ما يدور اليوم في مدننا وشوارعنا من هجمات شرسة واستهداف للمدن والأحياء والأشخاص والمصالح الحكومية لا يقره دين ولا شرع ولا يرضي أحداً من أبناء هذا الشعب الذي عانى ويعاني كل يوم من جراء هذه الأعمال الاستفزازية وهذه الأزمات والمآسي والقتل والتدمير. الأمر الذي جعل الجميع يتساءل عن المستفيد من وراء كل ذلك ولمصلحة من يعمل هؤلاء؟ وممن يتلقون أوامرهم التخريبية؟ ومن يكن هؤلاء الذين يسعون للانتقام من وطنهم وأهلهم؟ وما هذه الروح الانتقامية التي تتلبس هذه المخلوقات؟ وإلى متى سيظل هؤلاء المأجورون والمأزومون والمغررون والمنفصلون عن الواقع يزرعون هذه الفتن ويعملون على زعزعة أمن هذا الوطن وتشويه سمعته؟. من قال: إن العنف والدماء وقتل الأبرياء وترويع الآمنين هي الوسيلة الناجحة اليوم لنيل الحقوق؟ ألم يتعظ هؤلاء من التأريخ؟. إن ما أحدثته الثورة اليمنية والثورات العربية من تغيير في المفاهيم والسياسات والرؤى أحدثت عند بعض المأزومين والعابثين وأصحاب المصالح الذين لا يستطيعون أن يعيشوا في بلد يسوده العدل والقانون والمساواة.. أحدثت لديهم ردود فعل انتقامية تجاه مسارات هذه الثورات. إن ما يجري اليوم من أحداث تجعل قلوبنا تحترق مع كل لهيب نار تشتعل، ومع كل رصاصة تطلق.. قلوبنا جميعاً تنزف مع كل قطرة دم تسقط من أبناء هذا الشعب. إنكم جميعاً أيها اليمنيون في أمس الحاجة - في هذه الظروف الراهنة - إلى تكاتف جهودكم وتوحيد كلمتكم لتساهموا جميعاً، ومن منطلق الحب والوفاء والولاء لهذا الوطن، في الوقوف أمام كل من يرفع السلاح في وجه شعبه وأهله، وأمام كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن واستقرار هذا الوطن. وأول من تقع عليهم المسؤولية الشباب اليمني الحر؛ فهم القادرون اليوم على حماية ثورتهم من هؤلاء الجهلة الذين لا يريحهم أن يروا الوطن هادئاً مستقراً. الجميع يحملكم المسؤولية أيها الشباب الثائر، المتسلح بسلاح العلم والإيمان، الكاره للغة العنف والرصاص، المؤمن بلغة السلام بالعبور باليمن إلى بر الأمان. لقد آن الأوان أيها الشباب للوقوف بوجه هؤلاء البائسين، تقفون أمامهم بطرقكم السلمية، بمنطقكم القوي وفلسفتكم الحديثة في التغيير التي هزت العالم من حولكم. يجب أن ينتقل دوركم أيها الشباب من الساحات إلى خط الدفاع الأول لحماية منجزاتكم الثورية. دوركم لا يقتصر على المراقبة من بعيد.. يجب أن تكونوا متواجدين في الميدان وفي كل المناطق لتقولوا لكل العابثين: توقفوا واتقوا الله في هذا الوطن الذي نستظل تحت سمائه ونستنشق من هوائه ونسير على ترابه.. اتقوا الله يا من تروّعون الآمنين وتقطعون السبيل وتضعون العراقيل أمام عجلة الإصلاح التي بدأت تشق طريقها. يجب أن تفرضوا أيها الشباب الواقع الجديد للدولة المدنية الحديثة وتشاركوا في وضع معالمه. ثقتنا أيضاً بكم يا حكماء اليمن وعقلائها؛ ففي الأزمات التي تمر بها الشعوب تبرز الحاجة إلى حكمائها في مواجهة هذه الأزمات، خاصة وقد جربكم شعبكم في الكثير من أزماته، فكنتم صمام أمان له في كل مراحله. فاللحظات الراهنة التي يمر بها الوطن تدعوكم إلى التحرك الفوري في الوقوف أمام كل ما يحدث. وفي النهاية نقول: إن الحق سينتصر، ودولة العدل والقانون التي خرجنا من أجلها ستقوم، وأنه لا مكان في هذا الوطن للدمويين وعشاق الحروب. [email protected]