عندما منح الفنان الكبير أيوب طارش الدكتوراه الفخرية من جامعة الحديدة تقديراً لأدائه ومشواره الفني كما صرح القائمون لذلك ، سعد الجميع بهذا التفاعل تجاه الفن ، لكن بالمقابل لو أتينا إلى مناقشة أبجديات وأساسيات الفن ، وفي جامعة الحديدة نفسها ، وفي قسم الموسيقي نفسه في كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة الحديدة ، نرى عكس ذلك من أن هناك نوايا لتكريم الفن والارتقاء به ، في الوقت الذي يعاني القسم إهمالاً فظيعاً جداً من قبل جامعة الحديدة وكلية الفنون الجميلة ، الأمر نفسه الذي أتاح لنا التساؤل والاستطلاع حول هدا الأمر ، من خلال زيارتنا لقسم الفن والموسيقى في كلية الفنون التابعة لجامعة الحديدة واستماعنا لآراء الكثيرين والتي كانت كالتالي : كانت بدايتنا التواصل مع رئيس قسم الموسيقي ، وتحديدنا موعد معه ، وعندما التقينا به ، رفض رفضاً قاطعاً الإدلاء والتصريح لنا حول استفسارات فنية ، مشيراً أنه غير مسئول عن هذا ، مرجعاً الأمر إلى عمادة الكلية التي بدورنا لم نستطع لقاءهم ، نظراً لانشغالاتهم العديدة . قسم الموسيقى يضم طالبين فقط الفنان والأستاذ حسن الزغبي ، أستاذ قسم الموسيقى ، الذي تفاعل معنا قال: حول استفسارنا عن مستقبل الفن والتعليم الموسيقي أن مستقبل الفن كما هو ويتجه نحو الخلف ، بدلالة عدم وجود مواد وإفرازات إبداعية في الساحة اليمنية ، مضيفاً بعدم وجود التشجيع والرعاية التامة للمبدعين من قبل المهتمين بالفن ، فيما أن مستقبل التعليم الموسيقي مختزل في جملة “ الله أعلم “ ، مضيفاً أنه عند النظر لمعطيات الواقع التعليمي ، يبشر بأن هناك مستقبلاً مجهولاً . للعلم أن قسم الموسيقى في جامعة الحديدة لا يحتوي إلا على طالبين فقط ، نفسه الأمر الذي يثير الدهشة في سبب عدم وجود قابلية الطلاب لهذا القسم ، أشار الزغبي حول هذا الأمر بأن عدم وجود القابلية يكمن في أن القسم خلق في ظروف غير مهيأة زمنياً ومكانياً ، مضيفاً أن هناك غياباً شبه تام لرعاية الكلية من قبل الكلية والجامعة ، مرجعاً الأمر إلى أسباب عديدة بينها عدم وجود سكن طلابي للوافدين من المحافظات الأخرى .. ولطالب الموسيقي رأي آخر حول التحاقه بالقسم ، فقد أشار لنا فاروق فخري أحد الطالبين الملتحقين في قسم الموسيقى أنه التحق بالقسم لتطوير موهبة إبداعية يمتلكها. معوقات عديدة مشيراً أنه واجه معوقات عديدة في القسم أهمها يكمن في عدم وجود كادر تعليمي واختفاء كامل للدعم والتشجيع المعنوي من قبل القسم ، في الوقت الذي يمر فخري بظروف صعبة يواجهها على مستواه الشخصي والتي بدورها لم تمنعه في البحث عن العلم ومواصلة تعليمه ، ويضيف فاروق أن القسم يفتقد لأبسط أدواته وهي توفر الآلات الموسيقية ، مشيراً أنه يضطر إلى إحضار آلة العود الخاصة به إلى الكلية . إهمال وللرأي العام رأي آخر حول مستقبل الفن والموسيقى في اليمن ، حيث أبدى أسامة عبد الرب أحد المتتبعين لمستقبل الفن رأيه في أن مشكلة الفن تكمن في غياب تام للاهتمام الحكومي في تشجيع الفئات الإبداعية من الفنانين والموسيقيين يرجع الأمر إلى عدم وجود اهتمام ثقافي بذلك في توفير المعاهد والأقسام الفنية التي تساعد من صقل نواة الفنان للإبداع بشكل أفضل ، مضيفاً أنه ورغم الإمكانيات البسيطة التي يمتلكها الفنان والمبدع اليمني في المجال الموسيقي ، استطاع أن يبرز نفسه كفنان بامتياز، مستدلأ ببروز العديد من الفرق الفنية والموسيقية في المجتمع التي ساعدت في تكوين نفسها تلقائيأ كما يقول دون العودة للمستقبل المهمل التي تبرزه بعض الأقسام الفنية الحكومية حسب وصفه.. ومن خلال المتتبع له في قسم الموسيقى في جامعة الحديدة غياب الخطة التدريسية الفعلية للقسم ، في حين أن القسم كان معرضاً للإغلاق بشكل كلي بسبب عدم وجود قابلية للطلاب فيه ، الأمر الذي برره المسئولين عنه في أن أي قسم لا يحتوي علي خمسة وعشرين طالباً كحد أدنى يجب أن يغلق ، في حين أن قسم الموسيقى يحتوي على طالبين لا أكثر.