ}[القمر : 43]
- الجزاء للمكذبين وللكفار المنصوص في الزبر يصدق عليهم في الماضي والحاضر ،وربما في المستقبل.
{ وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ } [القمر : 52 ، 53]
- الزبر ،هنا، مدوّنة تاريخ أو سِجِل تاريخ، أو يسجل الأفعال والأحداث الماضية.
{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ}[فاطر : 25]
{وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ}[الشعراء : 196]
- نصوص هذا الكتاب (= النذير بقصص سورة الشعراء) مدونة في الزبر.
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [النحل : 43 ، 44]
{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} [الأنبياء : 105 ، 106]
- لطالما بدا الزبور كأنه قاعدة بيانات إيمانية، ومرجعاً لنصوص وأحكام إلهية أساسية؛ بينما الذكر اتخذ ،هنا، منى غير مألوف هو: نص ميتافيزيقي، قرره الله قبل زمن العالم.
{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[المؤمنون : 53]
- أي تقاسموا كتب المرسين وأصبح كل كتاب مستقل ،عملياً، عن الأخر (ربما المعنى أن التوراة والإنجيل – وأصحابهما – أمرهم واحد).
{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ } [آل عمران : 184]
يبدو ،من الآيات السابقة، أن (الزُّبُرِ) جمع لجمع (زُبُر) وهي الكتب توزّعت أرتالاً بين الرسل، والمفرد ال(زَّبُور) ؛ وعلية يمكن أن يكون الذكر هو: إعادة لإنتاج بعض ما دوِّن في الزبر من التاريخ نصاً منتظماً متكاملاً بينما الزبور ليس كذلك..
11
- القرآن هو الشكل والصيغة العربيان اللذان نزل وأنزل بهما الكتاب و/أو الكتب (= التفصيل له).
وربما اشتمل القرآن على الذكر والحديث؛ أو أنه يتكون منهما.
الكتاب هو نص موضوع محدد:( القصص، الأنباء، الشريعة: المناسك، الشعائر، الأحكام ، القوانين للحكم بين الناس، القواعد، التحريم، التحليل ؛ وغير ذلك )؛ وقد يكون ذلك الموضوع موزعا في مجموعة سور، وقد تنفرد به سورة واحدة وقد تحتوي السورة الوحدة عدة موضوعات (= كتب) مكتملة أو غير مكتملة نجد تتماته في سورة و/أو سور أخرى.
والكتاب في القرآن قسمين متعاقبين:
الأول: تفصيل الآيات، ويؤكد على إلهية الكتاب في مطالع السور؛ ويتناول مواجهة ما تبناها الأميون من الثقافات المحيطة من ثنائية وتعدد الآلهة ومن بعض التحريمات(تشريعات)؛ والتأكيد – بالظواهر الطبيعية والقصص والإنباء – على الإيمان بإله واحد وبالوحي(= النبوة وإلهية القرآن) والإنذار بدينونة الجحيم والتبشير بالجنة. ويمثل هذا القسم أغلب السور المكية الطويلة أو التي معظمها تبدأ بآيات الحروف:
(الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ [البقرة : 1 ، 2]
(الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ [آل عمران : 1 - 3]
(المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ [الأعراف : 1 ، 2]
(الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) [يونس : 1 ، 2]
(الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) [هود : 1 ، 2]
(الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) [يوسف : 1 ، 2]
(المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1) [الرعد : 1]
(الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ [إبراهيم : 1]
(الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) [الحجر : 1]
(كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) [مريم : 1 ، 2]
(طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) [طه : 1 - 3]
(سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) [النور : 1]
(طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) [الشعراء : 1 - 3]
طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) [النمل : 1 ، 2]
(طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) [القصص : 1 ، 2]
(الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) [العنكبوت : 1 ، 2]
(الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) [الروم : 1 ، 2]
(الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) [لقمان : 1 - 3]
(الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) [السجدة : 1 ، 2]
(يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) [يس : 1 - 3]
(ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) [ص : 1 ، 2]
(تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) [الزمر : 1]
(حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) [غافر : 1 ، 2]
(حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا [فصلت : 1 - 3]
(حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ [الشورى : 1 - 3]
(حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا [الزخرف : 1 - 3]
(حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) [الدخان : 1 - 3]
(حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ [الجاثية : 1 ، 2]
(حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ [الأحقاف : 1 ، 2]
(ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) [ق : 1]
(الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) [الرحمن : 1 ، 2]
باستثناء الآية:
(فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) [ [التوبة/11، 12]
لأنها آية تشرع ضوابط و/أو شروط على أهل مكة تحقن دماءهم من المسلمين.
