- لا تحاول الكتابة عنه ، لا تحاول وصفه .. فقط شاهده يلعب ، هكذا كان إقتراح «بيب غوارديولا» في تصريح سابق له حول ليونيل ميسي ، كلمات أسمع صداها في داخلي مع كل أداء استثنائي للنجم الأرجنتيني ..كل الأوصاف كل الحروف والكلمات رغم بلاغتها وحسن صياغتها ظلت عاجزة عن كتابة سطور مقال يعطي لميسي حقه ، لتبقى الطريقة الأفضل لتقديره تحملها كلمات تصريح غوارديولا..«لاتحاول الكتابة عنه ، لاتحاول وصفه..فقط شاهده يلعب». - ميسي ليس فأر تجارب أو مشروع بيولوجي لكي نضع عليه الإسقاطات ، بل هو بشكل عام أعظم لاعب كرة قدم في التاريخ ، ونحن جيل محظوظ أن نعاصر زمن هذا الأسطورة ، مايفعله ميسي في عالم الساحرة المستديرة إعجاز إذا لم تستطع تقدير روعته .. لاتخدش عذريته ، جمال مايفعله ميسي في براعته الفنية والتقنية الراقية ، وليس بأرقامه القياسية وتحدياته مع التاريخ ، كرة القدم هي مثل التزلج على الجليد هي فن بنفس مقدار أنها رياضة ، إنها ليست كرة سلة والتي فيها تكون الأرقام مهمة لدرجة أنها تحمل وزناً أخلاقياً .. جمال كرة القدم أنها تتخطى الأرقام والرياضيات ، أو في مثل حالة فريق برشلونة أنها تستحضر قدرا عظيما من التحركات الهندسية والتمريرات في مثلثات ومربعات. - من غير المقبول أن نختزل إنجاز ميسي في قول إنه سجل 75 هدفاً بقدمه اليسرى في عام 2012 و8 مرات بقدمه اليمنى و3 مرات بالرأس ، أو قول أنه كل أهدافه في الدوري الأسباني منذ أغسطس الماضي كانت ثنائيات أو أكثر.. أو إدخاله في مقارنات مع لاعبين أخرين ، أو بالقول إنه لايسجل إلا في الفرق الضعيفة ويعجز عن التسجيل في مرمى الأندية الإيطالية ، لأن النظر لإنجاز ميسي بهذه الطريقة الحسابية الجافة ..انتقاص من قيمته وعظمة إنجازاته لدرجة التحنيط. - ميسي لايصلح إلا لمشاهدته .. لكي يتم تقييمه كلياً وتقدير روعته ، ونظرته ، وحسن توقعه ، وحماسه ، وتضحيته ، وتواضعه ، وقسوته على خصومه .. للطريقة التي يرفع بها الكرة فوق حراس المرمى وكأن قدمه هي وتد من الرمال ، للطريقة التي يراوغ بها في المساحات الضيقة والكرة تلتصق بقدمه كما يلتصق الألكترون بالذرة. - أهدافه يجب مشاهدتها ، وبنفس الأهمية يجب سماعها .. سماع تلك الأصوات والأنفعالات التي يصدرها المعلقين الذين يحسنون نقل روعة اهداف ميسي من بين المعلقين البخيلين ، وسماع أصوات تعليقهم عليها وهم يصرخون «غووووووول» إلى أن تنقطع أنفاسهم ، لأن هنا تكمن المتعة. - رغم ماحققه ميسي وماسيحققه سيظل البعض متردد في نعته بالأسطورة على غرار مارادونا و بيليه ، لأنه ينقصه شئ وحيد هو الجائزة الأغلى في كرة القدم ،، كأس العالم .. الجائزة التي حققها البرازيلي بيليه ومواطن ميسي مارادونا .. لكن يوهان كرويف اللاعب الهولندي الأسطوري السابق كتب خلال كأس العالم 2010 أن عشاق كرة القدم عليهم الرضى أن كل حقبة تملك ابطالها ، ولا أحد منهم يجب أعتباره أقل من الآخر. - لن نرى لاعب مثل ميسي مرة أخرى..قالها تيتو فيلانوفا مدرب برشلونة الحالي ، وأضاف :ليس فقط بسبب مقدرته على تسجيل الأهداف ، ومقدرته على تمرير الكرات بدقة وروعة ، ولكن بسبب الطريقة التي يفهم بها المباريات.