عبر مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن عن قلقه البالغ للتوتر الحالي في اليمن والذي بلغ مستوىً عالياً، معتبراً أن الوضع بات مقلقاً جداً، ويعد الأكثر إثارة للقلق منذ بداية العملية الانتقالية. وقال المبعوث الأممي في بيان أصدره مساء أمس وتلقت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» نسخة منه : «أعلم أنّ كثيراً من الإعلاميين حاول التواصل معنا في الأيام الماضية للوقوف على تطورات الوضع في اليمن. لكني كنت أجري مشاورات مع مختلف الأطراف والقيادات السياسية اليمنية بعيداً عن وسائل الإعلام. استمعت إلى رؤى كثيرة ومازلت أحاول التوفيق بينها من أجل إزالة عناصر التوتر، والمساعدة على إيجاد حل سلمي توافقي للأزمة الراهنة». وأضاف: «جميع الأطراف في اليمن شركاء فيما آلت وما ستؤول إليه الأمور، ويجب على الجميع أن يدرك جيداً أن لا مخرج من هذه الأزمة سوى عبر حل سلمي توافقي بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيون، ودعمها مجلس الأمن في القرار 2140». واستطرد مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن قائلاً: «وللوصول إلى مخرج سلمي لابد من عدم اتخاذ أية خطوات أو أعمال من شأنها تهديد الأمن والاستقرار، والامتناع فوراً عن استخدام العنف وسيلة لبلوغ أهداف سياسية، كما نصت قرارات مجلس الأمن».. مضيفاً : «وللوصول إلى مخرج سلمي لابد من وقف التصعيد السياسي والإعلامي ووقف حملات التحريض المذهبي والجهوي. وأكد بن عمر في هذا الصدد أهمية الدخول في مفاوضات جدية وذات مصداقية، وأن تبدي الأطراف المعنية حساً وطنياً ونوايا صادقة، وأن تتحلى بالحكمة.. وأردف قائلاً : «يجب على الأطراف المختلفة أن تترفع عن المصالح الحزبية والفئوية الضيقة إذا كانت فعلاً تريد المصلحة العليا لليمن وتريد تجنب الأسوأ».. معبراً عن ثقته في توافر كل تلك العوامل، وتابع: «أنا على يقين أنّ اليمنيين قادرون على التوصل إلى اتفاق على حل سلمي للأزمة». وشدد المبعوث الأممي بأنه حان الوقت لأن تتكثف الجهود لتمكين الدولة من ممارسة سلطاتها على أراضيها كافة.. مذكراً الجميع بأن هذه مسؤولية مشتركة توافق عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني. وأوضح أن مجلس الأمن سيجتمع في نيويورك في التاسع والعشرين من الشهر الجاري ليناقش الوضع في اليمن..وقال : «سأقدم إحاطة للاجتماع تتضمن تقويماً للعملية السياسية والوضع الراهن عموماً في اليمن».. وتابع: «أنا متأكد أنّ مجلس الأمن سيواصل دعم هذه العملية بصوت واحد.. لكن في الوقت نفسه على اليمنيين أن يعتمدوا على أنفسهم من أجل حل مشكلاتهم وترتيب بيتهم الداخلي ورسم مستقبلهم».. واستدرك قائلاً : «وكما قلت خلال أحداث عام 2011، إنّ الحل لن يأتي من الخارج ولن يكون إلا حلاً يمنياً وعبر عملية سياسية يقودها اليمنيون». وتطرق بن عمر إلى دعم الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لليمن، مؤكداً أنهم لم يبخلوا بأي جهد لمساندة التسوية السياسية منذ إطلاق المبادرة الخليجية. وأردف : «كما عملت الأممالمتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي كذلك بشكل موحد دعماً لمشروع التغيير السلمي في اليمن».. مؤكداً أنه قلما تشهد قضية عربية ما إجماعاً ودعماً دوليين على النحو الذي حظيت به التسوية السياسية في اليمن. وعبر عن الأمل في أن يقف اليمنيون أمام هذا المنعطف من تاريخ البلاد، ويستثمر هذا الدعم مجدداً، تحت قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، لتحقيق تطلعاتهم في بناء الدولة الجديدة..وجدد المبعوث الأممي تأكيده بأن التسوية السياسية في اليمن شكلت بما فيها مؤتمر الحوار الوطني أنموذجاً فريداً في بلدان الربيع العربي، ولاقت إشادة دولية، ويتم الإفادة منها في دول عدة. واختتم بيانه بالقول: «وأنا متأكد أنّ اليمنيين، بحكمتهم وتاريخهم العريق، سيعملون في هذه المرة كذلك للحفاظ على المكتسبات التي حققوها وللمضي قدماً في بناء الدولة الاتحادية الديمقراطية الجديدة المبنية على سيادة القانون والمواطنة المتساوية».