فقراء اليمن وفقراء فلسطين مشهدان متناقضان الأول يتكرر كل يوم والثاني يتكرر في كل لحظة ويستمر الى مالا نهاية فأما الأول فهو عبارة عن حملات تبرع تقوم بها منظمات ومؤسسات خيرية وشخصيات إجتماعية للخارج كان آخرها لغزة وأما الثاني فهو مشهد للفقراء والمتسولين في محافظة الحديدة فعند المقارنة بين سكان غزة والذي نبارك لهم صمودهم في وجه الإحتلال وبين أبناء جلدتنا من اليمن نجد أن الوضع في الحديدة مأساوي جداً ويستدعي منا النياح والبكاء والقيام بعد كل صلاة بدعوة المصلين الى التبرع لهم . فعلاً إنها تناقضات تستحق الرفض فاليمن تصنف ضمن أفقر عشر دول في العالم ويعتبر نصف سكانه تحت خط الفقر واكثر من خمسة ملايين يمني يعانون من سوء التغذية وأكثر من عشرة ملايين لا يجدون ما يكفيهم من غذاء في اليوم الواحد بينما لم تقم أو تتبنى أي منظمة محلية أو مؤسسة خيرية حملة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من جوعى بعض المديريات في الحديدة أو لحج أو أبين والذين يعانون ظروفاً مأساويه وصعبة جداً إلا أن أصواتهم ليس لها أي صدى يذكر لدى هذه المنظمات الإغاثية والشخصيات الإجتماعية التي سارعت الى فلسطين بينما هناك من هم اقرب الينا من فلسطينوغزة وسوريا وغيرهم إنهم فقراء اليمن والذين قد يتواجدون بجوار منزلك لو كنت تعلم . هذا ما يحزننا فعلاً هو أن تيارات سياسية ودينية سرعان ما تدعو الى حملات تبرعات بالملايين للخارج وتحت مبررات عده وشعارات متعدده إلا أنها لم تقم بأي حملات تذكر لمساعدة المحتاجين والفقراء في مناطق عديدة من اليمن , فمنذ نعومة أظافرنا ونحن نرى الشالات والسمايط على أبواب المساجد للتبرع إما للشيشان أو البوسنة أو افغانستان أو غيرها ولم نرى شالاً واحداً يتم إفتراشة لجمع تبرعات لفقراء الحديدة أو لحج أو حجة وكأن فقراء تلك المناطق ليسوا ضمن دائرة الفقر حسب معايير تلك الجمعيات والمؤسسات حتى لا تلتفت اليهم رغم تحذيرات المنظمات الدولية وأرقامها المفزعه حول الفقر في اليمن والذي يستدعي تكاتف وتكافل كل أبناء المجتمع حتى لا يسألنا الله عن تلك البطون الخاوية من أبناء جلدتنا وحتى لا تصبحوا محاسبين ثم معاقبين على عدم الإلتفات اليهم والذهاب بعيداً في التبرع بالمال والصدقة فالأولى بأولي القربي والجار فمتى ساعدنا الفقراء في اليمن حتى نساعد فقراء فلسطين .