تمر الأيام والشهور من عمر هذه الثورة وأيادينا لاتزال تقبض على قلوبنا خوفاً وفزعاً على مستقبل هذا الوطن خاصة ونحن لانزال نستشعر أن هناك أياديَ خفية تعمل وتعبث وتخطط وتتآمر على هذه الثورة، وهي بمثابة فيروسات وجراثيم خطيره تنهش في جسد هذا الوطن المعلول. فهاهم المتاجرين بالمبادئ وأصحاب الولاءات الخارجية الذين ارتفعت أصواتهم يوماً مدعيةً الثورية والوطنية يكشرون عن نواياهم الخبيثة .. وهاهي الأصوات المأزومة التي لاتعرف غير لغة الانفصال والتشرذم تعلو هنا وهناك .. في الوقت الذي لاتزال عناصر الفساد والهدم تعمل ليل نهار في إقلاق السكينة العامة داخل الوطن. ومما يحزن القلب أن هؤلاء الفاسدين ومع علمنا بهم لايزالون في مناصبهم يمارسون فسادهم وتآمرهم ويديرون مؤسسات الوطن بنفس الأدوات الفاشلة القديمة التي أوصلتنا إلى هذا المصير. إن الآلاف من الكفاءات الوطنية المؤهلة لاتزال تنتظر اللحظة التي تأذن بها هذه الحكومة لهم بالعمل والبناء والإنتاج .. وتعتصر قلوبهم ألماً على هذا البطء الشديد التي تدار به البلاد .. خاصةً ونحن نشاهد شعوباً تحاكم أنظمتها على أيام وشهور مرت دون أن تقدم شيئًا. نعم الشعوب تحتاج بعد ثورتها إلى فترات قد تطول أو تقصر لاستعادة عافيتها ولإعادة بناء مؤسساتها بالشكل الجديد .. لكن في نفس الوقت نحن بحاجة إلى تحديد فترات زمنية لكل خطوة نريد القيام بها .. نريد خطط واستراتيجيات ورؤى مستقبلية واضحة. الشعب يريد أن يلمس تغيير في بعض الأوضاع المتردية ويريد الإحساس بالأمان وأعتقد أن هذا أقل القليل مما يجب أن يتوفر له بعد هذه الفترة من الثورة. نحن اليوم وفي ظل هذا الوضع وهذا المشهد الملتبس نعيش في حيرة من أمرنا .. فصيل منا يحترق في اليوم مئة مرة على مستقبل البلاد وينظر دوماً إلى الأمام تجاه حريته وكرامته ويعمل من أجل تحقيق العدالة والتقدم وينشد الدولة المدنية بكل معالمها .. وفريق آخر لايزال ينظر للخلف ومشدوداً إليه ويعمل على بقاء الحال على ما هو عليه مستخدماً في ذلك أدوات وإمكانيات الدولة..الأمر الذي جعل الكثير يتساءل خوفاً على مصير ثورته التي قام بها: هل فشلت هذه الثورة أم أنها اختطفت؟ .. لكننا لانشك لحظة أن الفريق الأول هو الأقوى بعزيمته وإصراره وبمساندة كل أبناء الشعب المخلصين والحريصين على حماية هذا الوطن ووحدته من الانهيار.. فالأوطان تكبر وتقوى بأبنائها المخلصين الأوفياء .. والتاريخ يثبت أن المهزومين ودعاة الفرقة يظلون في أماكنهم تنبذهم الشعوب ويحتقرهم التاريخ. اليمن أيها الأحرار لايمكن أن تكون بعد هذه الثورة إلا دولة حديثة عصرية إن شاء الله .. وهذا لن يتأتى إلا بإصراركم على بقاء شرارة التغيير التي يجب أن تصل إلى كل مكان داخل هذا الوطن. الوطن اليوم أيها الشباب لا يحتاج إلى مواطنين صالحين فقط ولكنه يحتاج إلى جانب ذلك مواطنين عاملين فاعلين قادرين على إحداث التغيير المنشود. لقد آن الأوان أن يعيش هذا الوطن كغيره من الأوطان المستقرة .. آن الأوان لكي نكون مواطنين بررة به ، نعمل ليل نهار حتى نلحق بقطار الآخرين الذين تخلفنا عنهم طويلاً .. كل لحظة من أوقاتنا ثمنها غالٍ يجب أن نستغلها في العمل والانتاج. أشعر بالاستفزاز وأنا أشاهد قنواتنا التلفزيونية العامة منها والخاصة تردد أغاني العيد حتى اللحظة مع أن الكثير من الشعوب عادت إلى عملها منذ يوم الأحد الماضي .. ونحن يجب أن نكون أكثر حرصاً من غيرنا. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=459860800719667&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater