تعرّف الحاج حمود شمار من بني الحارث أرحب على رجل أشقر، ادعى أنه من بقايا الترك، وأنه مسلم موحد، فكان يصلي هو والحاج حمود جماعة، فتارة يتقدم الحاج حمود ويصلي بالتركي المزعوم، وتارة يقول له الحاج حمود: تقدم فصلّ بنا، فيتقدم التركي، فيصلي إماماً، ثم سافر هذا التركي إلى عدن وأصبح نائباً لحاكم عدن الإنجليزي، وفي يوم وصل إلى عدن بعض اليمنيين من بني الحارث، فعرفهم التركي المزعوم وسألهم عن الحاج حمود شمار، فعرفوه فقال لهم: سلّموا على الحاج حمود، وقولوا له: يعيد الصلاة التي صلّاها خلفي، فإنني لست تركياً، بل أنا إنجليزي نصراني، فلما وصل الخبر إلى الحاج حمود نزل إلى صنعاء، ليسأل علماءها عن حكم صلاته خلف النصراني، وهو لا يعلم. * * * * أحد الشباب المستهترين هبط عليه والده وهو يتناول الغداء في ظهر يوم من أيام رمضان فهمّ أبوه بضربه لكن الولد تذرع بقوله يا والد عليّ قضاء يوم من شعبان. خرج إمام أحد الجوامع في صنعاء القديمة في رمضان الساعة ثمان الصبح ولقي في طريقة واحداً مفطراً من صباح الصبح يأكل كدمة يابسة من حق قصر غمدان زقمه الإمام وقلة مفطر يا قليل الخير وعاد الدنيا صبح.. وبزّه وشله للقسم وصل للقسم وهو زاقم للمفطر ودخل للقسم فلقي مدير القسم والعسكر حق القسم يفطروا بسحاوق وبرعي (البرعي أكلة يمنية شهيرة تشبه الفول في مكوناتها). فقالوا له خير يا حج ما لك.. فقلهم: ولا شيء مابلا لقيت هذا بيفطر بكدمة يابسة فقلت أديه يسكع معاكم (يعني يغمسها بالبرعي). * * * * دخل أحدهم على حاكم الحديدة وهو سامر مخزن والمداعة قدامه وقال له: سيدي الحاكم لقد أبصرت هلال رمضان وفيما هو يتقدم للسلام على الحاكم تعثر بالمداعة فانقلبت وانكسر البوري وتطاير الجمر على طول وعرض المجلس. ومن شدة غضبه صرخ الحاكم: احبسوه الخبيث اعمش ماشافش المداع قدامه ويدعي أنه شاف الهلال.