كثر الحديث عن الفساد والفوضى المستشري في جميع مؤسساتنا وأجهزتنا الحكومية ، وحالة الارتباك التي مرت بها الحكومات السابقة ، الأمر الذي جعل المواطن العادي يتحمل كل تلك الأعباء ويدفع ثمن سكوته عن كل تلك الأوضاع التي مورست على مرأى ومسمع منه .. دفع ثمن ذلك من قوته وقوت ومستقبل أولاده.. حتى جاءت اللحظة التاريخية التي قال فيها كل المغلوبين والمقهورين كلمتهم المرة في هذا النظام قالوها بصوت عالٍ دون خوف أو وجل، ومازال يقولها ويرددها في كل لحظة حتى تتحق كل الأهداف التي خرج من أجلها . وبالرغم من كل ذلك علمتنا الأحداث أننا يجب أن ننصت للسياسيين وللعمل السياسي بين وقت وآخر ليقولوا كلمتهم .. وها نحن اليوم نتعاطى وبكل إيجابية مع حكومة الوفاق الوطني الذي يأمل الجميع منها القيام بعملية تطهير لكل السلبيات التي خلفتها تلك الحقبة السوداء من تاريخ اليمن . وهذه الحكومة تنتظر اليوم ومعها كل الشرفاء من أبناء الوطن أن تعطى الشرعية الدستورية للرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي ليكون الرئيس الفعلي للجمهورية اليمنية من خلال القيام بالانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد ب 21/ فبراير حتى يستطيع الرئيس التوافقي وحكومته الانقاذية القيام بعملية التطهير لهذا الركام من الفساد والأخطاء والسلبيات التي علقت بهذا الشعب الذي أثبت من خلال الأحداث أنه شعب حضاري يكره التخلف والفساد وأنه يعشق الحرية مهما كان ثمنها . اتفق مع كل من يقول إن الفساد في بلادنا قد وصل الى درجة لايمكن استئصاله بجرة قلم أو إصدار فرمان .. فالفساد في رأي هؤلاء متغلغل في كل مفاصل الدولة وهونتاج لعقود طويلة شهدت عملية تخريب ممنهج لكل شيء جميل في حياتنا . لكنني وأمام هذا الواقع أشعر أن هناك أملاً كبيراً في إصلاح كل ذلك .. فهناك نوايا صادقة وجهود جبارة لمستها عن قرب من بعض وزراء الحكومة الحالية .. وهم في حالة تأهب واستعداد للإنطلاق بعد 21 / فبراير .. الجميع لديه رغبة في التغيير إلى الأفضل والأحسن، بالرغم من المقاومة الشرسة التي تواجههم من أصحاب المصالح الضيقة وعمالقة الفساد الذين يقفون حجر عثرة أمام كل محاولة للتغيير . ولذلك نقول ونؤكد أن الحل الوحيد للوقوف أمام هؤلاء الفاسدين والتخلص من هذا الطابور الذي لايريحه أن يرى اليمنيين يحققون العدل والاستقرار والتغيير فيما بينهم هو الذهاب إلى صندوق الانتخابات لانتخاب رئيس جديد اتفقت عليه جميع الأحزاب حتى ينقل اليمن إلى مرحلة جديدة ووضع جديد، فتطهير مؤسساتنا مرهون بإعطاء الشرعية الرئاسية للمشير/ عبد ربه منصور هادي حتى يدرك المرجفون أن وضعاً جديداً قد وجد وأن هناك يمناً آخر ترسم معالمه في الأفق . ومن هذا المنطلق فإن جميع اليمنيين مدعوون إلى المشاركة الفعالة في هذه الانتخابات وإزالة جميع العراقيل المصطنعة التي تقف أمام إنقاذ الوطن من هذا الوضع المتردي .. نحن جميعاً مطالبون بالعمل من أجل إخراج الوطن من هذه المحنة ونبذ كل الخلافات .. فاليمن تستحق أن نتحد من أجل هذا الهدف لنرى نموذجاً آخر من الرؤساء يكون همه الوطن وليس المصلحة الشخصية . نحن جميعاً نتطلع إلى انتخابات رئاسية من خلال صندوق انتخابات نحترم نتائجه ،، فمستقبل اليمن وأمنه واستقراره أمانة في أعناقنا جميعاً . [email protected]