في بطولات العالم العربي ودوريات العالم الغربي تجرى بطولات ثلاث في كل دوري محلي يقام.. البطولة الأولى تدور رحاها في مراكز المقدمة للحصول على اللقب وحصد الذهب.. والثانية تتنافس فيها فرق من أجل المشاركة القارية باعتبارها فرصة ثمينة لتحقيق حضور في المحافل الدولية والتنافس على لقب رياضي على مستوى القارة، وإن لم فهناك مكاسب مالية ومعنوية تغتنمها تلك الفرق بلا شك..أما البطولة الثالثة فهي من نوع خاص،ولها رنَّتها وشلَّتها (بفتح اللام) وهي في قاموس المتنافسين فيها بطولة، لاتقل قيمتها وجوائزها المالية التي ترصدها الأندية عن مايحصل عليها نجوم أبطال الدوري.. إنها(بطولة البقاء) فهذا الدوري الخاص يكون فقط في الأسابيع الأخيرة من دوريات العالم، وله متابعوه، وعاشقوه، كونها بطولة حافلة بالإثارة والتشويق لمعرفة من سينجو، ومن الذي سيغادر إلى دوري المظاليم، والدرجة الأدنى المكتوب عليها أنها فقط للكداحى والغلابى. هيمنة اتحاد السلحفاة!! أما الدوري اليمني فإنه يمتاز بفرادة طوله الذي لايمنح المتعة،ولكنه يبعث السأم والملل..وهو تجسيد للمثل الشعبي القائل(فوق البشم زيد أرزم) والغريب أنه لاوجود من أثر للدوري اليمني في القنوات المحلية إلا باجتهادات إخبارية،فلا أحد في العالم يعلم عن بطولة نسميها زوراً وبهتاناً(دوري المحترفين) مع أن العالم كله يستفيد من جريان الكرة،فيرتفع محصوله من المداخيل المالية، سواءً للأندية أم للاتحاد أم للوزارة أم للإعلام والصحافة المرئية والناقلة للمباريات وأخبار النجوم إلا عندنا..فلا حس ولاخبر.. فالدوريات العربية القريبة والمجاورة معظمها مشفرة ولاتتابع عالمياً إلاَّ بالدولارات واليوروهات..أمانحن فمبارياتنا مشفرة و(ولا من شاف ولامن دري) ولايستفيد من الجهات المحلية إلاَّ الاتحاديون..وهذا شيء غريب.. لأن الاستراتيجية المتبعة في اتحاد الكرة اليمني لاتعتمد على التخطيط العلمي أو دراسة الجدوى، ولاصلة لأجندتهم باستفادة الأندية من استثمار الدوري، فهم لايكترثون، ولايعبأون لها ولمشكلاتها، إنما يضاعفون أوجاعها وهمومها..لهذا فالدوري عندنا (مبرقط مثل عصيدة ابن قيران) تأجيل.. ترحيل.. ويمشي كالسلحفاة ويصل إلى المحطة الأخيرة مطلع الموسم الكروي الجديد للبطولات العربية والدوريات الغربية إلا أنه للحسرة والأسى لايبدأ إلا في منتصف دوريات الآخرين.. لماذا؟ هكذا دونما أعذار أو ذرائع قانونية.. سوى المزاجية وحسب (السلطنة والتحكم) والرغبة في إظهار هيمنة(الشيخ والدكتور) على مجريات أحداث الكرة اليمنية، وإعادة رسم خارطتها ولو بعنجهية ومزاج.. وعندهم حق، لأنهم لم يجدوا من يردعهم، بعدما لجأوا سابقاً إلى الاستعانة بالقيصر جوزيف بلاتر امبراطور الفيفا، لتجميد الكرة اليمنية..إنما لايمكن السكوت كثيراً على العبثية والفوضى غير الخلاقة التي ينتهجها الاتحاد اليمني دونما إحداث تطوير في المستوى الفني لها. بطلا الدوري والكأس في الغاطس لكن أن تتصوروا..شعب إب فاز بالدوري الذي انتهت روايته الطويلة في الخامس من رمضان الفائت، فيما أبطال الدوريات في آسيا قد أتموا قبل شهرين، وهم يستعدون لخوض التصفيات الآسيوية، التي من المقرر أن يشارك بطل الدوري اليمني ووصيفه اتحاد إب أو بطل الكأس فيها.. وشعب إب الحاصل على اللقب هذا الموسم المنصرم غير مستعد بدنياً ولا فنياً، ولايمتلك أفضلية كما يمتلكها منافسه النجمة اللبناني..فمن الذي أسهم في إضعاف بطل الدوري اليمني سوى الاتحاد اليمني،لأنه أخذ مساحة من الزمن لبطولة الدوري تكفي لإقامة بطولتي الدوري والكأس معاً..لكنه إلى اليوم لم يقرر متى تنطلق بطولة الكأس.. تخيلوا.. العالم كله قد اتضح في بلدانهم بطل الدوري والكأس، ونحن بطل الدوري ملخبط وغير جاهز بسبب لخبطة الدوري اليمني.. وبطل كأس الجمهورية في الغاطس وبطولته عندنا لم تنطلق بعد.. (فالناس يرفعوا ومروحين واتحاد القدم عندنا بدأ يبسط فراشه)!!