وسط تفاؤل كبير ورعاية محلية وعربية ودولية، تتواصل بالعاصمة صنعاء جلسات وفعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بمشاركة مختلف القوى السياسية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني، وبإصرار كامل من قبل المتحاورين على رسم ملامح مستقبل اليمن الجديد، وبناء الدولة اليمنية الحديثة، والتصدي للتحديات التي تواجهها البلاد في المرحلة الحالية، وبالرغم من عدم بدء جلسات العمل للجان الحوار المختلفة إلا أن هناك شبه إجماع على ضرورة إنجاح الحوار الوطني، والخروج بنتائج تلبي تطلعات المواطن اليمني.. "الجمهورية" ومن خلال جولة في أروقة المؤتمر التقت بعدد من المشاركين فيه، واستمعت إلى آرائهم وتطلعاتهم حول أهمية الحوار الوطني كقيمة حضارية وإنسانية عظيمة.. الشباب الدكتور أحمد عبيد بن دغر قال: نحن متفائلون بخروج الحوار بنتائج إيجابية وبيمن موحد، ففي القاعة هناك جميع أو معظم القوى الفاعلة في الساحة، وهذه القوى كما استمعنا إلى كلمات أحزابها، وهي الكلمات الأكثر أهمية حتى الآن، تبحث عن حلول ولديها استعداد وأبدت هذا الاستعداد من خلال قياداتها، لهذا أنا لا اعتقد أن هناك إشكالية كبرى وسنخرج موحدين بإذن الله. وأضاف: على الشباب أن يناضلوا لإخراج اليمن مما هي فيه، فالشباب هم عماد الحاضر وأمل المستقبل، وعليهم يتوقف المستقبل كثيراً، وكل التغييرات والتحولات الكبرى في حياة الشعوب جرت بيد الشباب، وعليهم أن يواصلوا الطريق ولن يعترضهم أحد، ونحن في المؤتمر الشعبي العام نقول إن أي تغييرات وأي تحولات عاصفة قد تدمر اليمن لهذا السبب لسنا مع التطرف فيما يتعلق بالتحول، لكن أن يسعى الشباب للتحول فهذا شأنهم وهذا حقهم ولا نستطيع أن نمنعهم. أما الشباب القادمون من المحافظات الجنوبية ومن يطرحون فكرة الانفصال، لا أدري ما أقول لهم، لكن هؤلاء هم شباب، ويحملون رؤية تغييريه لكن هل هي هذه الرؤية التغييرية التي نريدها؟ (لا أدري) ربما هم يعبرون عن جزء من رأي عام يسود في المحافظات الجنوبية والشرقية، ولكني أعتقد أن الغالبية العظمى من الناس وهم من القوى السياسية الموجودة في مؤتمر الحوار تحاول البحث عن حلول تحت سقف الوحدة. المشاكل كبيرة والأمل أكبر حسين محمد عرب، قال: الحوار يعتبر هو أمل كل أبناء الشعب اليمني من أجل خروج اليمن من أزماته المستفحلة، والتي عصفت باليمن لأكثر من 45 سنة، وطبعاً المشاكل كبيرة لكن لدينا أمل أن نخرج بحلول تحل كافة المشاكل بما فيها القضية الجنوبية بما يضمن ما يرتضيه الشعب اليمني. - أما الشيخ كهلان مجاهد أبو شوارب فقد قال: الحوار هو المخرج الوحيد والسبيل الوحيد للخروج بحلول لمستقبل أفصل لليمن، وكما تلاحظون أن الجميع (جميع الفرقاء) تحت سقف واحد، وهذا جزء كبير من التفاؤل، وطالما اجتمعنا تحت هذا السقف فنحن نتوقع أن يتم الخروج بحلول لخدمة مستقبل اليمن وإنهاء كل الخلافات، من خلال القرارات التي ستخرج بشكل توافقي، ونتمنى التوفيق للجميع، وأهم شيء أن يغلب الجميع مصلحة البلد فوق المصلحة الخاصة أو المصلحة الحزبية. - من جانبه قال الشيخ علي محمد المقدشي: إن الشعب اليمني قادر على تجاوز كل المعوقات والمشاكل ومواجهة كل التحديات بالحوار الوطني، باعتباره خياراً وحيداً لرسم ملامح المستقبل القادم، مؤكداً أن اليمنيين دخلوا الحوار ولديهم العزيمة على تجاوز مخلفات الماضي وبناء أسس سليمة للدولة اليمنية الحديثة. لافتاً إلى أن مؤتمر الحوار يمثل محطة للانطلاق نحو المستقبل، قائلاً: بانه لا توجد أية حلول جاهزة أو مسبقة من أي طرف سياسي أو غيره، وكل القضايا سيتم مناقشتها على الطاولة دون استثناء، أية قضية وبما يحقق طموحات شباب الثورة وطموحات مختلف شرائح المجتمع اليمني. - الشيخ جليدان محمود جليدان قال: انطلاق مؤتمر الحوار الوطني ومشاركة كل القوى السياسية ومعظم ممثلي الحراك الجنوبي والحوثيين والشباب والمرأة يعتبر نجاحاً كبيراً ونقطة انطلاق قوية للمستقبل، وخلال العمل الذي سيستمر لعدة أشهر ستكون هناك نقاشات وأطروحات والدخول في النقاش الموضوعي بحيث كل فريق يطرح رؤيته وبالتالي الخروج بحلول تكون هي محصلة مثمرة تصب في مصلحة الوطن. وطبعاً لا يستطيع أي طرف كان أن يفرض رغبته على الآخرين ولا بد أن يحصل التوافق حتى نخرج بنتائج إيجابية، ونحن متفائلون جداً لأن المتحاورين جاءوا بنية بناء يمن جديد وعدم تكرار أخطاء الماضي وبما يضمن لليمنيين والأجيال القادمة العيش الكريم والوحدة والأمن والاستقرار.