في العام المنصرم عاشت منطقة بلاد التكارير وادي إبراهيم أحداثاً مروعة ، إذ أدت خلافات أسرية إلى ما لا يقل عن ستة قتلى بينهم نساءٌ و أطفال ، و استمرت تداعيات القضية إلى أن أصبح القتل بعدد يربو عن العشرة .. ، و لا يزال الموت متربصاً بأبناء التكارير ليتشرد عديد أسر ، و يعاني مرارة اليتم عددٌ ليس بقليل من أبناء التكارير و في عامنا هذا طالعتنا صحافتنا المحلية بأنباء عن حوادث قتلٍ متفرقة ، بعضها إثر مصادمات بسبب أزمة المشتقات النفطية ، و بعضها نزاعات بسبب خلافات على أرض ، و بعضها بفعل قطاع طرق ... ، و في الأسبوع المنصرم حدثت جريمة هزت أرجاء منطقة بلاد المجاملة راح ضحيتها رجلان وطفلٌ صغير ..، و كان سبب هذه الجريمة خلاف بين أسرتين تسكنان إحدى قرى عزلة بلاد المجاملة شرق المنصورية محافظة الحديدة حول مشروع ماء ، فقد أكرم الله القرية بعد زمن من عناء البحث عن الماء بتأسيس مشروع ماء للقرية بمضخة ، و تم تخصيص مكان للمشروع في أرض مشاع للقرية بأكملها ، و ساكنوها هم آل مصلح و البصابيص و بعض المهمشين ، و نشبت الخلافات حول ملكية هذه الأرض المشاعة وتقسيمها ، و بحسب تصريح الحاج علي محمد مصلح للصحيفة : فإن هناك من يودون الاستحواذ على مشروع الماء ، و هكذا اختلقوا المشاكل ضد عاقل القرية الذي يتصادف أنه من آل مصلح ، و بدعوى أنه عاقل للقرية منذ 33 عاماً.. ، و دب الخلاف و تعاظم وقد اتفقنا أن نقعد لنحل الموضوع عاشر أيام عيد الفطر المبارك ، لكن و قبل الموعد المحدد، و بينما كان ثلاثة أفراد من آل مصلح يحرسون ماطور الماء ، لأن أدوات و أغراض للمشروع تعرضت للإتلاف و السرقة أكثر من مرة ، و هذا ما جعلنا نعين حراسة للمشروع ، وهكذا تم الاعتداء على الحراس من عددٍ يربو على 45 فردا ، مسلحين بفؤوس وأسلحة بيضاء و بعض البنادق الآلية ، و قد بادروا بالاعتداء أولاً على داود أحمد عبد الله مصلح ، بضربه بالفأس ضربة قاتلة في رأسه من الخلف حتى إذا وقع استمروا بضربه بالفؤوس و مثلوا به تمثيلاً مريعاً ، و قد حدث تبادل إطلاق نار راح ضحيته المسن عبيد حسن صغير بصبوص وحفيده الطفل الصغير ، و تمكن الجناة من إصابة ولدي محمد علي مصلح إصابة بالغة في رأسه و في رقبته و إصابات أخرى متفرقة ، و كذلك إصابة محمد عيسى عبد الله مصلح .. و قد قام عاقل القرية بإسعاف المصابين و القتلى إلى الحديدة ، ليتم وضع القتلى في ثلاجة موتى مستشفى الثورة ، و أسعف ولدي إلى أحد المشافي الخاصة نظراً لعدم تمكن مستشفى الثورة العام من استقباله لعدم توفر الإمكانيات ، و كما ترون فإن ولدي قد تضرر مركز النطق لديه ، و هو يعاني من شلل نصفي .. و أصبح ولدي معاقاً و قتل ابن أخي و تم اعتقال العاقل من قبل البحث الجنائي، و لا يزال القتلة و المعتدون فارين من وجه العدالة ، ولسنا ندري إلى أين نتجه لنحصل على العدالة و الإنصاف ، و الجاني يبقى يسرح و يمرح على هواه .