يوم جديد من أيام الله، بل هي أفضل يوم يقف المسلم فيها مراجعاً لذاته ومواقفه ومسؤولياته.. في يوم عرفات تتجلى مكارم الأخلاق ومعادن الرجال المخلصين الأوفياء تجاه أوطانهم وشعوبهم.. نستلهم في هذا اليوم المشرق العظيم جوانب كثيرة من حياتنا ومواقفنا تجاه ديننا ومبادئنا وأوطاننا. وقفة عرفات يجب أن يجعلها السياسيون وصناع القرار في هذا الوطن لحظة محاسبة مع النفس ومع الضمير بكل دقة وشفافية عن كل ما قدم لهذا الشعب من أجل أمنه واستقراره، فترتاح بذلك ضمائركم أمام شعوبكم. أيها الأعزاء الشرفاء وفي هذه الدقائق الغالية من حياتنا.. وقلوبنا مرهفة بالتهليل والتكبير يجب أن لا ننسى أن شعبنا اليمني يمر بمنعطفات خطيرة وبمحكات صعبة تتطلب من الجميع الاستشعار بأهمية توفير الأمن والاستقرار لهذا الوطن.. رافعين أكف الضراعة والدعاء بأن يحفظ الله كل شبر من أرض هذا الوطن. . اللحظات في هذا اليوم الأغر عظيمة ومباركة والتي نرجو من الله تعالى أن تكون لحظات صادقة ومخلصة ننطلق منها جميعاً بهمة قوية وعزيمة عالية لجعل هذا الوطن في حدقات عيوننا ونعلن من خلالها الولاء لله أولاً ثم للوطن ثانياً. هذه اللحظات الصافية يجب أن تسمو بها نفوسنا.. وترتقي أرواحنا وتستنهض هممنا ونفوسنا الضعيفة وقلوبنا الميتة التي ابتليت بآفات وسلبيات الفترات الماضية. هذه الدقائق الغالية في هذا اليوم المبارك تجعلنا نتنفس الصعداء؛ لأننا استطعنا أن نتخلص من حياة الذل والهوان والفساد والمحسوبية التي جثمت على صدورنا طيلة السنوات الماضية.. وانتقلنا بصمودكم أيها الأحرار إلى عهد جديد ومرحلة جديدة جديرة بالبناء والنهوض. في يوم عرفة أيها اليمنيون أكمل الله ديننا المنزل على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.. وها نحن اليوم نستلهم من هذه العبرات الدرس لنكمل مسيرة هذا الوطن ونلتحم ببعضنا ونتناسى خلافاتنا، ونقول لكل من أجرم في حق هذا الوطن: إن يوم عرفة فرصة للاستغفار والتوبة.. ولكل من دعا إلى الضغينة والكراهية والطائفية نذكره أن يوم عرفة فرصة للتطهير من هذه الموبقات. لتكن هذه المحطة الفاصلة في هذا اليوم المبارك بداية لفجر جديد وعهد جديد لوطن جديد.. وكل عام وأنتم بخير. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=456256914413389&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater