أرى اللهب يقتات وجنتيك واليأس يتشكل جمراً على شفتيك أدرك قسوة النار التي احتضنت وليديك وأنك تمضغين العجز جسراً بين ناجذيك وغزو الفقر وحشود البخل جسد قهر يمتد إلى ناظريك وألمح في عينيك أسئلة عن الذين مرُوا وكيف مرُوا؟!!!!!! فتنزوي زوايا المكان الذي نقف فيه، أمد ناظري إلى أفق في طرفيه احتراق، ووسطه ثقب غضب أفتش خلف راحة عواطفي الهوجاء وما بيني وبين نبضي وفي صدر عقلي المجنون فيك لعلي أجد قبس ضوء أو أجد هدى عندما تحاورينني أقف في نافذة الريح الذي يمتص أنفاس الحر ليزداد فيضاننا فيقتلعنا الهواء الذي مر بمراكبنا أمد يدي أتحسس حبل نار يكبلنا يجرجر براعم فصل ربيع ولد يتيما.......... ويرمي بها تحت عجلات أحقادهم تسمعك انفجار جماجمهم وقشقشة فتات عظامهم، فلا نملك سوى الضجيج باسمهم بأن نذوب فيهم فأبصق التاريخ الذي يعيد نفسه عندما تحاورينني أغرقك في الحبر وأحاصرك في بؤبؤ عينيك الخالية من الضوء وأتمسح تحت أضلاعك ثم أهرب عبر شرايينك أقف على حافة ثغرك أتأملك.. أكون حينها بين طواحينك يمتصني ألم وبين حرف حر يشعله قلم. عندما تحاورينني ألهو عن كل شيء فبك وحدك تُقام مراسيم البقاء أكون شديد الحرص على ألا أفقد الزمان أن أصل إليك رغم تداخل الأحداث وفقاعية المطر الهلامي أحضن كل أشيائك الجميلة القبيحة التي ألقاك فيها النهر الذي جف بركة الأحلام التي غرقت في الوحل حقوق الإنسان المنتهكة وقبعات المطر التي سرقها البحر لعب الأطفال المخنوقة بدسائس الشمس اختراعات العظماء التي ابتلعتها كهوف الكبار عندما تحاورينني ألمم الدخان المتصاعد في سماك من صدورهم وأبعه في زنازينهم وتأتي مواسم المطر عنيفة مثلهم تقتلعهم.... لتولد من حضن ضوء عينيك فراشاتك ترتشف الشهد من زنبقاتك بعد أن تغتسل في النهر تحلق فوق رموش أهدابك حمائم السلام وينبت من صدرك الياسمين وغصن الزيتون وتبنى القدس في عدسات عينيك بأنفاسنا الحرة ومسك الشهداء