تنتابني مشاعر ثورية غامرة وأنا أتابع وأشاهد عبر وسائل الإعلام المختلفة حالة التأهب والحشد والتجييش التي تترقب اليوم 21 فبراير حتى يخرج الشعب اليمني إلى صناديق الانتخابات ليقول كلمته الأخيرة في حكم ونظام ظل يسوده أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، ولتدخل الثورة اليمنية بهذا الفعل مرحلة نوعية جديدة يؤسس من خلالها نظاماً جديداً وشرعية جديدة .. إنها شرعية الجماهير اليمنية الثائرة التي لن يستطيع أحد ان يتخطاها بعد ذلك .. وفي غمرة هذه المشاعر الثورية يتصدر المشهد أمامي مجموعه من المشاهد الرائعة منها: المشهد الأول: حالة التوحد التي تعم معظم الفصائل الثورية حول هدف واحد هو الذهاب إلى صناديق الانتخابات وهذا المشهد الرائع ينم عن وعي حضاري وسياسي يسود جميع الفصائل التواقة للتغيير. المشهد الثاني : حالة الارتباك التي يعيشها بعض المقاطعين للانتخابات أياً كان توجههم وهذا الارتباك ناتج عن حالة من الخلاف والاختلاف الذي يسود هذه الأوساط وغياب الرؤية الموحدة لسبب مقاطعتهم للانتخابات. المشهد الثالث: التأمل في إرادة الله الغالبة في طريقة الخروج لرأس النظام السابق ، ومدى عظمة الأقدار التي جعلته يفوت العديد من الفرص التي كانت كفيلة بإخراجه بشكل لائق لكن إرادة الله كانت هي الأقوى. المشهد الرابع : حالة الارتباك أيضاً التي تسود بعض فلول النظام وقيامهم ببعض التصرفات الخرقاء عن طريق وكلاء لهم في الحراك أو في القاعدة سعياً منهم في تكدير المشهد الثوري أو في إفساد فرحة اليمنيين في توافقهم حول المرشح الرئاسي. المشهد الخامس: أن هذه الانتخابات وهذا التحول الديمقراطي ما هو إلا تجسيد لأهم أهداف الثورة والمتمثل في القضاء على الحكم العائلي وتوريث السلطة والصنمية المقيته التي كرسها النظام السابق. المشهد السادس: يلوح جلياً أمام كل المنصفين روعة وعظمة هذا الشعب السلمي التواق للحياة المدنية وصموده الأسطوري طيلة الأشهر الماضية للمطالبة بحقوقه بالطرق السلمية .. مع قدرته على استخدام الأسلوب الآخر لكنها روعة المشهد ونقاء المقصد كان هو المتصدر لهذه الثورة. المشهد السابع : الحكمة اليمنية التي تجلت في طريقة إدارة هذه الثورة منذ اللحظة الأولى وطول النفس الذي تمتع به الثوار وقياداتهم السياسية والتي جنبت اليمن الكثير من الدماء .. وما المشهد السوري وقبله الليبي عنا ببعيد. المشهد الثامن: أهمس من خلاله لكل الواهمين من أصحاب النفوس المريضة والمترددين وأصحاب المشاريع الصغيرة المرتهنة للداخل أو الخارج أقول لهم بأنه لامكان للعمل من خلال هذه الرؤى الضيقة في زمن نحن أحوج مانكون فيه لرص الصفوف ولملمة الجروح وبناء ما خربه العابثون . حفظ الله اليمن من كل سوء وألهمنا جميعا الصواب في القول والعمل. [email protected]