منذ أكثر من عشر سنوات ووالدنا مسجون في السجن المركزي بتعز بسبب دين ابتلاه الله به وقدره عليه نتيجة للظروف الاقتصادية المتقلبة التي يمر بها وطننا حيث يصبح في بلادنا الإنسان غنياً ويمسي فقيراً، مثله كمثل الكثير ممن مارسوا مهنة التجارة ونكبتهم الظروف وأصبحوا بين عشية وضحاها صفر اليدين وصدر في حقه حكم قضائي بالإعسار يقضي بسداد مبلغ إثني عشر مليون وسبعمائة ألف ريال لأكثر من خمسة أشخاص. فقد انقلب السوق على والدنا ومكر به في ظل غياب تام للدولة عن رعاية النشاط التجاري وحمايته من التدهور والانهيار. لقد انقضت عشر سنوات من عمر أبينا في السجن المركزي بتعز وحرمنا فيها من حنان الأب وعطفه ومن تكافل المجتمع وعونه وقد كان بإمكان أبينا أن يسدد ما عليه من دين لو لم يبتلعه السجن ظلماً هذه الفترة الطويلة التي أبيض فيها شعره وانحنى فيها ظهره وبدت عليه ملامح العجز والضعف. فهل من العدل والإنصاف أن يقضي المعسر في بلادنا هذه الفترة الطويلة في الظلمات؟ أم تتيح له الدولة والمجتمع الفرصة من جديد ليعمل على قضاء دينه وبناء حياته من جديد؟ لقد أجبرنا الظرف العصيب الذي تمر به أسرتنا والابتلاء الرباني الكبير الذي أنعم الله به علينا، بعد أن مسنا الضر، ان نستعطف القلوب الرحيمة في بلادنا وما أكثرها وأن نرفع هذه الاستغاثة إلى الله أولاً، وإلى القادرين من رجال الخير والإحسان ثانياً، في هذه الأيام المباركة، أن يفرجوا كربة أسرة اكتوت بظلم الدولة والمجتمع معاً، ونالها من جفاء وقسوة القريب والغريب ما ذاقته خلال عشر سنوات عجاف، وهي قد صبرت محتسبة خلال هذه الفترة، لكنها الآن رأت أن ما أصابها يكفي، كي تفرح (جميلة) التي تبلغ من العمر عشرة أعوام بالعيش في كنف أبيها الذي لم تره منذ دخوله السجن حين كانت جنيناً في بطن أمها، وكي يكون (وليد) البالغ من العمر خمسة عشر عاماً شاباً متفائلاً إلى جانب والده الذي لم يره منذ عشر سنوات نحسات. وليد عمار عبدالرب القدسي (15) عاماً جميلة عمار عبدالرب القدسي (10) أعوام ت/ 771769772 711769772