- خيراً فعلت قيادة إدارة نادي الشعلة في عدن عندما قدمت استقالتها مؤخراً، بعد أن باتت الإدارة لاتحوي سوى رجلاً وحيداً مسيطراً على أطلال سدة الإدارة. - الإدارة التي هجرها خيرة شباب ورجالات وكفاءات مدينة البريقة (عدن الصغرى) بسبب تصرفات نائب رئيس النادي الكابتن عبدالله فضيل الذي (حوّش) على كل شيء في الإدارة الشعلاوية وأقصى حتى أقرب المقربين إليه شخصياً. - كنت أحد أعضاء الإدارة عندما كنت مستقراً في عدن، وأُسندت إليّ مهمة المسئول الإعلامي في النادي، وكان طلب الكابتن فضيل ورفيق دربه الكابتن محمد عبدالله سالم مسئول النشاط في النادي مصحوباً بوعود بإعادة وهج الشعلة المنطفئ منذ فترة، وتعهدهما لجميع أعضاء الإدارة من كفاءات مدينة البريقة أن العمل سيسير وفق رؤية تعيد للنادي سمعته الجيدة. - لكن كل تلك الوعود ذهبت أدراج الرياح وتلاشت لسبب بسيط، هو التهميش الذي انتهجته الإدارة من الاجتماع الأول لها بحضور رئيس النادي الدكتور نجيب العوج المدير التنفيذي لشركة مصافي عدن. - فكانت كل المبادرات التي يقدمها الأعضاء المتحمسون للعمل وخدمة النادي تصطدم باستئثار الكابتن الفضيل وديكتاتوريته التي أبعدت أقرب الناس إليه ورفيق دربه الكابتن محمد عبدالله سالم الذي لم يجد بُداً من المغادرة وتقديم استقالته، التي سبقتها استقالة أبو الشباب محمد شمس الدين، ثم تلاها استقالات جماعية جعلت من الفضيل وحيداً بفضل سياسته التي استثنت أفضل الشخصيات التي كانت تسانده وتحلم بخدمة النادي. - حتى المسئول الإعلامي في النادي تم تهميش مهامه والاستعانة بإعلاميين من خارج النادي وخارج البريقة لتغطية أنشطة النادي، في تعدٍ صارخ للتخصصات التي تم نسفها ونسف إنجازات النادي بسبب قيادة أخطأت تقييم النادي وحولته من كيان رياضي وثقافي واجتماعي إلى مجرد كعكة سيطر عليها فرد وحيد. في مقال كتبت أن الكابتن عبدالله فضيل نجم كبير يشهد له التاريخ الكروي اليمني، وهو أحد أقطاب اليمن الكروية وليس فقط عدن أو البريقة، وقدم للشعلة والمنتخبات الوطنية الكثير مما لانستطيع إنكاره، لاعباً ومدرباً، غير أن النجومية على المستطيل الأخضر، تختلف متطلباتها واحتياجاتها عما تقتضيه الإدارة، فليس شرطاً أن تكون نجماً ولاعباً ناجحاً حتى تكون إدارياً متميزاً. - عموماً مبادرة الكابتن الفضيل بالاستقالة بادرة رائعة لتتمكن الإدارة القادمة من تدارك ما يمكن تداركه في إنقاذ النادي الذي شهد تدهوراً في مختلف الألعاب، ففي كرة القدم لم يخرج النادي من مؤخرة الدوري، رغم مرور أربع جولات من الدوري العام، وفريق كرة الطائرة فقد بطولاته التي حصدها منذ سنوات سابقة في ظرف ثلاث سنوات فقط، وذات الحال ينطبق على فريق كرة الطائرة، وتلاشي نجومية وإنجازات فريق كرة الطاولة الذي كان الشعلة أحد أقطابها على مستوى اليمن، كما هوالحال في لعبة الشطرنج، اللعبة الأولى في النادي سابقاً، كلها ألعاب وفرق تعاني الكثير من الإهمال والتراجع لم تشهده إلا في عهد إدارة يقودها الفضيل. - زيارة مدير مكتب الشباب والرياضة في محافظة عدن الكابتن عزام خليفة للنادي نهاية الأسبوع الماضي تؤكد حرص القيادة الرياضية في المحافظة على تاريخ الشعلة وسمعته الطيبة المحفورة في ذاكرة كل العدنيين وعلى رأسهم الكبير عزام خليفة، ونتمنى أن يكون إشراف مكتب الشباب والرياضة بشكل فاعل لانتخاب إدارة تنتشل النادي من الوحل الذي وصل إليه، وهي فرصة جديدة من أجل تاريخ الشعلة.