قال: إن ما يعتقده بعض الشباب أو الحداثيين تجاه القبيلة غير صحيح، مؤكداً أن القبيلة مدنية بوعيها وبموروثها وأن النظام السابق قد أساء للقبيلة وقيمها الأصيلة مثلما أساء للأحزاب السياسية ولمنظمات المجتمع المدني وللعلماء وغيرهم.. الشيخ محمد بن سعد شاجع الخظمي، مؤسس ورئيس هيئة الوفاء الشعبية لثورة الشعب الشبابية السلمية، عضو قيادة تحالف اليمن للجمهورية: ونحن نعيش هذه الأجواء السياسية الديمقراطية الرائعة وباعتبارك مؤسساً ورئيساً لهيئة الوفاء الشعبية لثورة الشعب السلمية.. لماذا الهيئة أولاً؟ وما إنجازاتها؟ أولا تحية إجلال وإكبار وشكر للمولى عز وجل ونحن نعيش أوج الانتصارات التي تحققت وتتحقق بفضله تعالى ثم بفضل الرجال النشامى والماجدات الصامدين المرابطين منذ أكثر من سنة في كل ميادين وساحات الحرية والتغيير على طول البلاد وعرضها، وهم يحتفلون بالذكرى الأولى لقيام ثورتهم المباركة الذين قهروا الجبروت والطغيان بصدورهم العارية وبكل شموخ وإباء وشجاعة، ليعيدوا لليمن مجده وكرامته ولأهداف ثورته ألقها وبهاءها، وقد تخلصوا من السلطة التي جثمت على صدور هذا الشعب زمنا طويلا.. ثانياً: الشكر موصول لصحيفة الجمهورية الغراء، صحيفة كل اليمنيين، صحيفة الجمهورية بحق وحقيقة، وهي تختط مساراً جديداً في تاريخها ولرئيس تحريرها المتألق الأستاذ سمير اليوسفي ولكل الأخوة العاملين فيها. عن هيئة الوفاء الشعبية لثورة الشعب الشبابية السلمية، أولاً كان لي شرف تأسيس وإنشاء هذا الكيان منذ عام تقريبا لنقدم من خلاله ما نستطيع تقديمه لهؤلاء الثائرين الذين رفعوا رؤوسنا وأعادوا لنا اعتبارنا أمام العالم، وهو جزء من وفائنا لوطننا اليمني الكبير ووفاء لأرواح الشهداء ودماء الجرحى الذين لم يبخلوا بأعز ما يملكون وهي أرواحهم وأجسادهم رجالا ونساء، شيوخاً وشباباً، الهيئة تبنت عدة برامج تثقيفية وتنويرية سابقة في المنتديات والديوانيات والملتقيات العامة، ويأتي هذا من منطلق الشعور بمسئوليتنا الوطنية تجاه النظام السابق الذي فشا فساده وتغول بصورة غير معهودة خاصة بعد قتله وقمعه للثوار والمحتجين سلميا من أبناء الشعب الذين خرجوا مطالبين بحقوقهم المشروعة والعادلة، إضافة إلى فضح ومواجهة الدسائس والأعمال التآمرية التي مارسها النظام السابق عليهم، لزعزعة الأمن والاستقرار وخلق بلبلة واسعة في الأوساط الاجتماعية ظناً منه إن هذا ما سيوقف صمود الثورة وإثنائها عن مسارها التي اختطته واختارته، مرت البلاد ولا تزال بوضع استثنائي وحرج فكان من الواجب على من كان في قلبه مثقال ذرة من الوطنية والشهامة أن يثأر لهذا الوطن وأن يحفظ له كرامته وأن يساهم إيجابيا بما يراه وكل من موقعه. ولا تزال أمامنا الطموحات العديدة والبرامج الكثيرة التي قد تسهم في صياغة يمن جديد خال من الفساد وفي صنع مستقبل آمن ولو في حده الأدنى لأبنائنا وللأجيال القادمة. الدور لم ينته بعد، والمسئولية تقتضي مواصلة المشوار بثبات. نعيش هذه الأيام أجواء الانتخابات الرئاسية التوافقية كيف تنظرون إليها وما أهميتها في الوقت الراهن؟ ننظر إلى هذه العملية بكثير من التفاؤل والإعجاب الشديد أن توصل اليمنيون إلى هذه الصياغة الأخيرة بجهود حثيثة أسهم فيها الإقليم والمجتمع الدولي بصورة كبيرة وفاعلة لتتجنب اليمن مخاطر الانزلاق نحو المجهول ونحو الحرب الأهلية التي طالما سعى إليها وخطط لها النظام السابق وراهن عليها كثيرا توهماً منه أن ذلك سيزيد من مدته، لكن والحمدلله فشلت كل الرهانات التي كان يراهن عليها. الانتخابات الرئاسية التوافقية جسر عبور مهم باتجاه المستقبل وصناعة يمن جديد تسوده العدالة والمحبة والإخاء والسلام والأمن والتنمية بدلاً عن الفوضى والعشوائية التي استحكمت به خلال الفترة السابقة. الانتخابات الرئاسية أقرب الحلول وأسلمها نظرت إليها جميع الأطراف بعين المسئولية والجدية خلافاً لجماعة منتفعة وفاسدة كانت تريد خلاف ذلك، كمن ينفخ في الكير لتشتعل نيران الفتنة والأزمات. ونراهن خلال الفترة القادمة على الرئيس عبدربه منصور هادي وحكمته في معالجة الأمور أن يتجاوز العقبات التي خلفها النظام السابق والقفز باليمن إلى مرحلة تاريخية جديدة تتفق وتاريخه الحضاري السابق وموروثه الحضاري المدني العريق. أنتم رموز قبلية وشخصيات اجتماعية لها حضورها الاجتماعي في الأوساط العامة وقد اقتربتم من النظام السابق.. ما طبيعة التعامل الذي كان يتعامل به معكم؟ يا عزيزي النظام السابق مثلما أساء إلى الأحزاب وإلى المثقفين وإلى منظمات المجتمع المدني المستنسخة ومثلما أساء إلى كل قطاعات الشعب أساء إلى القبيلة باعتبارها مكونا كبيرا من مكونات الشعب ومن الصعب تجاوزها، هناك قيم أصيلة في القبيلة تم القضاء عليها وتشويهها، هناك جوانب مفيدة وحضارية في أدبيات القبيلة وثقافتها كان من المفترض أن تكون رافعة حضارية وقيمية وأخلاقية للحياة العامة، من شأنها أن تعزز من ثقافة التسامح والتعايش واحترام النظام والقانون، لكن للأسف هذه القيم تم مسخها والتأمر عليها وتشويهها، فخلق الصراعات والحروب بينها البين واستنسخ الوجاهات بوجاهات جديدة، حصلت عملية استغلال غير إيجابية للقيم الأصيلة التي تحملها القبيلة وتوظيفها بما يسيء للقبيلة وللدولة وللناس كلهم. القبائل اليمنية قبائل حضارية وراقية وهي طيعة للنظام والقانون ولكن متى ما وجدت دولة تحترم نفسها وتحترم النظام والقانون. القبيلة اليمنية بإمكانها أن تكون رافعة حضارية في التغيير، وقد أثببت ذلك عملياً في الثورة حين قدمت أبناءها إلى الساحات بسلمية متناهية وتركت السلاح في البيت، القبيلة المجاورة لصنعاء تصدت للدبابات التي كانت متجهة لضرب الثوار بصدورها العارية وحالت دون خروجها من كثير من ثكناتها، القبيلة اليوم لعبت دورا إيجابيا رائدا في التغيير.. أنتم تتطلعون إلى الدولة المدنية الحديثة، دولة النظام والقانون؟ نعم. والقبائل أكثر من عانوا من النظام الفاسد، القبيلة اليوم تتوق للتغيير أكثر من غيرها، القبيلة اكتوت بنار الاحتراب والثأر، القبيلة عادت إلى ثقافة داحس والغبراء، بدلاً من أن تنشغل بأي مشروع حضاري، القبيلي اليوم سئم من حمل السلاح، سئم من كثرة المرافقين، أرهق من حماية نفسه بنفسه بدلاً من أن تحميه الدولة. لا يمكن لأي أحد أن يحمل السلاح والوضع آمن وطبيعي أبدا، السلاح غدا أمرا ثقيلاً. يقول البعض أنكم العقبة الكبيرة أمام التحديث والبناء وتطبيق دولة النظام والقانون؟ كلام غير صحيح، الذين يقفون ضد النظام والقانون عبر الزمن هم المنتفعون بطريقة غير مشروعة وأنا وأنت نعرف من هم. القبيلة اليوم تبحث عن معالمها الأصيلة وذاتها الحضارية، القبيلة جزء من مكونات الشعب، أنت واحد من أبناء القبائل، هل ترفض النظام والقانون؟ ليس من مصلحة أحد أن يرفض النظام والقانون، اليوم الشعب أحوج ما يكون إلى النظام والقانون. ربما هذا ما كان يروج له النظام السابق أن القبيلة ستحل محل الدولة، وكانت النتيجة غير ذلك، وقارن مثلا بثورة 48 في صنعاء حينما سقطت العاصمة وكيف سطا عليها القبائل، مع ما جرى اليوم، القبائل كانوا حماة للثورة من خارج أمانة العاصمة. القبيلة اليوم تمدنت وتحضرت، ولم تعد هي القبيلة بالأمس أبدا. القبيلة لم تناد بالباطل في يوم من الأيام مطلقا، ولن يكون ذلك، ولن تنضم لغير خيار الشعب الحضاري السلمي، وانظر ما ذا حصل اليوم.. أين كانت القبيلة من الثورة؟ كانت في وسطها وجزءا رئيسيا منها، القبيلة انزاحت لخيار الشعب تماما ومثلت نموذجاً رائداً في التغيير. وطبعاً إن حصل هنا أو هناك نوع من النتوء أو من المشاهد السلبية غير الإيجابية فشيء طبيعي، ضعفاء النفوس كثيرون، ومثلها في النهاية مثل أي مكون سياسي أو مدني آخر، هناك شخصيات سياسية وثقافية كبيرة انحازت لخيار السلطة ضد خيار الشعب.. وقفت في وجهه، ولعبت دورا سلبيا، هذا أمر طبيعي، لكن الأغلبية مع من؟ أقول لك: الأغلبية مع الشعب. اليوم نسمع عن قاعدة حقيقية وقاعدة للسلطة، وأحزاب حقيقية وأحزاب للسلطة، مثقفين للشعب ومثقفين للسلطة..علماء للشعب وعلماء للسلطة، ومثله: قبائل للشعب وقبائل للسلطة الفاسدة تبتز بها المجتمع الدولي والإقليم.. المشهد في حقيقته هكذا. هناك من لا يزال ينظر إليكم بصورة غير إيجابية؟ هذا شأنه، وإن كان موقفه هذا غير صحيح، اليوم هناك مشايخ حداثيون أكثر من بعض من يدعي الحداثة نفسه، وربما أن هذه النظرة هي نتاج تأثر وتأثير النظام السابق الذي جعل كل جماعة تتوجس من أختها، ضرب هذا بهذا، ووظف هذا ضد ذاك. وهذه النظرة ربما تشبه ما كان عليه الحال لدى قوى اليسار واليمين حتى فترة قريبة، وبعد أن التقت مع بعضها وتعارفت اتضح أن كل طرف لم يكن موفقاً فيما يعتقده عن صاحبه. التقوا بسلام وانضووا تحت تكتل واحد وراية واحدة وسار الأمر بسلام. هذه النظرة لدى من ذكرت تأتي في هذا الإطار لا أقل ولا أكثر وسيثبت المستقبل صحة ما قلته لك. لكم نظرة غير إيجابية تجاه المرأة وتتعاملون معها بطريقة تقليدية؟ يا أخي وضع المرأة في الوطن العربي كله وليس في اليمن ذات طابع استثنائي وإن كان اليمن أكثر، صحيح أن عند البعض وأقول البعض للتأكيد نظرة غير إيجابية تجاه المرأة من بعض النواحي، لكن هذه النظرة هي نتاج ثقافة دينية مزورة بالدرجة الأولى إضافة إلى موروث ماضوي متراكم نسعى نحن للتخلص منه، وأنا شخصيا مع كافة الحقوق المكفولة للمرأة شرعاً وقانوناً، ومع أن تكون سياسية ومعلمة ومساهمة في كل المجالات.. أنت مع المرأة رئيسة للجمهورية؟ ولم لا؟ إذا توفرت فيها الشروط المعتبرة لذلك. يا أخي اليمن اليوم غير اليمن بالأمس. توقعاتك للمشهد القادم..؟ متفائلون بالخير كل الخير، وسنثبت للعالم أننا شعب حضاري ضارب بجذوره في أعماق التاريخ، وستعود إليه مدنيته وسيعود إليه مجده وازدهاره إن شاء الله، والأمر مرهون بتكاتف وتعاون كل القوى والتيارات والشخصيات العامة بالعمل بروح الفريق الواحد لبناء يمن جديد خال من الفساد ومن المحسوبية ومن الظلم الذي عانى منه طويلاً. كلمة أخيرة..؟ الشكر لك ولصحيفة الجمهورية وتحية إجلال وإكبار مرة أخرى لكل وطني غيور ومناضل ومحب لوطنه ولأمته، ولكل قطرة دم سالت على أرضه فداء له.