يا ليل أين النور أني تائهُ هل ينبثق أم ليس عندك نورُ - قبل أن ألج إلى سطور الموضوع الذي سوف أتحدث عنه هنا أطلب أولاً المعذرة من القارئ الرياضي لو حاولت أن «أدوش» عقله بالأرقام التي تعتبر في أكثر الأوقات هي علة العقل ومطولة السهاد ومربكة المخ عند التفكير بما أنجزه الإنسان من عمل يكون مرتبطاً بالأرقام وبالأخص إذا ما «طب» عليه التفكير قبل النوم بدقائق فهنا تكون الأرقام قد استحوذت على أفكاره وقد تقاطعه وتتدخل بالوسط إذا ما أراد أن يتركها وينسيها ويبدأ بقراءة المعوذات لكنه يجد نفسه فاقداً للاسترخاء وهو يحاول العودة إلى وسط النهار وما أنتجه من عمل يكون مرتبطاً بالأرقام. أما أنا فأتذكر بداية دخولي إلى بلاط صاحبة الجلالة في بداية الثمانينيات عندما بدأ الغائب الحاضر الأستاذ شكري عبدالحميد يشجعني ويعطيني أو يتيح لي فرصة لكتابة التحاليل الرياضية المرتبطة بدوري كرة القدم وبعد أن كنت قد «زقيت المهرة» أو سرقت «الحرفة» التحليلية ممن سبقني بالأمر وهوا الزميل بدر الشيباني من ناحية الجانب التوثيقي بالأرقام المرتبطة بالأهداف والهدافين وبالأخص عندما كان الكاتب القدير والمحلل الرياضي الأستاذ حسين العواضي هو صاحب الكتابة التحليلية التي تسبق المباريات الأسبوعية من الدوري العام بيوم واحد في صحيفة الثورة ومتزامنة مع نفس التحليل الذي كنت أكتبه بنفس اليوم ل«الجمهورية» الغالية وهناك كانت هامتي ترتفع ونشاطي يزداد تحركاً كوني أشعر أن قلمي يوازي قلم العواضي وربما محمد حسنين هيكل.. وإن كنت أشعر بقرار نفسي أن الفارق التعبيري واللغوي لايقارن نظراً لما يمتلكه العواضي من خبرة ومعرفة بالأمور والقوانين الصحفية. - إذاً بعد هذه المقدمة التي سحبتني دون قصد للإطالة بهذا الموضوع الذي أردت إن أوضحه للقارىء ويرتبط بانطلاق الدوريات اليمنية لكرة القدم وكيف كان بالماضي يعطى للدوري العام حقه من الاهتمام ومسايرة الدوريات العربية والعالمية بالتوقيت مما يعطي مساحة ووقت للاتحاد والفرق التي تحظى بالمشاركات الخارجية لتنظيم حياتهم فنياً ومالياً بحيث يستطيع الفريق البطل أن يمهد لنفسه الطريق قبل أن يعلن الاتحاد الآسيوي ضده وضد اليمن مخالفة رياضية لعدم سرعة إرسال كل أولوياته ومايتعلق بالمشاركة وعندما عدت إلى مكتبتي التوثيقية بالأرشفة الرياضية لسنوات طويلة مضت ووضعت مقارنة بالأرقام بين نظام الإتحاد الحالي الذي يقوده الشيخ أحمد صالح العيسي وبين الاتحادات السابقة والمتعاقبة على اتحاد القدم فوجدت أن تأخير انطلاق الدوري وهوشليته لم يوجد سوى بزمن هذا الاتحاد الذي يترأسه العيسي ويخطط له الشيباني وإليكم نماذج بالأرقام والتاريخ متى كان ينطلق كل دوري يمني.. فمثلاً لو عدنا للقرن الماضي فسوف نجد أن موسم (86 /1987م) انطلق يوم 9 /10/ 1986م أي بداية الربع الأخير من العام والموسم الذي يليه انطلق بتاريخ 15 /10 /1987م وبفارق أسبوع فقط عن سابقه بينما موسم (88 /1989م) انطلق يوم 21 /10 /1988م وبفارق أسبوع أيضاً عن الذي قبله، بينما ابتدأ موسم (89 /1990م) بتاريخ 26 /10 /1989م وبفارق أسبوع أيضاً.. أنظروا إلى هذه الأرقام وتنسيقها بفترة انطلاقها وكيف سارت منتظمة وهذه كانت بالمناطق الشمالية فقط .. ولو أخذنا أيضاً جزءاً من دوريات التسعينيات بعد الوحدة وأخذنا نموذجاً مثلاً موسم (96 /1997م ) انطلق بتاريخ 5/ 9 /1996م والذي يليه يوم 23 /10 /1997م ومن ثم بتاريخ 3 /11 /1998م والذي بعده بدأ 29 /10 /1999م . - لكن لاحظوا معنا هنا ودققوا للأرقام والتاريخ الذي سار به الاتحاد الحالي، حيث نجد أن الموسم قبل الماضي انطلق بأخر يومين من السنة أي بتاريخ 28 /12 /2011م والذي قبله كان بتاريخ 28 /10 /2010م، بينما الذي قبله فقد انطلق يوم 5 /11 /2009م وقبل ذالك بتاريخ 6/ 11/ 2008م والذي قبله كان يوم 28 /12 /2007م .. لهذا لم أكن بودي أن أعود بهذه السنوات الطويلة إلى الوراء بحثاً عن هذه الأرقام التاريخية الرياضية التي تسرق ساعات من وقتي بحثاً عنها إلا إن السلبيات المتكررة والعشوائية لهذا الاتحاد الحالي أجبرني أن أنقل لكم هذا التناقض السلبي الواضح وبالأرقام حتى لانكون قد تجنينا عليه زوراً أو أننا ندافع عن زيد وننتقد عمر ونرميه بما هوا أمر «وإلى هنا ويكفي خبر».