خلال الأعوام الأخيرة صار اعتداء المواطن على أرض عامة أو مرفق حكومي أمر اعتيادي في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد أما ما ليس اعتيادياً فهو العكس من ذلك , بأن يعتدي مرفق حكومي على أرض مواطن بدون وجه ! وهو ما أقدم عليه مستشفى الجذام في تعز من عدوان على أرض حرة تعود ملكيتها لمواطن, حسب محاور التحقيق التالي : طبيب وعصابة قبل قرابة شهرين من تاريخ النشر تفاجأ المواطن أمين محمد الشيخ 35 عاماً المشير صوب أرضيته المجاورة لمستشفى الجذام والمسورة منذ عقود الموضحة في الصورة المرفقة تفاجأ بجرافة تدك سور أرضيته المقدرة بنحو50 قصبة عشاري المطل على الشارع , صاح , استنكر , استنجد , تساءل, عن السبب , فلم يجد أمامه إلا شباب مسلحين يرتدون الزي المدني يتبعون مدير عام مستشفى الجذام في تعز , يحمون الجرافة المكلفة من قبل الدكتور عبدالرحيم السامعي , وقد أكد ذلك عاقل الحي ( العربجي ) وعدد من الأهالي المجاورين للمشفى . يقول مالك الأرض مستنكراً : لا أدري كيف خُيل الى الدكتور السامعي بأن أرضيتي يمكن أن تتبع أرض المستشفى ! رغم أن البصائر معنا والقضاء قد فصل ذلك من زمان بل وحكم لنا بالتعويض من الأرض المملوكة لنا وللآخرين التي استفاد منها المستشفى من جهته العلوية ونوشك أن نستلم التعويض من ديوان المحافظة ! أما هذه الأرض الواقعة أسفل المستشفى فلا زالت تحت قبضتنا ويفصلها بالمستشفى منزل مسكون منذ عقود لأحد أجرائنا الذين أطلقنا له أرضية المنزل تمليك مقابل حراسته وزراعته لباقي أرضنا المسورة والمزروعة بالأشجار والثمار التي دكتها جرافة الدكتور السامعي دون رحمة . يضيف المواطن أمين الشيخ: أتمنى على كل من يقرأ قضيتي وشكواي وسنحت له فرصة زيارة أرضيتي هذه أن يشاهد مقدار مسافة شارع فرعي بين الأرض وبين سور المستشفى , ويسأل أي رجل أو امرأة أو طفل أو أحد مرضى المشفى الذين غالبيتهم من سكان حي مدينة النور المحيطة بالمستشفى , الجميع سيؤكدون ملكيتنا للأرض واستنكارهم لذلك العدوان السافر على أرضيتنا . أما القانون فمعلوم للجميع أن البسط على أرض منذ ثلاثين عاماً أقوى دلائل الملكية , فضلاً عن البصائر المبين ملكيتنا , ورغم ذلك وعلى افتراض أنني بسطنا على أرض ليست ملكنا جدلاً فقد كان الأولى بمدير مستشفى الجذام أخذ الأرض بواسطة القضاء حسب ما يقوله القانون : وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء . يضيف الشاكي : أما ما قام به الدكتور السامعي وعصابته فبعيد عن ذلك تماماً وقد صُدمنا بفعلته وجعلنا نخشى على مصير مرضانا الجائعين من أبناء الحي القاطنين لديه في المشفى أكثر من خشيتنا على أراضينا ! قرار إزالة أما نحن في الصحيفة فقد حاولنا الاتصال بالدكتور عبدالرحيم السامعي لنعرف مبرراته التي ربما تكون صائبة لكنه لم يرد حتى على رسائل الماسيج الموضحة تساؤلاتنا , مرة بتاريخ 11 نوفمبر ثم رسالة ثانية بتاريخ 22 من ذات الشهر الجاري , لكنه لم يرد على محرر الشكاوى , ورغم ذلك تحرينا فقيل بأن الدكتور السامعي أقدم على ذلك بموجب قرار إزالة حصل عليه من فرع الأشغال بمديرية المظفر بادعائه أمام الأشغال أن الأرض تابعة لمستشفى الجذام ! بعد ذلك هاتفنا مدير فرع أشغال المظفر الجعفري فلم ينكر قرار الإزالة , لكنه قال بأن القرار حُرر في عجالة دون أن يتريث المهندس المعني بالتحري , وعلى أساس أن طالب قرار الإزالة هو مدير مرفق حكومي مُصدق ولم يكن أحد يشك بأن يخطىء أو يكون له مصلحة شخصية من ضم أرض حرة لملكية الدولة , أما التشديد والتدقيق في تحرير قرارات الإزالة فيكون عادة في قضايا النزاع بين المواطنين فيما بينهم, لا بين مواطن ودولة . يضيف الجعفري مدير أشغال مديرية المظفر : يلزم تحرير قرار الإزالة من لدينا , الدكتور السامعي قيم الدنيا علينا ولم تقعد والاتصالات تتوالى علينا من كل جهة بما فيهم مدير عام المديرية لضرورة تحرير القرار بأسرع وقت , ورغم كل ذلك لدينا الشجاعة الكافية لنعترف بالخطأ , وللعلم أني لم أعرف وأقتنع بأننا أخطأنا إلا بعد مروري مع زملاء المكتب بالقرب من مستشفى الجذام من قبيل الصدفة فقلت لهم : لنعرج على موقع قرار الإزالة طالما ونحن في مدخل مدينة النور , وما أن وصلنا حتى تفاجأنا بأننا ظلمنا المواطن وحررنا قرار إزالة باطل , بعدها مباشرة حررنا مذكرة إلى أشغال المحافظة بطلب إلغاء قرار الإزالة , ومن جانبهم فعلوا ذلك , لكن بعد أن كان السيف قد سبق العدل , وعموماً الضرر الذي أصاب الأرض وصاحبها لا يزال تداركه أمرممكن خاصة إذا حكم الدكتور عبدالرحيم العقل والمنطق والشرع والقانون وتنحى عن استغلال سلطته في إلحاق الأذى بأملاك الآخرين . مديرية المظفر من جانبه ذهب الشيخ عبداللطيف الشغدري مدير عام مديرية المظفر إلى ما ذهب إليه مدير فرع أشغال المديرية , واختتم هذا التحقيق بالقول : الظلم لا يرضاه الله ولا رسوله وذروة المعصية أن نصر على أخطائنا ونبررها بالأوهام أما الاعتراف بالخطأ فليس عيباً في حقنا , لا سيما ومئات القرارات العبثية تحرر يومياً في مختلف المرافق الحكومية , لكن الفضيلة هي بالعدول عنها حال تبيان الحقيقة , ونتمنى على الدكتور السامعي أن لا يصر على خطئه , إلا إذا كان لديه مبررات نجهلها فعليه التوجه إلى القضاء المعني باسترجاع أرض الدولة إن كانت كذلك. الختام وفي الأخير وعبر ( إلى من يهمه الأمر ) يتوجه المواطن أمين محمد الشيخ مناشداً محافظ المحافظة ومدير أمنها ورئيس النيابة العامة بإنصافه من مدير مستشفى الجذام في تعز بتعويضه عن ما حل بأرضه بإعادة تسويرها مجدداً وتعويضه عن الأغرام التي لحقت به ومعاقبة المخطئ شرعاً وقانوناً !.