عاشا اقتصادنا اليمني عليلاً طيلة السنوات الماضية ، وازداد حاله سوءًا خلال العام المنصرم وقد زادت حالات الناس بؤساً وشقاءً .. توقف كل شيء .. السياحة المتواضعة لبلادنا الزاخرة توقفت.. التصدير توقف.. الاستثمار توقف. لقد كان هذا الوطن مصاباً بسرطان خبيث .. احسسنا جميعاً بالقهر والظلم والخوف على المصير الذي تقودنا إليه الأقدار .. فخرجتم أيها العظماء لتنقذوا هذا الوطن من هذه الحالة المتردية، وبذلتم ارواحكم رخيصة لهذا الوطن حتى يتم استئصال هذا الورم الخبيث. فكانت هذه الثورة العظيمة التي استطعتم من خلالها أن تحققوا أهم أهدافكم النبيلة وهو إزاحة هذا النظام الفوضوي الفاسد، وهو ما لم يستطع أحد قبلكم تحقيقه .. فثورتكم أيها الأبطال ولدت من رحم هذا الوطن الجريح ومعاناته ومشكلاته ، وهنا يجب أن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة وصريحة لنعترف فيها أن الوطن خرج من هذه المحنة ومن هذا الكابوس مثقلاً بالآلام والصعاب وأن المرحلة قاسية, وعلينا جميعاً أن نشمّر عن سواعدنا لنعمل بجد وإخلاص ونستمر بالعمل ليل نهار, فالموقف والوطن أصبح صعباً للغاية والاقتصاد اليمني أصبح في مهب الريح .. وفي هذه المرحلة الحرجة نشعر أننا بحاجة ماسة لحالة من الهدوء والسكون حتى نتيح الفرصة لأجهزة الدولة لتعمل وتعيد حركة الإنتاج والتنمية. يجب أن يتوقف الجميع عن تصفية الحسابات، ونكبر هذه الثورة التي حققت لنا هذا الانجاز العظيم ، فالوقت ليس وقت تصفية حسابات لأن خصوم هذا الوطن يريدون ذلك .. يجب أن تتوجه جهودنا للعمل والانتاج حتى نستطيع تقديم أي شيء لهذا الوطن. العمل والإنتاج هو الحل أيها الشباب إذا أردتم النهوض بهذا الوطن فالحل باأيديكم أنتم .. فأنتم في مقدمة من يؤمل عليهم نهضة هذا الوطن وأنتم وجهه المشرق ومستقبله الواعد وأنتم مفجرو الطاقات والمعجزات .. أنتم أيها الشباب من حررتم هذا الوطن من الاستبداد ومن كسرتم القيود التي كُبل بها هذا الشعب لسنوات طويلة .. اليمن في هذه اللحظات في أمس الحاجة إلى أن تجد في شبابها ورجالها ونسائها كل شخص مفكر ومبدع ومنتج .. فأمام الوطن اليوم نهظة جديدة وأنتم روادها، والميدان الحقيقي هو للرجال المخلصين الصادقين الجادين، حيث لا راحة لديهم من العمل وبذل الجهد. يجب أن نضع أمام أعيننا ونحن نسعى لبناء هذا الوطن المدرسة اليابانية في العمل والانتاج .. هذا إذا أردنا النهوض بوطننا ، فاليابانيون الذين تأخرنا عنهم عشرات السنين لايتوقفون عن العمل والإنتاج حتى في الاعتصامات التي يقومون بها .. أتدرون أين يعتصمون ؟؟ إنهم يعتصمون في مواقع العمل ويغلقون على أنفسهم المؤسسات والمصانع ويرفضون الإجازات لأن لديهم عقيدة أن العمل هو الطريق الوحيد للنهضة والرقي .. فوصل اليابانيون إلى ما وصلوا إليه. أيها اليمنيون أينما كنتم: إن الحل لإنقاذ اليمن هو العمل المتواصل ، ونكران الذات ، والتخلى عن حظوظ النفس ، والعمل بهمة الرجال الأقوياء الذين لا تلين عزائمهم والإيمان الراسخ بأن غداً سيكون أفضل من اليوم فعلى بركة الله. [email protected]