منذ بدء الفترة الانتقالية والطريق ظلت محفوفة بالمخاطر, ولا زالت هذه الألغام مزروعة في الطريق.. أكثر من مرة والحوار يتأجل, وفي كل مرة يتدخل الخارج.. ويعود بن عمر في مهمة عاجلة لتفادي موقف التأجيل.. الأمين العام جاء لتسوية أرضية الحوار, مجلس الأمن عقد جلسة في اليمن وهي المرة الأولي التي يعقد فيها مجلس الأمن جلسة في الوطن العربي.. ربما كانت الجلسة بمثابة الإنذار الأخير لفرقاء العمل السياسي, لاسيما المعرقلين لاكتمال الفترة الانتقالية.. بعد الجلسة تلك حدد موعد الحوار النهائي .. استطاعت الجلسة تلك والضغط الدولي في تحديد الموعد, لكنها لم تستطع نزع الألغام من طريق الحوار. الاستمرار في وضع العراقيل كالتقطعات ونشر الفوضى في المدن وحرمان الناس من الخدمات وكل ما يمت إلى التخريب بصلة لازال يهدد فرص النجاح للحوار.. صحيح أن بعض القوى تحاول جاهدة تجاوز الوضع الذي فرضته قوى أخرى على الشعب والبلد عامة. انطلق الحوار الذي انتظرناه طويلاً وتجاوز الناس المرحلة الأولى من العراقيل التي سبقت انعقاده.. تجاوزوا ذلك بجهد الكثير من القوى التي يهمها الوضع الآمن والمستقر للبلد, التي عانت كثيراً في العهد السابق, ويأبوا أن يتركوها تعيش الهدوء المأمول. البعض يحاول من اللحظة الأولى أن يجعل من الحوار مخرجاً حقيقياً لبناء الدولة اليمنية الحديثة تحت سقف الوحدة, ولا يهم بعدها كيفية شكل الدولة؟ ونظام الحكم لا يهم بعدها التفاصيل التي سيخرج بها الحوار، الأهم أن تكون إيجابية. في الوقت ذاته لا زال البعض الآخر يتربص بمخرجات الحوار وقبل المخرجات بالنقاشات التي سيفضي إليها الحوار في نهاية المطاف.. هؤلاء يستبقون الأمور بالقول إن المخرجات ستكون تدميرية حتى قبل أن يبدأ الحوار, ما يدل أن هؤلاء لا يريدون من الحوار أن يخرج البلد إلى طريق الدولة التي حلم بها الجميع حسب تفسير المعتدلين بمواقفهم السياسية على الأقل. الأهم من كل هذا بنظر المراقبين انعقاد الحوار حتى وإن وقف المعرقلون في المسار الصحيح للحوار وزرعوا الألغام التي يظنون أنها ستنفجر في نهاية المطاف بكل الترتيبات الإيجابية التي استطاعت الرئاسة والحكومة ترتيبها خلال الفترة الماضية ويحاولون جني ثمارها في فترة الحوار الطويلة. ويعتقد المراقبون أن تسير الأمور بالشكل الذي يريده أغلب المتحاورين طالما أن الفترة الانتقالية بدأت بالضغوطات الدولية وستنتهي بذات الضغوطات التي دأب المجتمع الدولي على ممارستها على اليمنيين الذين أبوا من البداية حل مشاكلهم السياسية بسبب تعنت هذا الطرف أو ذاك. الاعتقاد السائد لدى الكثيرين أن الأمور لن تستقر إلا إذا نجح الحوار وساد القانون محل العبث به وجرت انتخابات نزيهة تفضي في المجمل إلى بناء الدولة واختيار الشعب من يحكمه ويكون حارساً للقوانين التي تنظم حياة الناس وتحفظ كرامتهم ويكرس مبدأ التداول السلمي للسلطة طوعاً لا جبراً.