Mohammad Amrani منذ فترة وأنا أحاول أن أكتب شيئاً ذا قيمة ، و بعد أن يجهدني التفكير أكتشف أنني لست كاتباً ، أو على الأقل لم أعد كذلك . أسوأ ماتفعله الوظيفة العامة أنها تسلبك أغلى الأشياء ، الاسم الذي كنت تفاخر وأنت تنحته على مهل ، والحرية التي عشت حياتك عاشقاً تكتب لها الألحان والقصائد . يسألني أصدقائي متى ستعود للكتابة ، وهم لا يعلمون أنني لا أقدر على العود ، لقد صرت في قفص التهمة .وعلقت بشراك الريبة . حين أتحدث عن الثورة فهي تلك التي صنعت لي المعروف ، وحين أريد أن أكتب عن الأمل فهو الأمل في أن أبقى راكبا على الظهر ، وحين أتحدث عن وطن عشقته حتى القطرة الأخيرة ينظرون إليّ بعيون يملؤها الشك بصدق ما أقول . أي شيء هذا الذي انتزع مني كل شيء ولم يمنحنى سوى الكراهية والشك والتردد ؟ أي شيء هذا الذي انتزع كل أظافري ؟ ماهذا الذي قص ريش طائر كان لا يكف عن التحليق ؟ لن أعود أصدقائي ، حتى أعود طيراً كما كنت . حتى الحروف لم تعد طيعة كما كانت ولهذا تبدو أمامكم الآن شديدة الهزال . لن أكتب ، كل ما سأحاول أن أفعله هو أن أترك لكم كتابي بأوراق بيضاء ، تلك هي أصعب الحروف والكلمات ، فالكتابة نزف جرح ، وأنا ما زلت أنزف كما كنت ، غير أن أحباري بدلت ألوانها . كل ما تتاح لي فرصة لاستراق السمع في الفيس بوك ، أفتح جدار صفحتى مثل عاشق قديم ، لقد كان هذا الجدار وطني ، أتأمل قليلا ، أقبل جدران أصدقائي وأرحل بصمت المذنبين . أحب أصدقائي . Sami Noaman فقدت اليوم طفلة ننتظرها منذ تسعة أشهر.. أدركت معنى أن تفقد بضعة منك، حتى قبل ان تسمع له صوتا او ترى له مشهدا.. قبل أن تألفه أو يألفك.. آلاف اليمنيين يفقدون يوميا فلذات أكبادهم أطفالا وشبانا وراشدين وكهول، بطرق بشعة ومعارك خاطئة، من مشهد القتل الوحشي في العرضي الى السبعين وابين وشبوة ورداع والمكلا والبيضاء، إلى ضحايا المعركة الخاطئة في دماج، الى شهداء انتفاضة2011 الى ضحايا الطرقات.. لا يبذل أدنى جهد جدي، ولا تحضر ادنى مسؤولية متخففة من نزعة الاستعلاء وغرور القوة او اطماع الصعود، لايقاف نزيف الدم اليمني، وحق مواطنه في الحياة، بقدر ما يذهب كثيرون في رهان المقامرات، لتبقى المأساة قصة ملازمة لاسرة كل ضحية.. بحق الله بحق الانسانية بحق اطفالكم واحبابكم عليكم لا تنحازوا لاي طرف يرد الموت والقتل والاجرام ضمن خياراته احترموا حق هذا الشعب في الحياة احترموا حقة في ميتة سوية على الاقل.