كل يوم تكشف لنا دهاليز السياسة أنه لايزال هناك أشخاص يعيشون على تراب هذا الوطن تملأ قلوبهم الحقد والأنانية والكره لكل ما هو جميل، ولكل المساعي الحميدة التي يقوم بها الأوفياء لهذا الوطن. أنا لا أستطيع أن أفهم سر هذا المرض الخبيث الذي يعاني منه البعض، وسر هذه البلادة السياسية التي يوهم البعض نفسه بأنه هو قادر على إفشال حلم اليمنيين. كم هو مستفز أن ترى بعض دعاة الزعامة المصابين بأمراض العظمة والبطولة الزائفة لا يسرهم أن يروا اليمنيين موحدين ويلتقون على طاولة التصالح والحوار، من أجل إتمام مسيرة هذه الثورة العظيمة التي انتصرت منذ بدايتها بسلميتها، وها هي اليوم تحقق أهدافها المرسومة، وتعبد طريقها المليء بالألغام؛ من أجل إتمام المصالحة الوطنية بين أبنائها العظماء.. الذين حاول النظام السابق تمزيقهم وزرع الفتنة بينهم من أجل أن يسود وينفرد بالسلطة. لن يسهل خداع اليمنيين مرة أخرى.. ولن يستطيع أحد قيادتهم في الطريق الخطأ؛ فقد استوعبوا الدرس جيداً. وهم اليوم يتطلعون إلى مرحلة جديدة ووضع جديد يرسم ملامحه أبناؤه الأوفياء.. بعيداً عن الأحقاد والطائفية ولغة الفرقة التي اصطنعها النظام السابق وحكم بها. إن الصفقات التي يديرها البعض والتي تعقد هنا وهناك من أجل إفشال حوار اليمنيين وإخراجهم عن الإجماع الوطني تؤكد لنا دوماً أن هؤلاء المهووسين وتجار المبادئ هم أعداء الحوار الحقيقيين، وهم أعداء الوطن المتربصون به من الداخل، وهم بكل تأكيد خاسرون ومفلسون سياسياً. وهنا نتوجه بالنداء إلى كل الأوفياء من أبناء هذا الوطن، إلى القيادة السياسية وقيادة الأحزاب وإلى لجنة الحوار: نرجوكم ألا تخيبوا آمال اليمنيين فيكم، فقد دفع هذا الشعب الثمن باهظاً من أجل هذه اللحظة. لا تنصتوا لمن يخذلونكم.. ولمن يسعى إلى تدمير المنجزات التي حققها شبابكم العظماء، لا تسمعوا أيها المتحاورون لما يردده خصوم هذا الوطن من ادعاءات كاذبة، ومعلومات مفبركة، فغاية هؤلاء المعزولين عن الواقع واضحة، ونواياهم معروفة، وهي إجهاض حواركم القادم، ووضع العراقيل والعقبات والاشتراطات أمام كل من يحاول ردم الهوة بين أبناء الوطن. أيها المتحاورون يجب أن تكون دروس الماضي حاضرة أمامكم وفي أذهانكم، وهي ليست بعيدة؛ فآلام الماضي وأنين ضحاياه وثكالى حروبها ماتزال تسمع في كل منطقة من مناطق اليمن. يجب أن تتحملوا مسؤوليتكم الوطنية في هذه اللحظات الفارقة؛ فالوطن في أمس الحاجة إلى سيادة العدل والقانون واحترام الحقوق. اليمن أمانة في أعناقكم أيها المتحاورون، واليمنيون التواقون للخروج من هذا النفق يعولون عليكم إنقاذهم وإنقاذ وطنهم من هذا المأزق السياسي. وهذا لن يتم إلا وأنتم على قلب رجل واحد وعلى طاولة واحدة تجمعكم ولا تفرقكم. أما أولئك الموتورون والملطخة أياديهم بالدماء وعقولهم بالعفن السياسي في حق هذا الوطن.. فلا أعتقد أن الوطن بحاجة إليهم، ولا يملكون شيئاً يقدمونه. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك