نفّذ عشرات من المثقفين والفنانين اليمنيين يوم السبت الماضي وقفة احتجاجية صامتة في صنعاء، شعارها “نعم للحياة” رفعوا خلالها الأقلام تنديداً بخطاب العنف والاقتتال وتهميش دور المثقف والخطاب السلمي. وقال الشاعر والناقد أحمد العرامي: نريد أن يعرف العالم أننا بحاجة إلى صور جميلة في الصحف بدلاً من الجثث. وقد أدان بيان صادر عن المنظمين مبادرة «مثقفون من أجل الحياة» مفردة الحرب بأشكالها وأنواعها وما ينتج عنها من إرهاب وعنف وتخويف يستهدف المجتمع بخلفيات تأثير متعدّدة تخلّف تأثيرات صراع تأثير «حروب مادية - فكرية - نفسية» وانعكاساتها السلبية على مجتمع المواطنين في اليمن. وشدّد البيان: على ضرورة توحيد الحياة العامة في الفعل الثقافي والمشاركة المدنية وترشيد المشهد السياسي في وعي المتلقي لدى المواطنين نظراً لاستئثاره بصورة كبيرة ونمطية أضعفت الحس المجتمعي بمطالبه وأولوياته في الحياة والحقوق والحريات. وأكد البيان “استعادة الدور الطبيعي والوطني للمثقف واستعادة مكانته في المجتمع لخلق تفاعلية وإيجاد شراكة حقيقية معه تجسّد الاصطفاف الأمثل نحو تمدين وعي المجتمع والنأي عن أي جنوح أو شعارات ضيقة من أي نوع قد تنتقص أو تقصي أو تفتئت في حق الآخرين من المواطنين”. وتأتي الوقفة كجزء من ندوة ثقافية أقيمت السبت ناقشت غياب دور المثقف وصوته المدني ما ترك فراغاً ملأته الميليشيات المسلّحة وجماعات العنف. وفسّر الصحافي والمفكر عبدالباري طاهر، تنامي العنف إلى انحسار دور الدولة الكافلة لحق المواطنة المتساوية بالقيام بوظائفها تجاه مواطنيها، فأينما غابت الدولة بوظائفها وجد العنف والتطرف، محمّلاً الإعلام دوراً مهماً في “تبنّي خطاب إعلامي من شأنه تعزيز ثقافة التعايش والتسامح والابتعاد عن الخطاب التحريضي”. ووجّهت الشاعرة الدكتورة ابتسام المتوكل خطابها إلى المثقّفين والفنانين كأيقونة للمدينة وقادة رأي، قائلة: “يجب عليهم الاصطفاف لمواجهة أي انحراف في مسارها ومواجهته بأساليب ديمقراطية وأدوات ثقافية”. واتفق الأديب زيد الفقيه على واجب المثقف “في أن يكون حاضراً ولا يستجيب لتهميشه، لأن المرحلة حرجة، ويجب عليه أن يكون هو المبادر للعمل وبأسرع وقت، وتقديم المقترحات والحلول التي تجنّب البلد المشاكل الكبيرة وتبعد المثقّف من أن يكون تابعاً. كما أرجع أمين عام نقابة الفنانين اليمنيين فؤاد الكهالي القطيعة التي حدثت بين المجتمع والنتاج الثقافي الفني إلى عدم امتلاك أدوات التواصل التي احتكرتها جهات وأحزاب وجماعات لخدمة مصالحها الخاصة، مؤكداً «الحاجة الماسة إلى نصّ دستوري واضح يضمن للفنان والمثقّف وضعاً أفضل على المستوى المهني والمعيشي».