هذا هو حالي وحال كل من يعيش بعيداً عن هذا الوطن الغالي على قلوبنا.. لا نملك إلا أن نرقب من بعيد؛ نرقب ونتابع اللحظات القاسية والفارقة التي تمر بها البلاد، والتي قد تكون هي الأولى من نوعها في عمر اليمن الحديث. فاليمن تمر في حالة امتحان صعب وتحدٍ صارخ أمام قلة من المغامرين والمهووسين الذين لم يعوا بعد أن هناك ثورة قد قامت.. ووضعاً جديداً يرسم ملامحه وبقوة على المشهد.. وأن شعباً بأكمله قد خرج ثائراً مطالباً بحريته وحقوقه. هذه اللحظات التي تمر بها البلاد تتطلب من كل الأوفياء والوطنيين - وهم كثر - أن يقفوا صفاً واحداَ أمام هؤلاء العابثين والمتاجرين بالوطن ومصالحه وأمنه، وفضح كل الممارسات والتصرفات الحاقدة من قبل هؤلاء الذين استمرأوا العيش في أجواء الفتنة والأزمات والصراعات. فلا ينبغي أن يطول السكوت عن هؤلاء الذين افتضح أمرهم على الملأ، يجب أن يقدموا للمحاسبة العاجلة أمام محكمة الثورة ليقتص هذا الشعب من أفعالهم وتصرفاتهم. ما أقسى أن يعيش الإنسان بين مرارتين: مرارة البعد عن الوطن ومرارة سماع ومشاهدة بلد يدمر ويقتل أبناؤه هنا وهناك.. على يد قلة صممت أن تخرب كل شيء جميل في هذا البلد.. الأمر الذي يزيد كل أبناء الوطن في الداخل والخارج تصميماً وقوة على مواصلة الصمود والوقوف أمام هؤلاء.. حتى نرسم صورة أخرى عن وطننا، غير هذه الصورة القاتمة التي يرسمها هؤلاء المرضى عن اليمن واليمنيين. فاليمن ستظل هي البلد التي ترنو إليه قلوبنا وعقولنا.. وهي التي تتربع فيها أرواحنا.. وكلنا تصميم في أن يكون مستقبل اليمن أفضل من يومه وأمسه. وليعلم القتلة والمفسدون أن ما يصنعونه اليوم بهذا الشعب ليس إلا دليلاً على حقارتهم ومرضهم وانهزامهم النفسي والحقد الأعمى الذي ملأ ويملأ قلوبهم.. والتي لن تزيد الناس إلا كرهاً وبغضاً بماضيهم. ولذلك نقول ونخاطب هذا الشعب العظيم: لقد عرفتم معنى الحرية ودفعتم الغالي والرخيص في سبيلها، عرفتم العزة وأنتم اليوم ترسون بصمودكم مداميكها القوية حتى تتحطم عليها رؤوس كل الخونة والمفسدين والمصممين على البقاء في محاربة هذا الشعب الذي لفظهم وقال فيهم كلمته. وليعلم هؤلاء أنه لا مكان لهم في أوساط هذا الشعب الذي صبر وعانى طيلة العقود الماضية حتى جاءت اللحظة التأريخية التي رسمها أبناء هذا الشعب الوفي ليتطهر من دنس كل من أساء لهذا الوطن. ستبقى يا وطني شامخاً عزيزاً كبيراً بأبنائك الشرفاء الأوفياء الذين نعول عليهم رسم ملامح مستقبل جميل ليمن سعيد.. يملؤه العدل والقانون، ويتساوى فيه الناس في حقوقهم وواجباتهم.. وجميعنا يرقب هذه اللحظات بكل عزيمة وإصرار.. وإنها لقريبة وقريبة جداً. [email protected]