تحتفل بلادنا بالذكرى ال(50) لقيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، والتي جاءت من أجل القضاء على الأوضاع التي كانت حاصلة في عهد الحكم الإمامي، ومنها: (الجهل والظلم والاستبداد) وغيرها التي طغت على الجزء الشمالي من اليمن وجنوبه. صحيفة «الجمهورية» التقت عدداً من الشخصيات الأكاديمية البارزة.. وإليكم التفاصيل.. الثورة هدف ناضل من أجله آباؤنا وأجدادنا في بداية لقاءاتنا كانت مع الدكتور عزان عبده قائد - نائب العميد لشؤون الطلاب ومحاضر في مادة التربية الرياضية في جامعة عدن - قال: الحديث عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر له أهمية كبيرة منذ أن انطلقت الثورة وازدادت أهميته في وقتنا الحاضر مع التغييرات الحاصلة في وطننا اليمني الحبيب؛ حيث إن هذه التغييرات ما هي إلا امتداد لهذه الثورات المجيدة «سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر»؛ لأنها كانت تحمل مطالب الشعب اليمني المتمثلة بالعدالة والديمقراطية، ونضيف إليها المصطلح الجديد الشفافية حتى يتسنى لنا النهوض بيمننا الجديد الذي نطمح له، وسيكون تحت سقف ومظلة الحوار الوطني الشامل. وأشار إلى أنه هدف ناضل من أجله آباؤنا وأجدادنا وإخواننا الذين استشهدوا في تلك الحقبة من الزمن، وأيضاً امتداد لمن شهد واستشهد هذه الأيام في الثورة التي هي حاصلة الآن، وتطابق الأهداف التي هي نحو التغيير الذي ينشده كل أبناء اليمن المخلصين لوطنهم، والذين يتطلعون أن يشاهدوه بأعين واضحة.. وأضاف: إن اليمن يسير نحو التصحيح في جميع المسارات نحو يمن العدالة والمساواة والديمقراطية التي ناضل من أجلها السابقون في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة. الثورة قامت لتوضيح أمور كثيرة بينما عبّر الأستاذ أسامة محمد عبدالوهاب - أستاذ مساعد في كلية الآداب جامعة عدن - عن رأيه بهذه المناسبة بقوله: قامت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر نتيجة أوضاع كانت حاصلة في عهد الحكم الإمامي المعاصر الذي طغى على الجزء الشمالي من اليمن آنذاك، فكان لابد من هذه الثورة؛ وذلك للقضاء على أشياء كثيرة منها: الجهل والظلم والاستبداد الحاصل أثناء حكم الإمام. وأضاف: لهذا أتت هذه الثورة لتوضيح أمور كثيرة كان الشعب اليمني غائباً عنها، ما أدى إلى اندلاعها، وبالتالي بدأت الأمور تتضح للشعب اليمني بشكل عام حول أهداف الثورة ومن ثم تعاقبت الأحداث السياسية المعاصرة التي حدثت في تلك الفترة من تنصيب القادة العسكريين والمدنيين؛ حيث كان الهدف من قيام الثورة هو توحيد الصف اليمني والقضاء على الظلم الحاصل في اليمن، وبدأت تظهر معالمها، ولكن في ذلك الزمن كانت الأوضاع متردية، ما أدى إلى صراعات أدت إلى تراجع اليمن إلى مستوى الانحطاط؛ نظراً للصراعات الحاصلة في الشمال. وأوضح: ومن ثم أتى الحكم الجمهوري بقيادة الرئيس السابق (علي عبدالله صالح)، طبعاً الحلول لم تكن جذرية، وإنما كانت حلولاً مستمرة حتى تنشأ أهداف الثورة، فحدثت عراقيل كثيرة منها: الفساد والمحسوبية اللتان أدتا إلى ضعف وانهيار البنية الاقتصادية لهذه البلاد. وأفاد: الآن وفي ظل المتغيرات الحاصلة (أحداث الربيع العربي) أدت إلى منطلق ومفهوم آخر لليمن، حيث كانت الأحكام كلها متعاقبة في السابق، إما قبلية أو عسكرية، ما أدى إلى إضعاف الدولة، لهذا نتمنى أن تكون هذه الثورة آخر المطاف الذي ينطلق منه يمن جديد يتيح الفرص لكل أبناء الشعب اليمني. الضمور والانحدار فيما قال الدكتور صادق عبده علي قائد - أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد في كلية الآداب جامعة عدن:أولاً يسعدني أن يأتينا شباب متحمسون لقضية الثورة، وهذا الشيء لم يعد موجوداً مثل ما كان في السابق، حيث تعتبر هذه لفتة جميلة منكم. وبالنسبة لثورة السادس والعشرين من سبتمبر وبعد "50 عاماً" من اندلاعها للأسف أصابها الضمور والانحدار في بعض مجالات الحياة، وعند الحديث عن الأهداف الستة لثورة السادس والعشرين من سبتمبر سنلاحظ أنه لم يتحقق منها أي هدف؛ حيث عدنا من جديد إلى القبلية والتعصب والتخلف، كما أصبح الفساد جزءاً من حياتنا، وأصبح الشباب عاطلين عن العمل. وقال: يجب أن تأتي القدوة الحسنة والصالحة من العمل الخير، كما يجب أن تكون لدينا قيم نستطيع من خلالها أن نقيّم الشخص الصالح وأن نبرزه في المجتمع، فمثلاً هناك عادات وتقاليد انتهت ولم تعد موجودة مثل تكريم المدرسين والموظفين بصورة لائقة؛ حيث أصبح الآن التكريم يخضع للقبيلة وللعلاقات الخاصة والمصالح، هذا ما يحصل داخل الصرح العلمي «الجامعة» فما بالك ببقية المرافق الأخرى.. واستطرد قائلاً : لهذا لابد أن تفرز الثورة قيادة صالحة وقيماً اجتماعية نستطيع من خلالها أن نرفع مستوى الشباب، فبدون هذه القيم وبدون المثل لا نستطيع أن نبني المستقبل، وسنظل ننحدر إلى الأسوأ، كما سيؤدي بنا ذلك إلى التشتت والتشرذم والتصدي الذي هو نتيجة من نتائج الفساد. الثورة أعادت الاعتبار للإنسان اليمني وفي نهاية لقاءاتنا كانت مع الدكتور فضل محمد محسن - النائب الأكاديمي لمعهد الدكتور أمين ناشر العالي للعلوم الصحية - حيث قال: كمواطن أعتز وأفتخر بثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة التي أعادت لشعبنا اليمني الوجه المشرق والحضاري، كما أعادت الاعتبار للإنسان اليمني أولاً، وفتحت العالم على مصراعيه أمام المواطن اليمني، بعد أن كان يعيش في غياهب الظلام، ويرزح تحت وطأتي الفقر والجهل. وأضاف: منذ قيام الثورة حتى الآن المنجزات العظيمة شاهدة على ذلك، لهذا نتمنى لشعبنا المزيد من التطور والنجاح والخروج من أزماته التي يعانيها حالياً؛ وذلك بتضافر جهود كل الخيّرين من أبناء هذا الوطن.