لدولة كوريا الجنوبية تقاليد عريقة في استضافة البطولات الرياضية ،صحيح أنها لاتنفق على البطولات ما ينفقه الأشقاء الخليجيون،لكنك لاتشعر إطلاقاً إنك بحاجة إلى مساعدة أحد أو إنك متضايق من نقص شيء،حتى أتفه الأمور..لابد وأن تبتسم وأنت في كوريا. يبدأ الكوريون بالترحيب بضيوفهم من المطار حيث يقوم بعض طلاب المدارس بعرض أعلام الدول المشاركه والتصفيق الحار للبعثات التي تصل تباعاً إلى مطار سيؤل ، وفي مداخل ومخارج مقر البعثات يضعون بعض الطلاب كل وظيفتهم الترحيب بمن يدخل أو يخرج من هذه الفنادق ياالله كم أحببت هذا الشعب المهذب. يلازمنا شاب كوري اسمه «إن هو» ونناديه(أين هو) باللهجة الصنعانية،لكنه يعمل حوالي 14 ساعة بدون كلل أو ملل لا تسأله عن شيء إلا ويجيب من خلال تلفونه الشخصي،ففي كوريا لاتستعمل الناس الهواتف المتقدمة للتباهي والزنط الحيسي،بل لاحتياج الشخص،مثلاً سألته عن مساحة كوريا الجنوبية فأجاب لحظة،ثم استخدم هاتفه وقال:حوالي مائة ألف كيلو متر مربع. في دورة الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة والمقامة حالياً في مدينة آنشون لم أسمع كلمة تذمر من أي مشارك،نظراً للدقه الشديدة التي تتعامل بها اللجنه المنظمة مع البعثات قبل وصولها إلى كوريا من حيث الاحتياج والتقاليد والأوقات المخصصة للتمارين لكل بعثة وحتى الأشياء الصغيرة مثل غسيل الملابس أو الحلاقة،لم تفت الكوريين،حيث يوجد حلاق رجالي ونسائي و بدكيير ومانكيير للفتيات وبنك في مقر سكن البعثات وأمام كل غرفة ثلاجة مياه باردة. أكثر من 44 دولة مشاركه في هذه الدوره لكننا لم نلحظ أية حالة إرباك سواء في الملاعب أم في مقر سكن البعثات..وتصوروا لو أن هذا العدد قد استضفناهم كيف يمكن أن نسمع صراخ الأصوات لكن في كوريا الكل سعيد بما يقوم به من أدوار حتى مجرد الابتسامة للزائرين،وعلى فكرة كوريا تتصدر مجموع الميداليات حتى اليوم متفوقة على الصين يعني أدب وتفوق رياضي. لن يتسع الحديث أكثر مما سبق لضيق المساحة في رياضة اليوم،لكني اختصر الحديث بالقول إنهم عايشين بكل ما تعنيه هذه الكلمة..وإننا ميتون،لكن أحياء!!. بالرغم من ابتعادنا الكبير عن اليمن،لكني مازلت أفكر بالكهرباء وانقطاع الكهرباء وأحيانا أستعجل الكتابة خوفاً من انقطاع الكهرباء،لكني أتذكر أني في كوريا وليس في اليمن..يالها من عيشة تقصف العمر.؟!