يروى أن رجلاً كثير التضياف والتضيف على الناس, واتخذ من ذلك مسلكاً له, فكل يوم ينزل ضيفاً على أحد, وكان سيء الطباع والخلق ولا يبالي بما يسمع وفي يوم من الأيام استضافه صاحب بيت فيه امرأة بذيئة اللسان, فلما رأت منه طول الضيافة عيل صبرها, وقالت بصوت مسموع حتى يسمع هذا الطفيلي ويعيب نفسه على فعله ويرحل عنهم شَرْقَتْ وعَلَّتْ ورجل الضيف مااشْتَلَّتْ, فما إن سمع منها ذلك حتى رد عليها دون حياء: الله يَشَرِّقْهَا ويَعَلِّيهَا والضيف ما يِسْرَحْ لَمَّا يَمَلِّيهَا (يسرح: ينصرف) ولما سمع الزوج بذلك أمر زوجته أن تملأ بطنه كما طلب, وبعد أن ملأ بطنه قال له الرجل : أظن يا ضيفنا العزيز أن بطنك قد ملئت, وكما وعدت لم يبق أمامك من خيار إلا مفارقتك لنا واسأل الله أن لا يرينا ضيفاً على شاكلتك, وأن يجنب غيرنا ضيافتك. ***** يروى أن ملكاً طلب من خادمه إحضار الطعام وبينما كان الخادم يحمل طبق الطعام هجمت عليه حدأة (طيرة) وخطفت منه اللحم فأحضر الطعام للملك من غير لحم وأخبره بما حدث ولكن الملك صاح به وكذبه وقال له: بل أنت أكلت اللحم وليس ممكناً أن تخطف الحدأة منك شيئاً وأمر به للسجن كل ذلك حدث ووزير الملك ينظر إليه صامتاً ثم قال له. أتسمح يا مولاي أن أقص عليك شيئاً فسمح له فبدأ الوزير قوله: بدأنا الكذب جربناه مجرب *** كلام الصدق ما عاد له بقية, بنينا فوق رأس الديك ديوان ، وخليناه متكى للرعية, زرعنا الموز في يومه وكتب، وطلعناه للسلطان هدية, معي إبرة صنعنا منها ألف سيف،وعادو زاد من الإبرة وقية, تزوجنا في ليلة وهبينا ولد وشاب، وشيب ووليناه بلاد الجعفرية, وكان الوزير كلما قال شيئاً رد عليه الملك بقوله ممكن فقال الوزير: أأكذب كل ذلك وتصدقني وخادمك عندما قال الحقيقة كذبته!؟ فعرف الملك غلطته وأخرج الخادم من السجن.