خرج الشعب اليمني كغيره من شعوب الربيع العربي يهتف ضد الظلم والفساد .. يطالب بالحرية والعدالة والمساواة .. وظل هذا الشعب صابراً محتسباً وفياً لثورته طيلة الأشهر الماضية لايعرف اليأس طريقاً إلى قلبه . حقق هذا الشعب بعض أهداف ثورته بعد أن قدم التضحيات الجليلة في أنبل شبابه بالرغم من طهارة ونبل وسلمية ثورته التي شهد بها القاصي والداني طيلة الفترة الماضية . جاءت اللحظة الحاسمة من تاريخ هذه الثورة ليقف الشعب اليمني بكل مكوناته ليضعوا جميعاً آخر مسمار في نعش النظام السابق .. ويقدموا للعالم شهادة وفاة لهذا النظام الذي جثم على قلوبهم طيلة العقود الثلاثة الماضية . تحققت هذه الخطوات وفق رؤية صنعها الثوار في الميادين ووفق مسارات رسمها صانعوالملحمة الثورية منها السياسي ومنها الثوري ووفق توقيتات محددة خطط لها العظماء في الساحات والميادين . لقد حددتم عدة أهداف لثورتكم العظيمة ورفعتم عدة شعارات طيلة الأشهر الماضية، ابتداءً من إسقاط النظام ومن تبقى من رموزه .. إلى الدعوة إلى إقامة دولة مدنية يعيش الجميع في كنفها متساوين في الحقوق والواجبات .. فجاءت اللحظة التاريخية لتحقيق ما لم يتحقق من هذه المطالب من خلال الانتخابات الرئاسية القادمة.. فتوجهكم أيها الشعب الوفي إلى صناديق الاقتراع يوم 21 / فبراير هو تدشين لعهد جديد ومرحلة جديدة من حياتكم، إنه عهد التنمية والاستقرار . وستحبطون بموقفكم هذا كل الدسائس والألاعيب التي يديرها مرضى النفوس لإفشال الانتخابات .. فكونوا على يقظة من أمركم وساهموا في نقل السلطة إلى الرئيس التوافقي عبر صناديق الانتخابات لتحققوا بذلك الهدف الرئيسي من الأهداف السياسية السلمية لثورتكم . حينما ندعوكم أيها الأحرار في كل ربوع اليمن إلى المشاركة الفاعلة في هذه الانتخابات التي يشهد عليها العالم، فإننا بذلك ندعوكم إلى المساعدة في إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد .. فالانتخابات هي وسيلتكم السياسية لتقولوا لكل دعاة الفوضى كفى استهتاراً بمقدرات هذا الوطن . الانتخابات الرئاسية أيها الأحرار في كل الميادين والساحات وفي كل ربوع اليمن ستكون هي البوابة الحقيقية لحل جميع الملفات الساخنة التي تعصف باليمن، وأول هذه الملفات هي القضية الجنوبية.. وهي الوسيلة الفاعلة لطي صفحة الماضي وردم الفترة الماضية بكل مساوئها، وفتح صفحة جديدة ليمن جديد ستكونون أنتم حراسه والمدافعين عنه . أيها اليمنيون الأحرار إن إرادتكم الثورية وصمودكم الاسطوري وعزيمتكم القوية هي الضمانة الحقيقية لإيصال اليمن إلى 21/ فبراير لتنهوا عهداً دام 3 عقود ولتقولوا جميعاً كلمتكم وترسموا بعزائمكم مستقبل اليمن، وهو اختبار حر وصادق لتوجهاتكم الصادقة نحو المستقبل ، ورغبتكم في تحقيق وإتمام هذه الانتخابات التي ستساعد الجميع في خروج كل رموز الفساد من المشهد اليمني . رسالتي الأخيرة الى الشباب الثائر في كل الساحات : أقول لكم إن الانتخابات الرئاسية القادمة هي الفرصة السانحة في هذه اللحظة لتحويل طاقاتكم الثورية إلى فعل هادف وبناء - وكل مواقفكم السابقة فاعلة وبناءة بلا شك – من شأنه بناء اليمن وتعميره وهي أول خطوة لبناء اليمن الذي ننشده جميعاً، فنجاحكم في إتمام هذه العملية سيحقق السكينة والاستقرار للشارع اليمني .. ونجاح هذه الانتخابات سيرسم معالم جديده ليمن جديد . فتعاونوا جميعاً على طي صفحة الماضي بكل مساوئه . [email protected]