رجاء أن ينفتح لأحدهم... يمرّ شباب القبيلة واحدًا فواحدًا بباب قلبها منذ صباها. . الآن ، وقد شارف نجم شبابها على الأفول ، ولا تزال فاتنة كالقمر.. تفتح بابها لقادم جديد قديم... أيُّ سعيد الحظّ هذا الذي يطلّ قلبُها على روحه ولو بعد حين؟! وأيُّ أمر طارئ استجدّ في حياتها؛ حتى تشرقَ شمسُ قلبها على الدنيا في سنوات أفول ربيعها ، وهي التي لم تكن لتفتحه لأحد ممن اتَخِذوا السلاح للتباهي والمفاخرة والقتل؟! أرسلوا إليها بضعَ نسوة من عشيرة الرجل سعيد الطالع؛ حتى يتحقّقوا رضاها من عدمه. . قالت للنسوة في ثقة واعتداد: رضيتُ به زوجًا.. لي شرطٌ واحدٌ فحسب إن وافق هو عليه؛ فذاك هو مهري. . أن يستبدل بالسلاح قلمًا. بلغه ذلك... تعجبّت القبيلة ُمن موافقته هو الآخر وهو ابنُ تاجر سلاح مثل أبيها. أيتركُ سلاحَه ، شرفَه وشرفَ القبيلة كلّها مقابل قلم؟!! حين ذهب بصُحبة لفيفٍ من الرجال والنساء، من بينهم أبيه وإخوته وبني عمومته؛ ليشهدوا مراسيم عقد الزواج. .كان قد تخلّى سالم فعلا عن السلاح... في جيبه قلمٌ ، وفيه مفكرةٌ ورقيّة ٌصغيرةٌ. . وفي يده كتابٌ غيرُ واضح عنوانُه. فرحت الشابّة حين رأته من مكان ٍ بعيد. لحظة َ تمّ بينهما عقدُ الكتاب استلّ قلمه من غمده. . كتب على عجلةٍ من أمره بضعَ كلمات في وريقة صغيرة. . ابتسمت هي ، كما لم تبتسم من قبلُ ، وهي تراه يُمسك بإحدى يديه قلمًا ، وبالأخرى كتابًا. . بعث بتلك القُصاصة مع أحد الرجال... بضعُ دقائق مرّت... دوّى صوتٌ مرعبٌ على بُعد بضعة أمتار من منزلها. . أصواتُ ضرباتٍ من مدفعية ، ثم طلقاتٌ سريعة ٌ من رشّاش آليّ ، تلتها طلقاتُ بنادقَ آليةٍ استمرّت قرابة ربع ساعة. .اختلطت بزغاريد نساء متجهاتٍ صوب منزل العروس... ذُهلت الشابّة ُ... أصابتها الحَيرة ُ... ألجمتها الدهشة ُ مما يجري... في تلك الليلة. . زُفّتْ الشيماءُ كما تزفُّ أيّة ُعروس إلى عريسها. . في الصباح. . وُجد سالمُ مضرّجًا بدمائه ، وبجواره مسدّسٌ مزوّدٌ بكاتمٍ للصوت ، وكتابٍ عنوانه: كيف تقتلُ بصمت؟!. .