القات نبات مزهر يزرع في اليمن وشرق أفريقيا ،يحتوي على مركب الكاثينون وهو شبيه بمادة الأمفيتامين المنشطة ،يعتقد أنه دخل اليمن من أثيوبيا في القرن السادس عشر الميلادي ،وقدتعاطاه المصريون القدماء من أجل الإرتقاء الروحي والصفاء الذاتي كما أوردت بعض المصادر التاريخية ،أما اليمنيون القدماء فقد تعاطته في أول الأمر فئة من الناس كانوا يستعينون به على العبادة والتقرب الى الله (فأطلق عليه قوت الصالحين ) وتحدث عدد من الرحالة الأجانب عن تعاطي أهل اليمن السعيد لنبتة القات في بدايات القرن السابع العاشر الميلادي منهم الرحالة كارستن نيبور،وفي المناطق اليمنية الواقعة تحت الإحتلال البريطاني ،فرض الإنجليز ضرائب باهظة على تجار القات ومورديه،فحد هذا الإجراء كثيرا من تعاطي القات وتجارته ،من أضرار نبتة القات الصحية والمثبتة علميا وبحثيا الأرق ،القلق، قلة الشهية ،الضعف الجنسي، ضعف التركيز الذهني ، نحافة الجسم ،الإكتئاب الحاد، سوداوية الأفكار،العزلة،تقلب المزاج ، الصداع التوتري ،الهلوسات السمعية والبصرية،اضطراب الحواس، الشعور بالإضطهاد،البكاء بلا سبب،الشك في الآخرين، الإرتباك ،الهستريا،ضعف الهمة، التبلد العاطفي ،الشعور بالنشوة والفرح الكاذب،عدم الإحساس بالجوع والإجهاد، الحساسية للأصوات ،أعراضه الإنسحابية(الشعور بالتعب والإكتئاب وإضطراب النوم وكثرة الأحلام المزعجة”الرازم” واليأس الشديدوالحزن الداهم والضيق في الصدروعلى ما يبدوأن هذا هو رد الفعل العكسي لحالة السعادة الغامرة أثناء التعاطي) أمراض سوء التغذية،إصفرار الوجه وشحوبة ،ظهور السواد تحت العينين ،كثرة الحركة والكلام ،وارتعاش اليدين ، هشاشة العظام ،تزيت الشعروتساقطه، وقشرة الرأس ،الضعف العام ،ظهور البثور حول الفم ،تقرحات الفم والمري والمعدة،ويعتبرسببا رئيسيا للأورام الخبيثة في الجهاز الهضمي ،في المرحلة الاولى من تعاطيه يؤدي الى حالة من النشاط الزائد تستمر لعدة ساعات،ثم في المرحلة الثانية ينتاب الجسم خمول وإرهاق وشرود(يدفع متعاطيه في هذه المرحلة الي تعزيزنفسه بالمزيد من هذه النبتة)في المرحلة الثالثة يدخل المتعاطي في حالة من الإكتئاب والقلق والشرود التام،وتعاطيه يؤدي الي إرتفاع ظغط الدم وإحتشاء عضلة القلب ،وزيادة ضرباتها ،وزيادة إفراز العرق مع ارتفاع درجة حرارة الجسم ،وقدتنتاب متعاطيه نوبات قلبية مفاجئة خاصة إذا كان مدخنا ،أدرجته منظمة الصحة العالمية في قائمة العقاقير الضارة التي تسبب الإدمان ، ويحظر زراعته وتداوله وتعاطيه في معظم بلدان العالم التي تعتبره عقارا مخدرا ، قال تعالى الحفيظ الخبير(وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ){البقرة:195}، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان )) رواه مسلم ،يأمرنا الخالق عزوجل على أن لا نلقي بأيدينا الي التهلكة والضياع وألا نسير في طريق مظلم ينتهي بهاوية سحيقة،فمتعاطي نبتة القات يسلك طريق الهلاك ويسير بمحض إرادته الي الهاوية.ويرشدنا الشهاب الظافرالي أن نكون مؤمنين أقوياءفي العقل والجسم والفكرفنكون خير وأحب الى الله سبحانه وتعالى،ودعا الفيلسوف الأمريكي وليام جيمس الي التغييرفقال( إن أعظم اكتشاف لجيلي ، هو أن الإنسان يمكن أن يغير حياته ، إذا ما استطاع أن يغير اتجاهاته العقلية).