كثُر الحديث عن الحوار ومؤتمر الحوار وأعضاء لجنة الحوار ونسبة التمثيل للفئات في الحوار القادم.. ما بين مؤيد مطلق للحوار ومؤيد بشروطه.. وما بين رافض مطلق للحوار ورافض معتدٍ على مسألة الحوار برمتها. لكن وللأسف لم يقل المؤيدون للحوار كيف يمكننا إقناع الرافضين للحوار بأن يكونوا على طاولةٍ سواء.. أو ماهي الضمانات الإنسانية لتفعيل مخرجات الحوار على أُسس سليمة! وبالمقابل لم يقل الناقمون على الحوار ما الذي علينا فعله إن لم نتحاور ونعرف مشاكل بعضنا لنختلف في الطرح ونتفق في الرؤى.. لنصل بوطننا إلى برّ الأمان. وطالما والحديث عن تأجيل مؤتمر الحوار يتسّع يوماً بعد يوم.. فلا أعتقد بأن اتساع وقت التأجيل سيعطي فرصة أكبر للوفاق.. بل هو دليل ذعر فئويّ من مخرجات الحوار.. ودليل تفاقم إشكاليات سيزيدها التأجيل وقوداً لترتيبات لا ندري فحواها الآن.. لكننا ندركُ أنّ في ذلك خيبة أمل ستصيبُ المواطن البائس في مقتل.. بعد أن بنى أحلامه الجديدة على زئبقية مفردة التغيير. وأعتقدُ جازماً أن تأجيل مؤتمر الحوار سيكثّف من تشعبات المطالب غير العقلانية.. وستخبرنا الأيام القادمة بهذه الحقيقة المرة.. وحينها يصبح الحديث عن الحوار مجرد إسقاط واجب لا جدوى منه ولا تعويل عليه.. وذلك هو مكمن الخطر. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=468273589878388&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater