انتهت قبل أيام الجلسة العامة الأولى للحوار الوطني والتي أسميها بجلسة الإرادات حيث تجسدت فيها كل معاني القوة والإرادة والتفاؤل بين جميع المتحاورين للانطلاق بهذا الحوار إلى أبعد مدى . وبانتهاء الجلسة الأولى من الحوار ساد الكثير من التفاؤل في أوساط كل اليمنيين في الداخل والخارج واستشعرنا جميعاً أننا أمام إرادات صادقة وتوجهات مخلصة يحملها كل المتحاورين الذين يعتبرون الحوار هو منصة الانطلاق الحقيقية لمستقبل جديد أكثر أمناً واستقراراً لهذا الوطن . نعم جلسة الإرادات انتهت وأشعر شخصياً بالتفاؤل الشديد بأن القادم أفضل لعدة مؤشرات استلهمتها من مجريات الجلسات الماضية من هذه المؤشرات : أولاً : القوة الشديدة والعزم الواثق الذي خرجت به كلمة الأخ رئيس الجمهورية في خطابه الافتتاحي والتي فهمت للجميع بأن الوطن ماض والحوار مستمر ولن يستطيع أي مخلوق إيقافه أو عرقلته . ثانياً : مجرد لقاء الفرقاء السياسيين تحت سقف واحد وفي قاعة واحدة من شأنه إذابة الجليد القائم وهي البداية الصحيحة لأي حوار وقد عكست تلك اللقاءات والمشاكسات التي دارت بين المتحاورين أن ما يجمع اليمنيين أكثر مما يفرقهم . ثالثاً : حالة الشفافية والوضوح التي اتسمت بها كلمات الأحزاب والهيئات والمنظمات والتي تنبئ أنه ليس هناك ترتيبات مسبقة أو مشاريع مطبوخة كما أشار إلى ذلك الدكتور / ياسين سعيد نعمان . وأن الوطن لن يستعيد عافيته إلا بالمصارحة والمكاشفة وتشخيص المشاكل المتخمة التي عانى ويعاني منها الوطن . فعهد التستر والطبطبة وجبر الخواطر قد ولى ولن يعود واليمنيون اليوم أكثر تصميماً على مصارحة بعضهم بمشاكلهم وقضاياهم . رابعاً : الرسائل السياسية التي حملتها كلمات المجتمع الدولي والإقليمي وإصرارهم على جلوس اليمنيين وحل قضاياهم الوطنية تحت سقف بقاء هذا الوطن موحداً ، هذا التوجه الدولي جعلني أكثر تفاؤلاً خاصة وأن كثيراً من قضايانا العربية لايكتب لها النجاح إلا إذا كان الغرب راضياً عنها وتتفق مع مصالحه ، ومصلحة الغرب والمجتمع الدولي أن تظل هذه البقعة هادئة وتحل مشاكلها بطرق سلمية . خامساً : حالة الاعتراف بالدور الكبير الذي قام به الشباب من قبل القيادات الكاريزمية والسياسية وأن المستقبل الذي رسمه الشباب لن يكتمل بناؤه إلا بوجودهم القوي والفاعل في هذا الحوار . سادساً : أجد نفسي متفائلاً بالمشاركة الفاعلة والإيجابية لفئة الشباب في هذا الحوار والحضور القوي للمرأة التي انعكس دورها القوي في الساحات والمنابر السياسية إلى قاعات الحوار من أجل اليمن . سابعاً : حالة الرضا التي سادت بعد الجلسات التي استمرت لأكثر من أسبوعين ، بين المتحاورين وظهور صداها بشكل واضح في أوساط المترددين والمنظرين عن بعد والذي بدأ بعضهم يراجع مواقفه من الحوار . سأظل متفائلاً بأن هذا الحوار هو الطريق الوحيد لإخراجنا من المأزق الذي نحن فيه ولأننا لاخيار لنا سوى أن نجلس ونتحمل بعضنا . أفضل ألف مرة من أن نستخدم وسائل أخرى جربت وجربها غيرنا . فاليمن غير قادر على دفع فواتير أخرى ، واليمنيون أكثر إرهاقاً وبؤساً مما عانوه ويعانونه يومياً ، والجميع حريص على التقاط الأنفاس . ليستقيم التفكير ويعاد البناء . Altameemi2002@ Hotmail.com رابط المقال على الفيس بوك