تستحق أيها الشعب العظيم أن نقدم لك الشكر والعرفان وأن يرفع لك الجميع القبعات سلفاً على هذه الروح الثورية المتقدة والتي تتجلى في أقوى صورها في استجابتك وحماسك للإنتخابات الرئاسية والتي تؤكد عظمتك ووفاءك لثورتك وإدراكك العميق للمخاطر التي تحاك من حولك .. أتمتم بهذه العبارت وأنا أتابع عن بعد مواقف شعبنا الباسل وحماسه المنقطع النظير في إنجاح هذه الانتخابات وتقليد الرئيس التوافقي حكم هذا الوطن لمرحلة انتقالية مليئة بالمهام والمصاعب . نقدر جميعاً حالات التشويش المقصودة التي تعترضكم أيها العظماء لأنكم قررتم الخروج من النفق المظلم الذي وضعتم فيه .. فها أنتم تنتفضون وتستجيبون لنداء الوطن وتتفاعلون بكل إيجابية مع الاستحقاق الدستوري والمبادرة الدولية لإخراج وطنكم من هذا المأزق . شكراً لكم أيها الأوفياء لأن خروجكم لهذه الانتخابات دليل حرصكم ووطنيتكم على المحافظة على هياكل الدولة وقوتها وتماسكها بالرغم من حالات التدمير الممنهج الذي مورس في كل قطاعات ومرافق الدولة .. شكراً لكم أيها المرابطون في الميادين والساحات على إيمانكم بأن هذه الانتخابات هي الطريقة السليمة لتحقيق جزء مهم من أهداف ثورتكم وهو إسقاط هذا النظام .. شكراً لكم أيها الصادقون لأنكم صدقتم مع أنفسكم وأثبتم أنكم قادرون على الثبات طيلة الأشهر الماضية حتى تنتصروا لجميع أهداف ثورتكم المباركة .. شكراً لكم أيها الأحرار لأنكم تحملون همّ هذا الوطن وأمنه واستقراره ، وحريصون على إجراء حوار وطني بين كل الأطياف السياسية وتكونون أنتم المراقبون على نجاح كل النقاشات التي من شأنها تحقيق الوحدة الوطنية .. شكراً لك أيها النظام المنتهي، فلقد منحتنا فرصة عظيمة لنخرج ونظهر للعالم مسلكنا الحضاري في التغيير بعد أن شوهت صورتنا أمام العالم .. كم أنت رائع أيها الشعب المناضل وأنت تقدم القدوة لزعمائك وسياسييك .. فبالأمس كنت المبادر في الخروج إلى الساحات والميادين وعبرّت عن رأيك بكل وضوح.. وها أنت اليوم تقول كلمتك في هذه اللحظات التاريخية وتتقدم الصفوف لإخراج وطنك بطريقة سلمية حضارية . شكراً لكم جميعاً أيها الشعب المجاهد العظيم من أعماق كل يمني حر يعيش مرارة الاغتراب وهو بعيد عنكم ويراهن على وفائكم ونضجكم في استشراف مستقبل زاهر لكم ولليمن وللأجيال القادمة من بعدكم . إن خروجكم يوم 21 / فبراير هو تأكيد على قوتكم وقدرتكم على إدارة متطلبات ثورتكم المنتصرة بإذن الله . [email protected]