الشعب اليمني قال كلمته منذ أول لحظة خرج فيها إلى الساحات والميادين، وقال كلمته حينما أعلن سلمية ثورته، كما قال كلمته حينما قدم التضحيات من أنبل شبابه الذين سقطوا في الميادين والساحات، فواصل الشعب اليمني نضالاته ومواقفه العظيمة حتى أوصل ثورته السلمية إلى اللحظة الحاسمة، وقال كلمته المدوية في كل الدنيا من أجل طي صفحة الماضي، من خلال مشهد ديمقراطي وزخم انتخابي رائع تمثل في الاستفتاء الشعبي على الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي.. وكما كان الشعب اليمني رائعاً في ثورته.. كان أكثر روعة في ديمقراطيته؛ من خلال المشهد المهيب الذي أظهره اليمنيون أمام الداخل والخارج، حيث تأكد للجميع نبل وشهامة ووفاء اليمنيين لثورتهم وأهدافهم النبيلة التي خرجوا من أجلها طيلة الأشهر الماضية. كما تأكد للجميع حجم المرارة والمعاناة التي عاشها اليمنيون طيلة الأعوام الماضية وإصرارهم على التخلص من النظام الذي قهرهم وأذلهم.. وما خروجهم في هذه الانتخابات وبهذا المشهد الملفت إلا دليل على رغبتهم في التخلص من النظام الفردي والعائلي، والانتقال باليمن إلى عهد جديد، يسود فيه العدل والنظام والقانون.. فشكراً لك أيها الشعب العظيم الذي جعلت من 21 فبراير محطة تحول لليمن واليمنيين. ما يلفت النظر ويرفع الهامات أن اليمنيين بعد هذه الانتخابات خرجوا وهم أكثر تماسكاً وحباً لوطنهم ووحدتهم.. وأكثر أملاً وتفاؤلاً في مستقبل مشرق يساهم كل اليمنيين في بنائه.. خرج اليمنيون جميعاً وهم على قلب رجل واحد.. دون النظر إلى شواذ القوم الذين خرجوا عن الإجماع الوطني وعن رغبة كل أبناء الشعب الذي أعلن بأعلى صوته أنه لا مكان لمن يريد تمزيق الوطن، وأن المأزومين وأصحاب النفوس المريضة والمشاريع الصغيرة المرتهنة للداخل والخارج لا مكان لرؤاهم الضيقة في زمن نحن أحوج ما نكون فيه لرص الصفوف ولملمة الجروح. فالوقت ليس وقت مقاطعات بل وقت بناء ما تم تدميره خلال العقود الماضية. والآن وبعد أن قال الشعب كلمته.. وبعد أن أصبح المرشح التوافقي هو الرئيس الفعلي للجمهورية اليمنية.. مطلوب من الجميع وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية الانتصار لأسر الشهداء والجرحى، والانفتاح على الشباب التواق للتغيير المسلح بسلاح الوفاء والحب لهذا الوطن، وطمأنة هؤلاء جميعاً أن مستقبلهم سيكون أفضل من غدهم. مطلوب وعلى وجه السرعة تحقيق بعض آمال وطموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح في كل قطاعات الدولة، وكنس كل رموز الفساد من مؤسسات الدولة، فاليمنيون لا يستطيعون تحمل بقاء هؤلاء الفاسدين ولو للحظة واحدة. مطلوب القرب أكثر من هذا الشعب الأبي ومصارحته في كل شيء والاستماع إليه وإلى مطالبه، والعمل بكل جدية في الإصلاحات الفورية.