الثاني: قسم تبيين الآيات؛ ويمثله القرآن المدني أو كل السور المدنية. وفيها يندر ذلك التأكيد على إلهية الكتاب – لكأن أهداف قسم التفصيل قد تحققت وبخاصة الإيمان بنبوة محمد – فيتجاوز ذلك ليتناول موضوعات دينية، ربما هي خاصة بالمسلمين: ( التشريعات: علاقات، معاملات, محرمات ومحللات, عبادات)؛ وموضوعات إيمانية سياسية, حيث التأكيد على: ( الموالاة والطاعة لله وللرسول ولمجتمع المسلمين, الجهاد, الحرب, الخلافات الداخلية)؛ كما يتناول مواجهة أهل الكتاب والمشركين, ورسم العلاقة معهما.
الحديث
الحديث هو نصوص الدينونة في الحياة الآخرة + بعض القصص + أنباء الغيب:
(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف : 111]
والحديث هو القرآن بعد أن يقرأه أو يلقيه الرسول ، وبعد حصول التلقي في المخاطب (=حصوله بين الرسول والمتلقي )؛ فهو (أي الحديث ) صفة للقرآن بعد افتراض حصول التلقي في المخاطب ، وهنا فإن الحديث يكون « هدى ورحمة لقوم يؤمنون » من بين أولئك المخاطبين ؛ وهو وصف مباشر لمجموعة آيات و/أو موضوع.
- طبيعة وخواص (الحديث): الكلام المتبادل بين طرفين أو أكثر، متساوون في المنزلة نسبياً، حيث يكون التداول على الكلام حراً والموضوعات قليلة الإكراه نسبياً، كما أن المشاركون هم قريبون في الزمان والمكان وبينهم علاقات ألفة وأنس.
إن الحديث يتبدى وكأنه خال من أي غاية نفعية: إن الاستجواب أو النقاش السياسي لا يمكنهما أن يكونا حديثاً: (إننا نبحث، من خلال الحديث، عن الألفة والأنس، لا عن المعلومات).
وعليه فدون الحديث الخطاب:
] وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)[ الفرقان
- الذّكْر هو (موضوع: كل سور القيامة/دمار العالم/البعث/والأبدية) وخاصية يتميز بها القرآن؛ يظهر كموضوع أسلوبي لتأكيد عقائد، مفاهيم، أفكار أساسية:
- أسلوب: ( آيات، القصص، الأنباء، الأمثال )
- لتأكيد ( القيامة، دمار العالم، البعث، الحياة الأبدية، التوحيد، النبوة، القرآن ).
ولم ترد كلمة (الذّكر) في القرآن المدني. مما يشير إلى أن الذكر يقتصر على الأميين المشركين المكذبين لإلهية كتاب القرآن ونبوّة محمدr؛ ودليل ذلك أن كل سور القيامة (دمار العالم، البعث، والأبدية) كلها مكية.
مفهوم الآية(يات)
معنى الآية في اللغة العلامة والدليل والإشارة:
« الآيةُ من التنزيل ومن آيات القرآن العزيز قال أَبو بكر سميت الآية من القرآن آية لأَنها علامة لانقطاع كلام من كلام ويقال سميت الآية آية لأَنها جماعة من حروف القرآن وآيات الله عجائبه وقال ابن حمزة الآية من القرآن كأَنها العلامة التي يُفْضَى منها إِلى غيرها كأَعلام الطريق المنصوبة للهداية كما قال إِذا مَضَى عَلَمٌ منها بدا عَلَم والآية العلامة» لسان العرب
دلالات آية/آيات في القرآن:
- نص/نصوص مقدسة من القرآن، تشريعات
- معجزة(ات) حجج، براهين، أدلّة خارقة للعادة
- علامة(مات) إشارات
- عظائم خلق الله في العالم وأعماله في مخلوقاته(تدبير الله؛ نواميس= سنن الله وقوانينه)
- مستحاثات(= آثار) أمم سابقة
- مخلوقات وعوالم
- رموز(حروف) غامضة
- ظواهر طبيعية(مخلوقات)وتحكم الله فيها
- سمات واستحقاق تميّز:
(فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) )[آل عمران/97]
- عِبرةٌ، مُثْلة أو مُثالة تم تحققها
- قرارات الله ومشيئته التي ستتحقق في المستقبل
- متعلقات تصميم بناء:
(وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ) [الأنبياء/32]
- علامة(مات) إشارات بتحقق الوعيد بالعذاب في الدنيا(دمار العالم) وفي الآخرة
- وسيط (فرض أو إلزام بسلوك) لتحقق وعد إلهي؛ قال تعالى:
(قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ) [آل عمران/41]
أو عكس ذلك، أي أن يكون الوسيط حضر سلوك؛ قال تعالى:
( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )[الأعراف/73]
- واقعة يُراد لها أن تكون قصة إيمانية عالمية
- الحدث المهلك لمجموعة من الناس:
(إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ )[الشعراء/4]
- نصوص استدلال بالظواهر الطبيعية وهي كثيرة.
