لقد لعبت المرأة اليمنية دوراً مميزاً في الثورة الشبابية الشعبية السلمية ،من خلال مشاركتها الفاعلة في الإعلام الاجتماعي، أو التواصل الاجتماعي.. ويعود هذا بالأساس إلى حالة الوعي التي بدأت تسود وتتبلور في المجتمعات العربية النائية عامة واليمن خاصة ، والذي يعود بالأصل إلى ارتفاع مستوى التعليم.. وبناءً لتطور وتقدم حالة المرأة اليمنية الاجتماعية والثقافية والسياسية والحقوقية ، أضحت عنصرا فعالا في مجتمعنا الذي لا يزال في طور البداية الانتقالية نحو التجديد والتغيير الديمقراطي، لذا كانت النساء تتعامل مع الثورة اليمنية من منطق ثابت بأنها إحدى ركائزها وليس تابعة فيها.. صفحات تتشرف بها اليمن.. لقد شاركت النساء في المظاهرات والمسيرات التي شهدتها اليمن بطريقة مميزة من خلال الهتافات، وصناعة الشعارات، والخروج إلى الشوارع في ظل القمع والقتل والبطش الذي كان يمارس.. لم يكن نصيب النساء أفضل من الرجال ، لقد تعرضت النساء في المظاهرات الاحتجاجية لإطلاق الرصاص الحي الذي أرداهن قتيلات وجريحات، وكلنا يذكر مجزرة 11/11/ 2011م في جمعة لا حصانة للقتلة التي سقط فيها 3 شهيدات والعديد من الجريحات . - المرأة اليمنية المتعلمة والمثقفة لم تكن أقل كفاحاً ونضالاً بأشكاله المتعددة ، وخاصة لجهة الوقوف إلى جانب قضايا أهلها وأبناء شعبها، وقد كشفت الثورة اليمنية عن وجوه مشرّقة وناصعة البياض، سيسجلها التاريخ كصفحات تتشرف بها اليمن، عشرات الفتيات من الكاتبات والإعلاميات والطبيبات والحقوقيات تحديّن الظلم والقمع والقهر، مقابل فضح عتاولة الفساد، ومنهن من تعرضن للاعتقال وتهديد عائلاتهن وقطع أرزاقهن وفصلهن من العمل.. وقد تعرض عشرات من الإعلاميات والحقوقيات إلى التهديد والاعتقال والضغط على عائلاتهن لأنهن شكلن عنصراً فعالاً في الثورة الشبابية الشعبية السلمية من خلال مشاركتها في المظاهرات.. ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط بل وصل إلى الطعن بشرفهن وسمعتهن وفبركة قصص دنيئة لا تعبر إلا عن أخلاق راويها. وكان للمرأة اليمنية حصتها من الشهادة وقد تشرفت عشرات النساء بذلك، وكانت أول شهيدات الثورة الشهيدة عزيزة المهاجري أثناء مشاركتها في مسيرة سلمية بالحالمة تعز، لتتوالى بعدها قافلة شهيدات الحرية وهن في مصلاهن واثنا هتافهن. منارة فخر.. عشرات الشهداء تركوا نساءهم أرامل وأمهات لأطفال.. وغالبيتهن في أعمار الزهور، صمدت المرأة اليمنية أمام كل هذا.. أولئك الشهداء شيعتهن أمهاتهم بالدعاء وطلب الرحمة وشيعن أحزانهن إلى أرواح ستبقى هائمة فوق المقابر حتى تلحق بفلذات الأكباد.. آلاف الأخوة تبكيهن الأخوات فإذا غاب السند فمن لي بعد أخي وشقيق روحي ؟..مئات الأحبة فقدتهن الخطيبات والحبيبات.. لتستقبلهن عتمة القبور وليضيئوا أيام اليمن وكرامتها بنور الشهادة. - نساء اليمن منارة .. وفخر لكل يمني حر، المرأة اليمنية مكافحة ومناضلة وعاملة وثائرة وشهيدة هي درع للبيت اليمني وللأسرة اليمنية وكل شهيدة منارة شامخة.. وستبقى المرأة اليمنية صامدة بشموخها وعزتها وكرامتها المصونة، ورأسها مرفوع عالياً رغم أنف المجرمين والقتلة وعديمي الأخلاق والإنسانية.. لأنها هي عزة اليمن ومجدها القادم ومصنع الأبطال الشجعان الذين واجهوا أعتى الآلات العسكرية والأساليب القمعية بصدورهم العارية، وقدموا