أيام قلائل تفصلنا عن 21/ فبراير، يوم الأمل لكل اليمنيين، فهو يوم تاريخي سيقول فيه الشعب اليمني كلمته الأخيرة في الانتخابات الرئاسية التي ينظر إليها الجميع بأنها انتخابات تاريخية بكل المقاييس لأنها ستفصل بين حقبة زمنية قاسية عاشها الشعب اليمني بكل أطيافه وألوانه .. ليبدأ عهد جديد ليمن جديد في دولة مدنية جديدة ينشدها كل اليمنيين . الجميع مطالبون بالزحف يوم 21/ فبراير إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس التوافقي لليمنيين وحتى يتخلص اليمنيون من أسوأ نظام حكمهم طيلة العقود الماضية .. ويتحقق الهدف الأول من ثورتهم ، وتكون البداية الحقيقية لاستكمال بقية أهداف الثورة ، فالجميع مسئولون مسؤولية تاريخية في الوفاء لأرواح الشهداء والجرحى الذين سقطوا في كل ميادين التغيير وساحات الحرية . الجميع مطالبون بالدفع باتجاه المشاركة الفاعلة والبناءة في هذه الانتخابات من أجل تفويت الفرصة من أمام كل المتربصين باليمن ومصالحه .. فهذه الانتخابات هي الأمل الوحيد للشعب اليمني كي ينتقل من هذا الوضع المأساوي المتأزم إلى وضع أكثر أمناً واستقراراً. فالجميع ينظر لهذه الانتخابات على أنها الوسيلة الراقية التي ستخرج اليمن من وضعه الحالي من خلال استفتاء جماهيري لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تهيئ لمرحلة جديدة ينعم بها اليمنيون بالأمن والاستقرار. أيها الشعب اليمني الحر إن خروجك يوم 21/ فبراير هو تأكيد لكل الهتافات التي خرجت بها يوم 11/ فبراير 2011م وهو تأكيد لصلابة موقفك وإصرارك على استكمال أهداف ثورتك العظيمة .. خروجكم إلى الانتخابات هو وفاء منكم لهذا الوطن ومشاركة منكم في لملمة الجروح وإيقاف لكل المؤامرات التي تحاك ضد ثورتكم وضد وحدتكم المباركة. دعوتي لإخواننا في المحافظات الجنوبية: أقول لكم إننا جميعاً في ظل النظام السابق عشنا مقهورين مستبدين مسلوبين لحقوقنا، مهمشين مطرودين من أوطاننا .. عشنا مرارة القهر مثلكم ، وبالرغم من ذلك تألمنا لألمكم وشاطرناكم المعاناة ورفضنا كل حالات الاقصاء والعبث الذي دار في محافظاتكم، وهاهي اللحظة التأريخية اليوم تأتينا لنتخلص جميعاً من هذا الظلم وهذا الكابوس الجاثم على صدورنا .. فلا تفسدوا علينا هذه اللحظات التاريخية في دعوتكم لمقاطعة هذه الانتخابات. إن همنا واحد ومصيرنا في هذا الوطن واحد فدعونا أوفياء لنتخلص جميعاً من هذه الحقبة السوداء من حياتنا.. أما إخواننا الحوثيون فإنني أذكرهم أن موقفكم السلبي وتقاعسكم من هذه الانتخابات ودعوتكم لمقاطعتها هي خدمة لهذا النظام الذي الحق بكم الظلم والاستبداد والتنكيل طيلة الفترة الماضية .. ما نتمناه منكم أن تكبروا بمواقفكم بكبر هذا الوطن . إن اللحظات التاريخية في حياتنا قليلة .. أتمنى أن نلتقطها جميعاً من أجل مستقبل أكثر أمناً واستقراراً .. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً والهمنا اجتنابه. [email protected]