الانفجارالكبير الذي هز العاصمة صنعاء قبل يومين وغيره من الأفعال الإجرامية الجبانة التي تحدث هنا وهناك لاتزيد هذا الشعب العظيم إلا إصراراً وتفاؤلاً بأن هذا الوطن يشق طريقه وسط هذه الأعاصير وأنه يسير في الطريق الصحيح نحو المستقبل الذي يريده أبناء اليمن الشرفاء . إن شعبنا اليمني العظيم الذي عصرته المحن على مر السنين لاتزيده مثل هذه الأفعال الإجرامية إلا إصراراً وتشبثاً بالمضي نحو المستقبل بكل ثبات .. فكلما مر هذا الشعب بمراحل حرجة وقاسية يستطيع أن يخرج منها وهو أكثر تفاؤلاً وثباتاً . نعم : الواقع مرير والتركة ثقيلة ، لكن التغلب على هذا الواقع لايكون بالانهزامية والسلبية .. فالمتشائمون اليائسون لن يستطيعوا بناء هذا الوطن ، فبناء الأوطان بحاجة إلى نفوس قوية متفائلة . وتفاؤلنا نحن اليمنيين في هذا الوقت العصيب أعده ضرورة حياتية خاصة ونحن نعيش حالة من الانتقال والتغيير الذي فرضه علينا الربيع العربي ، والذي لن يمر دون عقبات ومصاعب وتضحيات . إن ما يشهده الوطن في هذه المرحلة الحرجة من متغيرات ومشاكل على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني هي متغيرات وأحداث معظمها تتم بفعل فاعل ممن لايريدون لمسيرة التغيير أن تستمر .. وعلى اليمنيين هنا عدم التأثر بالدعاوى الانهزامية التي تردد على مسامعهم ، مطلوب منا أن نتحلى بالتفاؤل والأمل ، فالرهان بعد الله تعالى يقوم على ثبات هذا الشعب وتحمله وصبره ، وعلى وعد الله بالنصر للمظلومين . الأمل والنظرة للمستقبل بتفاؤل هو مقياس نجاحنا في هذه المرحلة ، لأن التفاؤل هو السر الأكبر وراء كل الانتصارات ، ولايوجد انتصار في تاريخ الشعوب بدون تفاؤل بمجيء النصر . أيها اليمنيون الأوفياء إن ثورتكم التي قامت كان الهدف الأسمى منها هو إعادة الابتسامة والأمل إلى قلوبكم ، وقد حقق الله لنا جزءاً مهماً من أهداف ثورتنا وهذا بدوره سيفتح لنا الباب لصناعة مستقبل أفضل مع الأخذ بكل أساليب هذا التحول والتغيير .. فالنجاح وتحقيق الأهداف لايتم بمجرد النوايا الطيبة فقط ، وإنما بفهم أكبر وأعمق لكل الظروف والتحديات وللنواميس الكونية القادرة على تغيير الواقع . التفاؤل والسعادة قرارات نتخذها في حياتنا ونصنعها بأيدينا .. ولاننتظرها من أحد فهي لاتوهب . إن إرادتكم القوية والراسخة أيها اليمنيون هي التي ستنتصر في النهاية على كل هذه الصعوبات التي تواجه ثورتكم ، وإن ثقتكم بأنفسكم وبمشروعكم الثوري الحضاري هي الروح الحية التي ستمنحكم القوة على الصمود والثبات ، وستدب في أرواحكم المعنويات العالية بأن مستقبلكم سيكون أفضل بإذن الله . سنظل متفائلين بأن غدنا سيكون أفضل وبأن هذا الوطن قادر على لفظ كل الفاسدين والمهووسين والملوثين بالدماء من القاعدة أو من غيرهم .. سنظل متفائلين مادامت روح الثورة تسري في أرواحنا حتى يرحل عن هذا الوطن كل المدسوسين والخونة . متفائلون وسنظل متفائلين إلى الأبد .. لأننا نؤمن أن اليأس يعني تدمير كل ما صنعناه ، وما الثورة إلا أمل وحلم كان يملأ قلوب ونفوس الكثير منا حتى تحول هذا الحلم إلى واقع وحينها يقف كل من حولك احتراماً لإرادتك وأملك .. وستأتي اللحظة التي يقف فيها الجميع احتراماً لإرادة هذا الشعب . [email protected]