أرواحهم فداء للوطن حيث ازددن فخراً بأنهن قدمن الشهداء.. وعندما استشهدت العزيزة عزيزة وتفاحة الخير وياسمين العطر وزينب القران خرجت كل النساء لتقول كلنا زينب وعزيزة وتفاحة وياسمين.. ودمنا دمائهن، فالمرأة عندما تهز سرير طفلها بيدها اليمنى، فإنها تهز العالم بيدها اليسرى.. وهاهي المرأة اليمنية تهز العالم بيمناها ويسراها. خنساء اليمن وعبر تاريخنا الطويل كان للمرأة دور بارز في النضال والكفاح ضد الظلم والقهر والطغيان، ولم يقتصر هذا الدور على جانب معين، بل كان يشمل مختلف جوانب الحياة وخصوصاً عند الملمات والأزمات، كما لم يقتصر كفاح المرأة ضد الاستبداد على زمن معين، فحوادث التاريخ مليء بالخنساوات اللواتي ضربنّ أروع الأمثلة في التضحية والصمود، فإنَّ اليمن لها في كل بيت خنساء، فمع انطلاق شرارة الثورة، سارعت المرأة اليمنية لتأخذ مكانها الطبيعي في هذه الثورة ولقد شاركت المرأة في عرس الثورة منذ بزوغ فجرها، وتعرضت للقتل والضرب والشتم بأقذع الكلمات النابية.. - (كفى وازع) أول الثائرات في تعز شاركت في الثورة الشبابية الشعبية السلمية منذ اندلاعها، كانت تشارك في كل المسيرات صباحا ومساء وقفت وقفة صامدة فاقت على كل الرجال.. حيث تحدثت إلينا قائلة: الثورة اليمنية ثورة بصمود الثوار الأحرار من انجح الثورات.. مهما زايد المزايدون، ومهما ثبط المثبطون نحن صامدون صامدون صامدون.. ولن نستسلم ولن ننكسر ولن ننحني ولن نتنازل عن ثورتنا حتى الموت، لن ننكسر لن ننسكر إما نمت أو ننتصر، والله معنا وثقتنا بالله كبيره ثم بصمود الشعب الواعي الصامد ودماء شهدائنا وانين جرحانا ينتصر.. - وفاء الشيباني - وهي إحدى الثائرات الناشطات في ساحة الحرية بتعز والتي جندت نفسها في خدمة ثورة الشباب السلمية منذ انطلاقتها وأعطت الساحة كل حبها وشاركت في كل المسيرات التي تخرج منها واشتعلت بحماسها أكثر وخرجت ، حيث تنسمت الثائرة وفاء عبير الحرية وأشواقها وأحلامها المشروعة حيث تحدثت إلينا قائلة : الثورة هي احتضان الوطن واستعادته من جديد، الثورة هي روح هي سفينة النجاة هي القيمة الحضارية لإنسانية الإنسان .. ثورة اليمن تعاني من ارتباك حقيقي واهتزاز الساسة هي من يعيقها.. - وأضافت الشيباني: ثورة اليمن هي الحياة بعد الممات هي صرخة المظلوم في وجه الطغيان هي البداية ورأس الحربة لاجتثاث الظلم .. حيث كانت المرأة هي أم الثورة سارت أقدامها مع الرجل خطوة خطوة صرخت ليصل صوتها إلى العالم اجمع، ساهمت المرأة بشكل كبير وأثرت.. فهي الشهيدة والجريحة والإعلامية والممرضة، تجدها في المسيرات في الفن في الإبداع.. هي السياسية والمستشارة والمنظمة لكل الأفعال الثورية، هي من ضحت بالزوج والأخ والولد، هي صوت للحق وانتصار لقضايا المرة وانتهاك حقوقها وقفت لكل من يأخذ حقها وانتزعته انتزاع الضوء من الظلام.. - هدية الغليسي الناشطة الحقوقية منذ وهلة الثورة في 11 فبراير خرجت لتصوير المسيرات فأبدعت في تصوير أحداث الثورة في تعز بالصفحة الرسمية لساحة الحرية ، ورئيسة منظمة خلود لرعاية اسر الشهداء والجرحى ومن جانبها قالت الغليسي : ثورة اليمن أروع ثوره لما فيها من تأني وحكمه وعقلانية، والمرأة هي الثورة من الأساس، لأنها قدمت الزوج والولد والأخ والنفس وأخيرا “ تفاحه العنتري وعزيزة وزينب وياسمين هن الثورة..