يتجمعون حول فرحتها , تتبنى عضلات وجهها عرض انفعالاتها , نسي من حولها أفواههم مفتوحة وتركوا لأعينهم المشدودة التعبير عن ما تلقي عليهم من إبداعات . مازالت تنثر عليهم موضوعات مفككة وتغلف غيابها باسترجاع حركاته و تمثيل سكناته بقهقهاتها الطفولية وشفافية براءتها . أحدهم هل عاد ..أاتكأ على السحب عند نزوله وهبوط الطائرة لم يخبرنا ... لو صعدنا معه يوماً سنتحقق الأمر. انفض الجمع , تكسر وتجّمد مشاعرها، وتدفن جرأتها على العيش بدونه , تلف نفسها بغطاء النوم, تضم ما تفرق من لاوعيها, تستجمع قواها لتباشر حقيقة ما يرويه ضوء نهارها. بينما يغرق من حولها في نومهم وقد ألجم أفواههم ما ملأت به خيالهم من صوره واستعرضت من فنونه، يمض عليها حكم سلطان الليل وقسمه أن تعيش في ظله شباب النهار، وأن لا تطبق جفنيها رحلة وصف ذهنها له.. باتت ترسم هذيان الوقت وإصراره على استقبال موكب الفجر وهي تعارك عينيها، وتسد منهل دمع حضر ليؤكد رحيله إلى الأبد..