شأت الأقدار أن يخلد هذا اليوم في تاريخ اليمن واليمنيين .. لأنه يوم استثنائي في ثورة استثنائية وفي ربيع استثنائي من حياة الشعوب . ف 18 مارس بكل ما تحمله من ذكريات مؤلمة لصناع الثورة فإنها ستبقى رمزاً لسقوط ورقة التوت عن وجوه المستبدين والظلمة الذين ضاقت صدورهم من صحوة الشعوب المظلومة. لن ينسى اليمنيون هذا اليوم من حياتهم لأنه يوم فجع فيه الوطن بأغلى ما يملك من شبابه الأطهار البرررة الذين خرجوا لايحملون في أياديهم سوى سلاح الكلمة من خلال تلك الهتافات والدعوات الصادقة في يوم جمعة سموها جمعة الكرامة التي خرج اليمنيون يبحثون عنها في وسط من الزيف والخداع والظلم الذي ظل جاثماً على نفوسهم طيلة العقود الماضية. لقد أقلقت تلك الهتافات والدعوات مضاجع الظلمة وعشاق الدماء ليخرجو من جحورهم في تلك اليوم وبتلك الصورة المقززة التي أظهرت مدى فجاجة وفظاعة ذلك النظام الذي ظل يخدعنا ويرقص على أوجاعنا طيلة العقود الماضية. إن 18 مارس رمز لقدسية الدم اليمني الذي أريق في تلك اليوم وتمجيداً لأرواح الشهداء الذين خطفتهم رصاصات الغدر والخيانة في مشهد تتبرأ منه الإنسانية وكل الضمائر الحية. ومن أجل ذلك حدد هذا التاريخ ليكون يوما وطنياً يقبل فيها اليمنيون على لحظة تاريخية فارقة في تاريخ اليمن الحديث .. هذه اللحظات الفارقة ما كنا سنصل إليها لتصحيح مسار وحدتنا المباركة لولا تضحية اليمنيين الجسيمة التي قدموها في يوم كرامتهم وخلال ثورتهم السلمية الخالدة. إن انعقاد مؤتمر الحوار في هذا التاريخ وتحت رعاية إقليمية ودولية يمثل خطوة مهمة على طريق التوافق الوطني بين كل الفرقاء السياسيين ومن أجل حسم كل الخلافات وتجاوز كل العراقيل التي تقف أمام استقرار اليمن واليمنيين وفيه إشارة إلى أن الوطن ماضٍ إلى الأمام بالرغم من الأزمات والمواقف المفتعلة التي يحاول البعض زرعها في طريق التسوية والحوار الوطني القادم. الحوار الوطني فرصة كبيرة يعلق عليها اليمنيون الآمال لحل كل قضاياهم الخلافية على مبدأ من التوافق الوطني الشفاف ترسم من خلاله خارطة طريق لكل اليمنيين وتفوت الفرصة على كل المتآمرين والمتربصين وأصحاب المشاريع الصغيرة الذين يضيقهم لقاء واتفاق اليمنيين على طاولة واحدة.. خاصة أن هذا الحوار قائم على الشفافية والوضوح وليس لديه أي أجندات مسبقة أو خطوط حمراء سواء خط الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره، ما دون ذلك فمن حق الجميع طرح ومناقشة أي رأي من شأنه المضي قدماً بهذا الوطن إلى بر الأمان. من أجل ذلك فالجميع مطالبون باستثمار هذه اللحظة التاريخية والتعامل معها بإيجابية شديدة فالحوار هو الحل الوحيد لكل اليمنيين ولا وسيلة أخرى غير الحوار. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك