تواصل اللجان التسع المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني مهامها اليومية في مناقشة محاور المؤتمر، وفق رؤى علمية وأساليب تشاركية من مختلف المكونات الحزبية والشبابية والمستقلة في هذه اللجان، وخلال سير فعاليات المؤتمر استوقفنا الدكتور يحيى الشعيبي، عضو مؤتمر الحوار، وطرحنا علية بعض الأسئلة حول أهم قضايا المؤتمر والإشكاليات التي تواجهها اللجان وخرجنا بحصيلة كالتالي : كل القضايا مهمة في اعتقادكم ماهي أهم قضية ماثلة اليوم أمام المؤتمر؟ - في اعتقادي كل القضايا في المؤتمر قضايا هامة، ويجب أن لا نفرق بين قضية وقضية، فكلها مرتبطة بغيرها فالقضية الجنوبية مرتبطة بكل القضايا سواء كانت قضايا الحقوق والحريات والتنمية والعدالة الانتقالية، أم بناء الدولة وغيرها من القضايا، فكل القضايا مترابطة وكل محور بإذن الله سيخرج برؤى في كل محور، ومن ثم فيما بعد ستصب هذه الرؤى في موضوع بناء الدولة.. وبناء الدولة ستكون هي القضية الحاوية لكل هذه القضايا الأساسية، التي على ضوئها يتم تحديد هوية الدولة وشكل الدولة ووظيفة الدولة والنظام الانتخابي ونظام الحكم ويدخل في إطارها القضاء والجانب التشريعي والإداري وكلها ستصب في هذا المكان (بناء الدولة). ومن هذا المكون العام سنخرج منه بالعقد الاجتماعي الجديد الذي هو موضوع الدستور وستشكل لجنة فيما بعد لصياغة الدستور، بناء على الأسس التي ستتجمع من كل المحاور وتصب في بناء الدولة والتي على ضوئها سيتم كتابة الدستور والاستفتاء عليه. رؤى من كل الجهات هل لديكم رؤية واضحة إلى الآن لحل القضية الجنوبية؟ - بالتأكيد أن هناك رؤى جاءت من كل الجهات والأطراف وستناقش هذه الرؤى وستطرح، وسيخرجون بإذن الله إلى معالجات أساسية وحقيقية، وكما قلت ما يتفق عليه سيصب في بناء الدولة والمؤتمر العام كله سيجتمع ويقر هذه الرؤى. نزول ميداني البعض يطرح أن أعضاء مؤتمر الحوار لا يمثلون الشعب ولم يفوضهم الشعب للتحاور باسمه كيف ترون هذه المقولات؟ لهذا مؤتمر الحوار سينزل إلى الشعب من خلال النزول إلى الخيام الموجودة في كل المحافظات، وهذه الخيام سيتجمع فيها الكثير من الشباب والشخصيات ومنظمات المجتمع المدني، وسيتم التحاور والنقاش معها، ونأخذ منها رؤاها، وفي هذه الحالة ستكون هناك مشاركة مجتمعية مع المندوبين من مؤتمر الحوار، وهؤلاء المندوبون هم أساساً مندوبون للأحزاب والمجتمع المدني والمرأة والشباب، وهي مجموعة تعبر عن تمثيل بسيط لكن أساساً النزول الكلي إلى هذه المحافظات سيكون مرددوها ومرجعيتها مفيدة للمؤتمرين وتمثل كل أطياف المجتمع. آلية واضحة هناك تخوف من سيطرة القوى الرئيسية في البلد على مخرجات الحوار كيف ترون هذا التخوف؟ بالعكس اعتقد أن الآلية الموجودة والتي تلزم أن يكون الشباب والمرأة في كل قيادة للفرق لن يعطي فرصة لهذه القوى، واعتقد لو لاحظت الآن أن المرأة والشباب ومنظمات المجتمع المدني موجودون في كل الفرق، وهذا لن يسمح للقوى الرئيسية أو التقليدية أن تقود العملية. توزيع الأحزاب هناك امتعاض من بعض الأعضاء من التوزيع على المحاور وقالوا إنه توزيع ارتجالي كيف ترى هذا الأمر ؟ - التوزيع أساساً تم من خلال الأحزاب، والأحزاب قدمت قوامها ونحن في المؤتمر الشعبي العام تم توزيع استمارات بالرغبة الأولى والرغبة الثانية والثالثة، وحاولنا أن نلبي الرغبة الأولى وإن لم نستطع أن نلبي الرغبة الثانية ومن ثم الثالثة وهكذا فمثلاً في محور بناء الدولة فقط ستة أشخاص موجودون يمثلون المؤتمر الشعبي العام، ولا نستطيع اعتماد سوى ستة والمتقدمون أربعون شخصاً، وأيضاً في القضية الجنوبية مثلاً المتقدمون أكثر من خمسين متقدماً، لكن لا يحق سوى تقديم أربعة أشخاص وطبعاً هذا نوع من الصعوبات التي نعانيها، وكل واحد يشتكي لأنه لم يتمكن من تلبية رغبته الأولى، وهذه من ضمن المشاكل لكن اللجنة الفنية هي التي تتحمل المسئولية, وما يخص الشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني نفس العملية قوامها أربعون وأربعون ،وأربعون مثلاً في كل لجنة وهكذا اجتمعوا مع بعض وكتبوا رغباتهم، وتم التوزيع على ضوء ذلك وطبعاً كل شخص سيشعر أن التوزيع غير عادل، لزن اسمه لم يكن في المكان الفلاني لكن في الأخير هذه الآلية التي تم التوزيع من خلالها. أمل كبير هل تعتقد أننا قادرون على الخروج من الحوار ببناء دولة حقيقية وحل مشاكل اليمنيين بالفعل؟ - طبعاً أنا على أمل كبير جداً أن هذا التجمع الكبير والانتقال السلمي للسلطة الذي تم في المرحلة الماضية والفترة المحددة للحوار والرغبة الموجودة لدى جميع الأطراف والمشاركين تجعلنا نتفاءل جداً بنجاح الحوار، ولدينا تجربة فريدة والعالم كله ينظر إليها، وبالتالي علينا جميعاً أن ننجح هذه التجربة وعندي أمل كبير بالنجاح بإذن الله. معالجات حقيقية الإخوة في الحراك قدموا سقفاً مرتفعاً من المطالب، كيف يمكن خلق حلول منطقية تراعي مصلحة البلد والمواطنين في نفس الوقت؟ - طبعاً كل شخص سيقدم سقفه، لكن أثناء الحوار والنقاش وعندما يشعرون أن هناك جدية وثقة في أن هناك معالجات حقيقية، أنا متأكد من أن هذا السقف سينخفض إلى ما هو منطقي وطبعاً جميعنا يجب أن نعمل من أجل أبنائنا وأجيالنا القادمة وليس من أجلنا. إذا أخذنا هذه المهمة بهذه الطريقة اعتقد أن الشعب سيقف مع مؤتمر الحوار ويدعمه من أجل مستقبل كريم للجميع.