المقصود بنص « (ال)أية / يات » أ- التصريف ب- التفصيل ج- التبيين
وهي الآية و/أو الآيات التي توصف، في متنها، بأنها آيات مصرفة أو مفصلة أو مبينة.
أولاً: التصريف للقرآن
صرف : الصرف : رد الشيء عن وجهه ؛ وصرف الشيء : أعمله في غير وجهه كأنه يصرفه عن وجه إلى وجه ؛ ومنه صرّفنا الآيات. ويكون الصرف من أعلى إلى أدنى كصرف الذهب إلى الفضة.
وفي القرآن التصريف هو طرح القيمة... بالتمثيل والأمثال وضربها. وأكثر ما يرتبط ب(القرآن) و(الذكر) ما يعني أن التصريف يقتصر على الأميين المشركين خاصة، والآيات المصرّفة هي الآيات الممثلة أو آيات الأمثال؛ كما أن كل آيات تصريف الأمثال وضربها (تفصيلاً) تؤتي مغازيها – في الأميين – مع الذين (لقوم): يتفكرون، يشكرون، يعقلون. و لا تضرب الأمثال لقوم يعلمون. {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} [الأعراف: 58]
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا}[الفرقان : 50]
{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الأحقاف : 27]
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ}[الأنعام : 46]
{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} [الأنعام : 65]
{وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [الأنعام: 105]
- كل تصريف ،هنا، هو أية مثل ؛ أي أن نص الآية هو مثل .
- أن جميع آيات التصريف (تصريف الآيات) باستثناء أية « والبلد الطيب.. » التي لا يتجه فيها الخطاب – ضمنا ولا صراحة – إلى مخاطب بضمير الجمع.. وفي الوقت نفسه تنتهي الآيات بضمير الجمع الغائب ليدل ذلك على موضوع يستهدف – ولا يخاطب – أولئك ال “ هم “ الغائبون.
- {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا}[الإسراء : 41]
- {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا}[الإسراء : 89]
- {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف : 54]
- {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا}[طه : 113]
والتصريف للآيات، عموما، (في القرآن/الحديث وليس في الكتاب) – وعلى نحو خاص في الآية:
(ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28)) الروم.
وهي من القرآن/الحديث – هو تفصيل الآيات للأميين قبل الإيمان بالرسالة..
ثانيا: التفصيل للكتاب
الفصل [في اللغة]: بون ما بين الشيئين، والحاجز بين الشيئين، والقضاء بين الحق والباطل.
- و[في القرآن] التفصيل هو: التعديد ، التحديد ، التبويب (التصنيف) ، التصميم والصوغ (اتحاد الشكل) والإقرار .. لمجموعة من القيم أو الموضوعات. وال(آيات مُفصَّلة) هي آيات استدلال بالمخلوقات، والتاريخ، وتشريعات.
- ترتبط كلمة (التفصيل) بكلمة (الكتاب).
- زمن اللفظ (التفصيل) سابق لزمن لفظ (الإيمان). - : {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119)} [الأنعام : 119] [فصَّل : عدّد وحدّد ]
- : {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)} [هود : 1]
- : {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)} [فصلت : 3]
[ كتاب تم تصميم وصياغة آياته “قرآنا عربيا”(ليكون مقروءاً بلسان القوم ]
- : {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)} [فصلت : 44]
[ “ ولو جعلناه ..” الضمير يعود إلى “ الذكر” الذي = “ كتاب عزيز “ في الآية التي تسبق .. وعليه يكون معنى الآية هو : أن ثمة “كتاب” تم تفصيله (= صوغه وتصميمه ) قرآناً عربيا ]
- : {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97)} [الأنعام : 97].
- : {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)} [الأنعام : 98] - : {وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126)} [الأنعام : 126]
- : {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)} [الأعراف : 52]
[ الأغلب أن المقصود ب”كتاب” هي سورة الأعراف نفسها ؛ وقد بُدِأت ب”كتاب أنزلناه إليك ..” ؛ وهذا الكتاب قد جاء مفصلاً “على علم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون” ؛ لكن في هذا ال”كتاب” تصريف للآيات (59) !!! ]
- {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12)} [الإسراء : 12] [ تفصيل بعد جعل ...؟ ]
- : {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55)} [الأنعام : 55]
[ الله يفصل ألآيات – كما في السورة – التي يتضمنها القرآن : “.. وأوحى إليَّ هذا القرآن..” في السورة نفسها .
- ال(تفصيل) قائم ( موضوع التفصيل حث الرسول على الاهتمام بمن آمن ) ]
- : {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32)} [الأعراف : 32]
[ ال(تفصيل) قائم ( موضوعه التحريم عند الأميين ) ]
- : {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)} [الأعراف : 174]
[ نُفرٍزُ أو نجعل الآيات متلازمة في الاقتضاء ؛ التفصيل قائم (موضوعه محاجّة المشركين والرد الاستباقي عليهم):
- : {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11)} [التوبة : 11]
[ نعقد/ نقرر الآيات ؛ التفصيل قائم (موضوعه ترتيب العلاقة مع المشركين وتصنيفهم) ]
[ تفصيل قائم (الرد على المشركين - الذين يطلبون (=لا يؤمنون) تبديل القرآن ومعجزة – بضرب مثل):
-: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)} [يونس : 24]
- : {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28)} [الروم : 28]
[ تفصيل قائم (موضوعه ضرب مثل عن أنفس المشركين (= “الذين كفروا وكذبوا بأياتنا ولقاء الآخرة” ) ]
- : {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)} [الأنعام : 114] [ مبوّباً ، مصنفاً ، ومجمل سورة الأنعام تشريعات للأميين ؛ فالسورة “ كتاب” ؛ وما فيها (105) من تصريف ينسب للقرآن ]
- : {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133)} [الأعراف : 133]
[ مدونات ، معروفات بترا تبيتها كنصوص (= في التوراة)]
- : {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145)} [الأعراف : 145] [ وذلك في مجال التفصيل ، على غرار “ كل شيء “ في مجال الموعظة ]
- : {ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154)} [الأنعام : 154] [
- : {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)} [يونس : 5] [ تفصيل قائم (موضوعه ضبط الشمس والقمر كائنان ( آيتان) للزمن ، وجعلهما ضياءً ) “لقوم يعلمون” ]
- : {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37)} [يونس : 37] [ السورة والسور من وفي القرآن “ تفصيل الكتاب “ حيث أن “ هذا القرآن “ «لاريب فيه » ]
- : {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)} [الرعد : 2] [ يُصمم صوغ الآيات بمقتضى التدبير ..]
- : {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)} [يوسف : 111] [ مجال التفصيل ليس بالإطلاق ، بل مجاله مفهوم “الكتاب”.
- سورة يوسف قد تكون “كتاب” أو فيها “كتاب” هو (قصة يوسف)
- و”القصص” ينتمي إلى القرآن أو جزء منه ؛ يقصه الله بما أوحى إلى رسوله “هذا القرآن” و “حديثا”
- و “حديثا “في الآية يقصد به القرآن أو “القصص” منه تحديداً
- والتفصيل في “تفصيل كل شيء” هي مهمة أخرى – اضافية – للقرآن في هيئة كتب (تُفصِّل كل شيء أو “تفصيل كل شيء” ].
- ملاحظة مهمة: يحتوي الكتاب على ضرب الأمثال(=تصريف القرآن)؛ بمعنى أوضح أنه يحتوي على موضوعات القرآن/الحديث. وهي موضوعات يمكن حصرها كالتالي:
- الأخلاق( العطاء، الإنفاق، التقوى، التزكية،...)
- دينونة الدنيات للمتكبر والظالم الفاحش والفاسد
- قيمة وأهمية الحياة(إلى زوال) دون إيمان(إلى سراب)
- تثمين من يدعو إلى الحق وضرورة الإجابة وجزاء ذلك
- الكفر بالبعث
- التوحيد
- دينونة الآخرة
- تشبيه الكافر
- الهدى/الظلال
- الكافر/المؤمن
- كلمات(=أعمال الله)
- الشرك
- تشبيه أتباع الرسول بالزرع.
يتبع..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.